.
يشكل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي بدأ حياته المهنية كضابط مخابرات في لجنة أمن الدولة (كي جي بي)، تحديا خاصا تبرز أهميته حاليا حيث تريد وكالات المخابرات الأميركية معرفة نواياه تجاه أوكرانيا.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن وكالات المخابرات الأميركية تواجه اختبارا حاسما لمعرفة ما إذا كان بوتين سيستخدم أكثر من 150 ألف جندي كان قد حشدهم بالقرب من الحدود الأوكرانية للغزو، أو لمنحه نفوذا حتى يتوصل إلى تسوية دبلوماسية.
وقال بوتين إن روسيا مستعدة لمواصلة المحادثات مع الغرب بخصوص القضايا الأمنية، لكنها لن تكون راضية عن الحديث الغامض عن عدم استعداد أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي قريبا.
وبحسب نيويورك تايمز، فإن الولايات المتحدة وبريطانيا لديهما إطلاع على تفكير بوتين عبر بعض الوسائل، حسبما يتضح من المقابلات التي أجريت مع مسؤولين من الولايات المتحدة وأقرب حلفائها.
وتقول الصحيفة إن المخابرات تتوصل إلى بعض الاستنتاجات الاستخباراتية من خلال عمليات اعتراض إلكترونية، بينما يتم تعزيز بعض المعلومات الأخرى من خلال محادثات بوتين الدورية مع الرئيس جو بايدن، والتي يقول المسؤولون إنها أثبتت أنها مفيدة في فهم نظرته للعالم.
وتحدث بايدن مع بوتين، السبت الماضي، محذرا مرارا من التكاليف الباهظة التي ستتحملها موسكو، بما في ذلك عقوبات ضد الشركات الروسية.
ووفقا لمسؤول أميركي، من المحتمل أن تتغير حسابات بوتين عندما يقارن بين تكاليف غزو أوكرانيا وما يمكن أن يحصل عليه من المفاوضات.
وتضغط موسكو من أجل الحصول على مجموعة من الضمانات الأمنية من الغرب والتي منها عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي في المستقبل.
وقد لاحظ العديد من المسؤولين، وفقا لنيويورك تايمز، أن بوتين يمكن أن ينتظر حتى آخر لحظة ممكنة لاتخاذ قرار، وإعادة تقييم خياراته باستمرار.
وتقول الصحيفة إن المسؤولين الأميركيين لن يتحدثوا عن الكيفية التي يعرفون بها ما يدور في ذهن بوتين، “حرصا على الحفاظ على مصادرهم الحالية”.
وأضافت “من الصعب معرفة نية أي زعيم استبدادي، لكن بوتين، الذي بدأ حياته المهنية كضابط مخابرات، يشكل تحديا خاصا”.
وترجع أسباب هذا التحدي إلى أن بوتين يتجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية، وفي كثير من الأحيان يحظر تدوين الملاحظات، ويتحدث قليلا لمساعديه، وهناك حد لكم المعلومات التي يمكن أن تعرفها وكالات المخابرات عن نواياه وتفكيره.
وقالت جوليان سميث، سفيرة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي، للصحفيين، الثلاثاء: “نحن لا نفهم بشكل أساسي، ولا أحد منا يفهم، ما بداخل رأس الرئيس بوتين، ولذا لا يمكننا التكهن بأي اتجاه يتجه الوضع”.
وقال مسؤول كبير التقى مع نظرائه الروس في محاولة لنزع فتيل الأزمة الحالية مؤخرا إن الوفد الأميركي خرج بشعور بأن ممثلي بوتين يتخذون موقفا متشددا لأنهم لا يعرفون ما الذي يريد رئيسهم القيام به.
ونفت روسيا كثيرا التخطيط لغزو أوكرانيا، وتقول إن من حقها تدريب القوات على أراضيها بالشكل الذي تراه مناسبا.