“أنا نازح اسكن في مخيم، أريد أن أتلقى لقاح كورونا، لكن لا يوجد مركز تطعيم في المخيم”، هذا ما قاله حمدي أحمد (18 سنة)، واحد من مئات النازحين الذين يتعذر عليهم الحصول على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا بانتظار أن توفر لهم الحكومة التسهيلات.
يعيش حمدي، من المكون الايزيدي، في مخيم مام رشان بقضاء آكري (عقرة) في محافظة دهوك، لا يوجد في المخيم مركز خاص بالتطعيم. سكان المخيم، من ضمنهم حمدي أحمد، يضطرون للذهاب الى قضاء شيخان الذي يبعد 17 كيلومتراً عن مخيم مام رشان أو الى مجمع مهت الذي يبعد 10 كيلومترات عن المخيم.
يقول حمدي، وهو طالب في المرحلة الاعدادية، ان “عدم وجود مركز تطعيم داخل المخيم كان السبب وراء عدم تمكني من تلقي اللقاح حتى الآن، وهذا الأمر ينطبق على بقية النازحين”، واستطرد قائلاً، “لو كان هناك مركز للتطعيم داخل المخيم، كنت والعشرات غير مستعدين لأخذ اللقاح”.
لو كان هناك مركز للتطعيم داخل المخيم، كنت والعشرات غير مستعدين لأخذ اللقاح
يعيش ما يقرب من 1100 عائلة في مخيم رشان، أغلبهم من المكون الايزيدي، وحسب متابعات (كركوك ناو)، تبلغ نسبة الملقَّحين في المخيم أقل من 20 بالمائة.
وقال حمدي، “إذا كان هناك مركز للتطعيم داخل المخيم، لارتفعت النسبة الى 50 بالمائة”.
سيفي حمو سلو (25 سنة)، نازحة تقيم في مخيم باجيد كندالا ضمن حدود قضاء زاخو بمحافظة دهوك، اضطرت سيفي للذهاب الى ناحية سنوني التابعة لقضاء سنجار لتلقي لقاح كورونا –كانت تعيش في سنوني قبل نزوحها-، وذلك قبل أن يُفتتح مركز للتطعيم داخل المخيم.
” تلقيت اللقاح في شهر آب من العام الماضي، حينها لم يكن هناك مركز تطعيم في المخيم، اضطررت للذهاب مع عائلتي الى ناحية سنوني لاخذ اللقاح، صرفنا 50 ألف دينار كمصاريف نقل”.
مطلع شهر كانون الثاني الماضي، افتتحت حكومة اقليم كوردستان مركزاً للتطعيم في المخيم الذي تقطن فيه سيفي حمو.
تقول سيفي، ” فتح المركز الخاص بالتطعيم خطوة جيدة جداً”.
حسب احصائيات مركز التنسيق المشترك للأزمات التابع لوزارة الداخلية في حكومة الاقليم، يتواجد أكثر من 664 ألف نازح في اقليم كوردستان، يتوزع قسم منهم على 26 مخيماً في اقليم كوردستان 16 منها تقع في محافظة دهوك، فضلاً عن 261 ألف لاجئ.
يشكل الايزيديون نسبة 30 بالمائة من النازحين، أما المسيحيون فيشكلون نسبة 10 بالمائة فيما تنتمي نسبة 10 بالمائة من النازحين للأقليات الأخرى، أما البقية فهم من الكورد والعرب السنة.
يفتقر قسم من مخيمات النازحين لمراكز خاصة بالتطعيم ضد كورونا.
النازحون من الموظفين الذين تلزمهم الحكومة بتلقي اللقاح، يلجؤون للمراكز الصحية القريبة من المخيمات للحصول على اللقاح.
مراد ألياس (42 سنة)، نازح من أهالي ناحية القحطانية (تل عزير) التابعة لقضاء سنجار ويعيش منذ قرابة ثمان سنوات في مخيم بيرسيف -1 بقضاء زاخو، يقول مراد، “حتى الآن لا يوجد مركز خاص بالتطعيم ضد كورونا في مخيمنا، قبل أربعة اشهر ذهبنا الى زاخو وسجلنا اسماءنا لتلقي اللقاح، لكن أسماءنا لم ترد”.
لكن تم فتح مركز تطعيم في مخيم بيرسيف -2 الذي يبعد 15 دقيقة بالمركبات عن مخيم بيرسيف -1، ويقول مراد بأن بعض سكان المخيم يذهبون الى مخيم بيرسيف -2 لتلقي اللقاح.
سعدالله عبدالله، نائب مدير مخيم جمشكو في قضاء زاخو –معظم سكان المخيم من الايزيديين- قال لـ(كركوك ناو)، طلبنا مراراً من الجهات المعنية فتح مركز تطعيم في مخيم جمشكو، لكننا لم نحصل على رد حتى الآن، لذا يضطر نازحو المخيم للتوجه الى مركز قضاء زاخو لتلقي اللقاح”.
يضطر نازحو المخيم للتوجه الى مركز قضاء زاخو لتلقي اللقاح
يبعد مخيم جمشكو 10 كيلومترات عن مركز قضاء زاخو.
وفقاً لإدارة مخيم جمشكو، يأوي المخيم أكثر من أربعة آلاف عائلة نازحة.
وأضاف سعدالله، “القسم الأكبر من النازحين الذين تلقوا اللقاح هم من الموظفين أو منتسبي قوات البيشمركة، نسبة الملقحين في المخيم قليلة جداً”. ويرى سعدالله بأن عدم وجود مركز خاص بالتطعيم في قسم من المخيمات من أسباب انخفاض تلك النسبة.
في محافظة دهوك، يعيش 189 ألف و 424 نازح ولاجئ في المخيمات، حسب احصائيات مديرية صحة دهوك تم توزيع 42 ألف و282 جرعة من لقاح كورونا حتى الآن، بعضهم تلقوا جرعة واحدة والبعض الآخر تلقوا جرعتين.
الوجبة الأولى من جرعات لقاح كورونا من نوع سينوفارم وصلت الى العراق في آذار 2021، ثم وصلت جرعات فايزر و أسترازنيكا الى المستشفيات والمراكز الصحية، لكن لقاح فايزر يعتبر الآن الأكثر شيوعاً.
حمزة محمد، مسؤول إعلام مديرية صحة دهوك، قال لـ(كركوك ناو)، “تم فتح ستة مراكز للتطعيم ضد كورونا في مخيمات النازحين واللاجئين، أربعة منها في مخيمات خاصة بالنازحين واثنان في مخيمات اللاجئين”.
وشدد حمزة على عزمهم فتح مراكز أخرى قائلاً، “خلال هذا الاسبوع، سيجري فتح مركز تطعيم جديد في مخيم دوميز”.
وأوضح بأن مديرية الصحة شكلت فرق جوالة كحل مؤقت لحين فتح مراكز أخرى داخل المخيمات.
الدكتور فرهاد اسماعيل، مدير قسم الوقاية في المديرية العامة لصحة دهوك أكد على أن المديرية تسعى لإيلاء اهتمام أكبر بالنازحين المقيمين في المخيمات، “هناك تماس كبير بين سكان المخيمات، لذا حين تزورنا منظمة أو جهة معينة، نطلب منها قبل كل شيء مساعدتنا على فتح مراكز تطعيم في المخيمات”.
عمار عزيز – دهوك