وصلت العلاقات بين اربيل وبغداد الى مرحلة الكوميديا السوداء. في اوقات ما من ما بعد 2003 كانت الخلافات بين المركز والاقليم خلافات مفهومة او على الاقل معقولة ومتوقعة.
اليوم وبعد سنوات من التلصيق المؤقت اصبحت هذه الخلافات سخافة تعرقل الحياة في اربيل وبغداد معا.
لا يمكن استمرار هذا الحال الى الابد!
اما ان يتفق قادة الاقليم وبغداد على خطة لاستمرار هذه العلاقة تضمن رضا الطرفين بما يعنيه التخلي على المستوى المتوسط على الاقل عن حلم الانفصال والقبول بما يوفره الدستور – او تعديلاته ان تم الاتفاق على تعديله – وصلاحيات الاقليم وتنفيذ هذا الاتفاق لكي يستمر وينجح ونرتاح جميعا عربا وكوردا!
هذا الاتفاق قد ينص على حلول وسط في القضايا الاشكالية مثل (النفط و كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها في ديالى ونينوى وصلاح الدين والتعداد وحصة الاقليم من الموازنة…الخ).
قد يكون هذا الحل هو اقتسام كركوك او منحها وضع خاص وكذلك الامر في ما يخص باقي المناطق وموضوع النفط. اما التعداد فاظن انه يجب ان يجري لانه ضرورة ماسة لاي عملية تنمية.
او يتفق الطرفان على حلول وسط لكي يتم الانفصال وتنتهي هذه المهزلة!
ومن جديد قد تكون هذه الحلول اقتسام كركوك وضمان منفذ حدودي للعراق مع تركيا وان يكون لسكان المناطق المتنازع عليها رأي مثل سنجار وغيرها وتستفيد اربيل من خيرات نفطها – دون مشاركة بغداد – والعكس صحيح (تستفيد بغداد من نفطها دون مشاركة اربيل).
وحينها ايضا يجب ضمان عدم تدخل تركيا وايران لافشال هذا الحل.
والحقيقة ان الشعب الكوردي عبر عن رأيه بوضوح في الاستفتاء الذي اجري قبل سنوات.
لا يمكن استمرار هذا المهزلة السخيفة الى الابد… يرشح خال مسعود رئيسا ثم يرفض فيرشح عضو اخر من عشيرة برزاني ثم تنقض المحكمة الاتحادية قانون النفط في كوردستان المعمول به هناك – رغم معارضة بغداد – منذ 15 سنة!
من جهة ثانية يتصرف الساسة الكورد في كل صغيرة وكبيرة كدولة مستقلة ولا يتذكرون بغداد الا عندما يقبضون حصة الاقليم من عائدات النفط المركزية او عندما يرشحون ممثليهم لمناصب سيادية او وزارية.
وها نحن بالكاد خرجنا من ازمة انتخاب الحلبوسي حتى دخلنا ازمة زيباري ثم ريبر!
وما يزيد الطين بلة ان الساسة الكورد انفسهم كانوا موحدين – في مواقفهم امام بغداد على الاقل – اما اليوم فخلافاتهم الداخلية تعقد خلافات بغداد وتزيدها!
انهوا هذه المهزلة!