جميعنا نعرف أن الموت لا مفر منه. جميعنا نعرف أن الموت حق. جميعنا نعرف أن لا أحد يدوم في الحياة. لكن الصدمة في الموت حين يخطف فجأة روحاً عزيزة ليس على عائلته، أهله، أقربائه فحسب، وإنما كل المحيطين به أيضاً، مثل روحك العزيزة يا أبو ثابت المنور.
روحك التي كانت تؤنسنا، وتعلّمنا الكثير لكي نحب بعضناً بعضاً ، لكي نكون غيورين على كل ما هو جميل وعظيم ويدعم تقاليدنا وأعرافنا التي تشدنا إلى الأجداد.
لقد رحلت سريعاً يا أبو ثابت. تركت فراغاً لا يسده أحد.
فارقتنا وأنت في عيوننا، وقلوبنا..
عرفناك وما نسيناك يوماً : أبو ثابت: وأنت شخصية جتماعية وثقافية لها وزنها، اعتبارها، إشراقة صورتها.
أبو ثابت من مواليد 1951ورسام للوحات لالش
أبو ثابت: الثابت الذي كان في تفانيه وإخلاصه لجميع من حوله. متفان في العطاء، في القول والفعل، كما عرفناه طويلاً: صديق الوالد” والدي أنا، شفان شيخ علو ” وأنا أكتب هنا كلمات مفعمة بالحزن، وأنا أتحدث عنك، وكنت صديق الجميع، مخفف العبء عن الجميع في المناسبات التي تهم الجميع، وأعين الجميع عليه هنا في ألمانيا وخارجها، وهو يسارع إلى القيام بالمطلوب مثل الساعة.
تعلقنا بك قلباً وعقلاً، وما كنا نتصور أنك ستصاب بأذى، لحبنا لك.
سوى أن كورونا الذي لم نحسب له حساباً، تسلل بين صفوفنا، وشدك إليه، ولم يمهلك كثيراً يا أبو ثابت، وقد تابعناك في أوجاعك قبل شهر، في اولدنبورك، لتسلم الروح اليوم، 9-2-2022 .
وانطفأت شمعة حياتك يا أبو ثابت، لتصبح مشتعلة في قلوبنا
الكلام عاجز عن وصف جميلك في الحياة
كنت في أعمالك وأقوالك أكثر من أبو ثابت.. تحب الحياة لغيرك أكثر، وتتعب روحك من أجل الجميع.
لكم رأيناك وأنت في عظيم قولك وفعلك الطيبين وأنت تشارك أهل اولدنبورك والإيزيديين في ألمانيا، في أفراحهم وأتراحهم.
نعم، كنت أكثر من واحد في أعمالك وأقوالك الكبيرة الأثر.
أبو ثابت الشهم، أبو ثابت النبيل، مع الفقير وهو يواسيه، ومع الغني ليكون أخاً للفقير، ومساعداً، له، مدافعاً عن الحق عند اللزوم، كان إنساناً كبيراً بالفطرة، أبو ثابت الشجاع بقلبه وروحه وعقله…!
سبعون عاماً وأكثر، وكلها شباب وعزيمة وإقبال على ما هو مفيد للجميع!
نعم، نعم، صدقت يا أبو ثابت عندما كنت تردد بيتاً شعرياً عن مفارقات الزمن، وعما يصدم الطيبين،في الكثير من المناسبات “اذا اقبلت باضت الحمامة على الوتد واذا ادبرت بال الحمار على الاسد ”
ونحن اليوم نحيط بروحك الطاهرو، نحن اليوم نعانق روحك الطاهرة حيث ودعت الحياة امام المشفى في اولدنبورك ونحن نرى جميع الابواب مسدودة في وجوهنا بسبب جائحة كورونا لا البيت الايزيدي يفتح بابه ولا يوجد مكان يحوي محبيك واصدقاءك والمطر يهطل والنساء يبكين من شدة الصدمة نعم ، لقد خانك الحظ، وخاننا أيضاً
كيف لنا أن ننساك وأنت بعظيم روحك، وقد كنت، كما ذكرتُ، صديق والدي ودائماً كان يسال عنك وصادقتك لأكثر من 25سنة منذ 1997عند وصولي الى المانيا
كنت صديق الجميع
كيف لا تكون صديق الجميع، وكنت تحتضن الجميع بقلبك الكبير، وعقلك الكبير،ويديك النديتين حباً ؟
لا مفر لنا من أن نعترف برحيلك. أن نعترف بفعل الموت، بأنك أغمضت عينيك، ولن تفتحهما مرة أخرى.
إنما ستبقيان مفتوحتين ملء أرواحنا يا أبو ثابت، ومقرك الراحة الأبدية
وللجميع عزاؤنا
والجميع مهتمون بأمرك يا أبو ثابت، والاستعداد للوداع الأخير، حيث جثمانك سيغسل في البيت الإيزيدي
باولدنبورك وسينقل الى كوردستان ليوارى الثرى هناك في مقبرة ايسيان
وماذا بعد يا أبو ثابت ؟
لا قبل ولا بعد
كما أحببت الجميع وتفانيت في خدمة الجميع، وفي كل مرة تزيدهم حباً وتفانياً .
سيظل الجميع يتذكرونك وصورة وجهك مشرقة داخلهم، كغيرك ممن خدموا الإيزيدية واستحقوا الإقامة النورانية في الوجدان الإيزيدي، والعزاء كل العزاء، عزاء الإيزيدي للإيزيدي، لعائلة أبو ثابت، لأهله، ونحن أهله أيضاً، لأحبته ونحن أحبته أيضاً، كما يستحق أبو ثابت المنوَّر!
مخابن ابو ثابت لى دنيا ده مو جاغن بو كه سى نادومينت سه رى كه سو كاريت وى ساغ جيهى وى به هشتبت وسه رى ته زى ساغ، كاك شفان