إنتشرَت ظاهرة ألإندماج وإلإبتلاع للمؤسسات ألإقتصادية في النصف ألأول من القرن ألعشرين في داخل ألولايات ألمتحدة ألأمريكية قبل غيرها من ألبلدان ألأخرى، وغالباً ما كانت تتصف تلك الظاهرة بألتصفيات من خلال الترغيب وألترهيب لغرض السيطرة على ألسوق ألداخلية ألأمريكية، وهي تمثل أحد أسس الوحشية ألرأسمالية … في حين كانت ألدول ألأوربية وقبل تأسيس منظمة ألإتحاد ألأوربي، كل واحدة منها تنشَط تجارياً بصورة مستقلة مُطبِقّة سياسة ألـ « الدومبنغ» ألتي تعني إغراق ألأسواق ألخارجية بمنتوجاتها من خلال رفع أسعار تلك المنتوجات في السوق الداخلية تشجيعاً للتصدير، وكانت تلك السياسة واضحة فيما بين ألدول ألأوربية. لكنها وحدَت جهودها بفضل ذلك ألإتحاد وحولتها بإتجاه دول أوربا ألشرقية وآسيا وأمريكا ألجنوبية.
تُمثل سياسة ألإتحاد ألأوربي في مجال ألإندماج وألإبتلاع( ألإستحواذ) الحلقة المهمة لمكافحة ألإحتكار في داخل دول ألإتحاد، وتُنجَز على ما فوق المستوى ألوطني/ فوق مستوى إقتصاد ألدولة الواحدة/، وتُنظَّم مِن قِبل أللجنة ألأوربية. إنّ ألأسس لوظائف تلك ألسياسة، تحتوي بمضمونها على دعم المنافسة الفعالة بهدف الدفاع عن مصالح المستهلكين وتحفيز ألإبتكارات ومنع إساءة إستخدام ألحالة ألمسيطِرة على السوق. إنّ هدف ألسياسة التنافسية لدول ألإتحاد ألأوربي هو عدم ألسماح لظهور ألإحتكارات.
إنَّ عمليتَي ألإندماج وألإبتلاع، تساعدان في دعم فاعلية ألشركات وألمؤسسات وتنمية ألإقتصاد إلى ألحدود ألتي لن تؤدي إلى خرق المنافسة « ألعادلة». ولذلك، فإنّ سياسة مكافحة ألإحتكار للاتحاد ألأوربي، تكون موجّهة نحو تقييد عمليات ألإندماج وألإبتلاع بألحدود ألمعقولة، وبألبحث عن الوسط ألذهبي بين المنافسة ألفعّالة وزيادة وتنمية ألشركات ألإنفرادية.
إنّ عدد حالات ألإندماج وألإبتلاع مثلما هو حاصل في حدود ألإتحاد ألأوربي كذلك في ما وراء ألحدود تزداد تلك الحالات جنباً إلى جنب مع تحرير( لبررة) ألتجارة وتكامل ألأسواق. يُمثل دعم ألوسط ألتنافسي للسوق ألداخلي الموحد ألمسألة ألمهمة من أجل ألتنمية ألإقتصادية للاتحاد ألأوربي بألكامل.
لقد حدثَ إنكماش في عمليات ألإندماج وألإبتلاع حينما وقعَت ألأزمة ألإقتصادية وألمالية في أوربا، ومع ذلك بقيتْ سياسة تنظيم ألإندماج وألإبتلاع ذات أهمية، لكون أنّ دعم ألمنافسة ضروري لغرض زيادة ألقدرة ألتنافسية للصناعات ألأوربية وحماية ألمستهلكين من ارتفاع ألأسعار.
تبقى عمليات ألإندماج وألإبتلاع كأحدى ركائز ألنيولبراليزم وألإقتصاد أللبرالي، وألتي تعني تعميم ألمبدأ اللاإنساني[ ألبقاء للأقوى] للسيطرة على أسواق البلدان النامية وألفقيرة وإقتصاداتها.