تزداد الاوضاع غموضا في إيران، ولاسيما مع إشتداد وتصاعد التأثيرات السلبية للعقوبات الامريکية على مختلف الاصعدة وعدم وجود القدرة والامکانية اللازمة لدى الحکومة الايرانية لمواجهة ذلك وإيقاف زحف التأثيرات السلبية، والذي يدل على إن الاوضاع تبعث على القلق، هو حالة الوجوم التي تسيطر على القيادة الايرانية والتناقض في التصريحات والمواقف وبروز بوادر خلاف قد يتصاعد أکثر فأکثر خلال الايام القادمة.
وفي خضم الاحداث والتطورات المتسارعة الجارية في إيران، وتوقعات المسٶولين الايرانيين من احتمال وقوع اضطرابات مجددا، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية بفعل العقوبات. فقبل أربعة أيام من قيام البرلمان بإقصائه في أغسطس لفشله في فعل ما يكفي لحماية سوق الوظائف من العقوبات، قال وزير العمل الإيراني علي ربيعي إن البلاد ستفقد مليون وظيفة بحلول نهاية العام، كنتيجة مباشرة للإجراءات الأميركية. هذا بالتزامن لما أظهرت عشرات المقابلات التي أجرتها رويترز مع مالكي الشركات في أنحاء إيران، أن مئات الشركات علقت الإنتاج وسرحت آلاف العمال، نظرا لمناخ أعمال غير موات، يرجع بشكل رئيسي إلى العقوبات الأميركية الجديدة. بحيث يبدو أن الاوضاع تتسارع في سير غير عادي نحو إتجاه غير آمن بالمرة.
تحذير نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانجيري من أن إيران تحت طائلة العقوبات تواجه خطرين رئيسيين، هما البطالة وانخفاض القدرة الشرائية. ليس کأي تحذير آخر، ذلك إن الشعب الايراني الذي يواجه ظروفا وأوضاعا معيشية بالغة الصعوبة يجد نفسه أمام واقع لايوجد فيه مايبعث على الأمل بل وحتى ليس هناك حتى بصيص أمل إذا مابقيت الحکومة الايرانية في موقفها الحالي وترفض الانصياع للمطالب الامريکية ولاريب إن الاوضاع القلقة وغير المستقرة التي تواجهها الحکومة في ظل إستمرار نشاطات وتحرکات إحتجاجية آخذة في الاتساع، قد لاتسمح ببقاء الحالة الضبابية مهيمنة على إيران إذ لو إندلعت الانتفاضة مجددا وهو إحتمال وارد جدا حتى برأي القادة والمسٶولين الايرانيين، فإنها سوف تتسم بحالتين؛ أولهما إنها ستکون أکبر من الانتفاضات السابقة، وثانيهما إنها ستأخذ مجرى مختلفا عن الانتفاضات السابقة وخصوصا بأنها ستکتسب بعدا وسياقا سياسيا واضحا، ولاريب فإن لهذا الامر معانيه الخاصة إذ ليس تراهن الادارة الامريکية لوحدها على ذلك وترغب به بل إن معظم دول العالم وبشکل خاص دول المنطقة ترحب بذلك، رغم إن خوف النظام الايراني الاکبر هو من ماستتمخض عنه داخليا وعلى أي إتجاه سياسي سترسو، رغم إن هناك قناعة تامة في طهران إن منظمة مجاهدي خلق هي أکثر طرف يتربص بالنظام ويلعب دورا في الداخل الايراني الى جانب إن المرشد الاعلى قد إتهم المنظمة بوقوفها وراء الانتفاضة التي إندلعت في 28 ديسمبر/کانون الاول2017.