الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeاراءنجم في سماء الإيزيدية : شفان شيخ علو

نجم في سماء الإيزيدية : شفان شيخ علو

مروان بابيري ! من يعرف هذا الاسم ؟ كلا! من لا يعرف هذا الاسم من إيزيديينا الكرام ؟ أكثر من ذلك، مَن مِن إيزيديينا لم يلتق به، وهو يشارك في “خير وشر “أخوانه وهو يتكلم بلسان لا يستطيع من هم حوله الابتعاد عنه، بالعكس، إنما الاقتراب منه، لأن كلامه بلسم الجراح لإيزيديينا الذين عانوا الأوجاع والآلام، وخاصة بعد الهجمة الداعشية الهمجية على إيزيديينا في مطلع آب 2014 ؟
.
نعم، مروان بابيري ابن الإيزيدية البار، والأخ لكل إيزيدي، والصديق لكل إيزيدي، والمؤاسي لكل إيزيدي. فطفولته العادية تشهد له على هذا الأثر الإنساني الجميل، وامتلاؤه بالإيمان الإيزيدي والنهل من نبع الإيزيدية الصافي، وفهم تعاليم الإيزيدية، وجغرافية الإيزيدية في لالش وأبعد، هو الذي أبرز فيه شخصيته المشرقة، ومنحه مكانة واعتباراً، ليس عند إيزيديينا فقط، وإنما حتى بالنسبة إلى المسلمين أنفسهم وغيرهم، كما شاهدتُ ذلك بعيني، وسمعت بأذني ذلك في تركيا وغيرها، رأيت كيف كانوا يتقربون منه، ويلتقطون صوراً معه، وهم يمدحونه، لأن الذي كان يتكلمه، وبأسلوب مبسط وعميق معاً، إنما كان يلامس القلوب، دون أن يثير أي حساسية جانبية لدى مستمعيه، ومن غير الإيزيديين طبعاً، ومثل هذا الحضور نادر. وأكثر من ذلك حين يتحدث أحدهم عن جينوسايد شنكالنا الحبيب جرّاء تعرضه إلى الغزوة الداعشية الهمجية وإعمال القتل والنهب والسلب والخطف في ديارنا وآثارنا وأموالنا وممتلكاتنا، وشبابنا وبناتنا، كبارنا وصغارنا، يكون مروان بابيري في الواجهة، الذي كان يتنشط، وكأنه أكثر من واحد، وهو يؤاسي، ويجمع المساعدات ويقدم الإعانات لمن يحتاجها، ويتقدم شبابنا وشاباتنا مخاطباً وبصوت عال، يفضح أعداء الإنسانية من الدواعش ومن معهم، كما جرى معه في أوربا، ولا أدل على ذلك من الصحافة الألمانية التي تناولت اسمه ونشاطه.
هذا الإنسان الفريد من نوعه،هذا الذي كرس كل حياته في خدمة مجتمعه ، والذي يحترم رجال الدين، وأهله، وكل من له صلة بما إيزيدي وإنساني، ولم يقصر يوماً في أداء واجبه الإيزيدي في القول والفعل، لكم نحن بحاجة إليه وإلى أمثاله، لكم يحتاج هو وأمثاله إلى الالتفاتة إليهم، ومن قبل المعنيين بشؤون الإيزيدية، والاحتفاء بهم، لكي لا يشعر هو ومن يقوم بأي عمل حسن، أنه مهمل، بالعكس، ترتفع درجته أكثر فأكثر مع كل إجراء، أو في كل خطوة يقوم بها، دون أن ننسى أن القيام المستمر بمثل هذه الأنشطة العيانية وفي هذا الوقت الصعب، يعمّق أثر المسلك الإنساني.
إن شخصاً فريداً من نوعه، وبتواضعه وابتعاده عن التصنع، وظهوره حيث يكون له أثر طيب، ويقدّر أن هناك من هو بحاجة إليه، لا يتردد في الذهاب إليه، دون السؤال عن المصاعب وحتى المخاطر. فقلبه الإنساني دليله، والذين يعرفونه، يقدّرون فيه هذه الخصال الحميدة . ولكي نظهر حرصنا عليه، وتقديرنا لجهوده الإنسانية، ألا يتوجب علينا الاحتفاء به وهو لا زال في أوج نشاطه وحيويته، وإيمانه الثابت بالإيزيدية، والإنسان الإيزيدي وكل ما هو إنساني عموماً، على الأقل، من باب الوفاء ودَين المعروف بالتأكيد ؟!

شڤان شيخ علو
شاريا بتاريخ22.2.2022

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular