يُروى ان وفدا من المسلمين دخل على معاوية وكان فيهم الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان رضوان الله عليه يسألونه باطلاق حقوقهم التي حبسها عنهم فقال لهم ان الله يقول( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) فعلامَ تلوموني اذا قصّرتُ في عطاياكم! فقام له صعصعة وهو من متكلمي الشيعة وقال له يامعاوية نحن لانلومك على ما في خزائن الله ولكن نلومك على ما أنزل الله لنا من خزائنه فجعلته في خزائنك.
في العراق اخرج الله من نعمه الكثيرة مالو وزع بعدالة فلن تبقى أسرة فقيرة واحدة ، ولكن مانراه اليوم ان اسعار النفط اذا هبطت قامت قائمة الحكومة بحثا وتحليلا وترشيدا واستقطاعا والمكتوي بنار الهبوط هو المواطن البسيط (لاسيما اذا كان الاكتواء في صيف العراق) التي يشعر بها الصغير والكبير اذا لامست جلده فكيف اذا لامست العظم! اما اذا وصل سعر برميل النفط الى مئة دولار كما يتوقع خبراء الاقتصاد لإلقاء التوتر الروسي – الامريكي بظلاله على الاقتصاد العالمي ، فلن يشعر أحد بالدفىء في الشتاء لان ارتفاع اسعار النفط في هذه الحالة لاتستهدف المواطن بل تستهدف الاحزاب الحاكمة وزيادة احتياطي البنك المركزي (اما ٢٥٪ من الشعب يعيش على النفايات وقناني الببسي الفارغة فهذا قدرهم ولاتلوموا الحكومة اذا قصرت في عطاياهم)!
وللتذكير فقط ، يُروى ان امير المؤمنين عليه السلام كان يوزع بيت المال في الأسبوع مرتين ثم يكنسه ويرشه بالماء ويصلي فيه ركعتين ويحمد الله ويشكره لانه اوصل حقوق المسلمين اليهم.