الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeاخبار عامةتباطؤ الغزو الروسي..أسباب سياسية وعسكرية تحرم بوتين من المكاسب المبكرة

تباطؤ الغزو الروسي..أسباب سياسية وعسكرية تحرم بوتين من المكاسب المبكرة

This shows a view of Khreshchatyk, one of the main streets in Kyiv, empty due to curfew, Ukraine, Tuesday, March 1, 2022…
روسيا حشدت قافلة تمتد لنحو 64 كيلومترا في إطار سعيها للسيطرة على العاصمة.

.

رغم القصف العنيف والقافلة العسكرية الضخمة المتواجدة خارج العاصمة كييف، تمنع المقاومة الشرسة على الأرض وعوامل أخرى الرئيس فلاديمير بوتين من تحقيق مكاسب مبكرة، حسبما قال خبراء عسكريون لموقع “الحرة”.

وقالت شركة الأقمار الصناعية الأميركية ماكسار إن روسيا حشدت قافلة من المركبات المدرعة والدبابات ومعدات عسكرية أخرى تمتد لنحو 64 كيلومترا في إطار سعيها للسيطرة على العاصمة.

ويتحدث مسؤولون وخبراء عن أن روسيا لم تحقق الجدول الزمني الذي وضعته بعدما شن بوتين، الأسبوع الماضي، أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.

وحتى الآن لا يمكن لروسيا أن تدعي أن الهجوم الروسي حقق انتصارات كبيرة.

ويقول الخبير العسكري غازي الربابعة لموقع “الحرة” إن الزخم في بداية الهجوم الروسي كان عبارة عن عملية جس نبض، لمعرفة نقاط الضعف والتفرد لدى الجيش الأوكراني.

أما الآن فيعتقد الربابعة أن عدة عوائق تسببت في تباطأ الزحف الروسي من بينها “تركز القتال في المناطق المدنية الأمر الذي يستلزم وقتا وقد ينتج عنه خسائر كبيرة من الجنود”.

ومع دخول الغزو الروسي يومه السادس، يقول مسؤولون أوكرانيون إن الهجمات الصاروخية الروسية أصابت مناطق سكنية.

وفي إفادة تلفزيونية قال المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش، الثلاثاء، إن القوات الروسية قصفت كييف وخاركيف ومدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية بالمدفعية، خلال الليل، بينما أسقط الجانب الأوكراني طائرات عسكرية روسية حول العاصمة.

والأحد الماضي، قال مستشار للرئاسة الأوكرانية إن نحو 3500 جندي روسي سقطوا بين قتيل وجريح. وقال مسؤولون غربيون أيضا إن معلومات مخابراتية كشفت أن روسيا تكبدت خسائر أعلى مما كان متوقعا وأن تقدمها يتباطأ.

وعممت وزارة الدفاع الأوكرانية، الاثنين، بيانا يظهر خسائر الجيش الروسي منذ بدء الغزو. في المقابل لم تنشر روسيا أعداد القتلى والمصابين.

 

خسائر الجيش الروسي منذ بدء الغزو
خسائر الجيش الروسي منذ بدء الغزو

وفي مكالمة هاتفية بينهما، الاثنين، حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوتين على وقف جميع الهجمات على المدنيين في أوكرانيا والحفاظ على البنية التحتية المدنية وتوفير ممرات آمنة للطرق الرئيسية، وتحديدا جنوبي كييف.

كما يقول الربابعة لموقع “الحرة” إن “روسيا تفضل تحقيق مطالبها، بعدم انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي ونزع سلاحها وعدم استقلاليتها، بمجرد عرض القوة، بدلا من الخسائر”.

وتقول روسيا إن تحركاتها لا تهدف إلى احتلال أراض، ولكن تدمير القدرات العسكرية لأوكرانيا، واعتقال من تعتبرهم قوميين خطرين.

ويقول بوتين إنه يتعين عليه القضاء على ما يسميه تهديدا خطيرا لبلاده من جارتها الأصغر، متهما إياها بارتكاب إبادة جماعية ضد المتحدثين بالروسية في شرق أوكرانيا، وهي تهمة تنفيها كييف وحلفاؤها الغربيون ويصفوها بأنها دعاية لا أساس لها من الصحة.

وحصلت أوكرانيا، التي يبلغ عدد سكانها 44 مليون نسمة، على استقلالها عن موسكو عام 1991 بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وتريد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وهي أمور تعارضها روسيا.

وبحسب الربابعة، فإن القوات الروسية لم تتوقع قوة الدفاعات الأوكرانية. وقد زادت الدول الغربية من إمدادات الأسلحة لأوكرانيا.

وفي بروكسل، قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن الاتحاد الأوروبي سيقدم معلومات مخابراتية لأوكرانيا عن تحركات القوات الروسية، وأن دول الاتحاد عازمة على زيادة دعمها العسكري.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى فحص أن أهم أسباب التأخر الروسي “تناسق القيادتين السياسية والعسكرية”، مشيرا إلى ما وصفه بـ”السقوط المبكر لرهان” بوتين على انقلاب عسكري يقوم به الجيش الأوكراني ومن ثم التسوية بينهما.

وبعد يوم من غزو موسكو لجارتها، الذي تصفه روسيا بأنه “عملية خاصة”، دعا بوتين الجيش الأوكراني للاستيلاء على السلطة في أوكرانيا، قائلا: “سيطروا على زمام الأمور، سيكون من الأسهل علينا التوصل إلى اتفاق”.

يقول فحص لموقع “الحرة: “الشيء الصادم ترهل آلة الحرب الروسية”، وإرهاق القوات بسبب “عوامل جغرافية”.

وبحسب الكاتب والمحلل السياسي، فإن قرار المواجهة التي اتخذته القيادة الأوكرانية، والمساعدات العسكرية، بما فيها الأسلحة الفتاكة التي قدمتها الولايات المتحدة وحلفاءها “فضح ضعف آلة الحرب الروسية، وأعطى قدرا من المناورة للأوكرانيين”، على حد قوله.

ونقلت رويترز عن مسؤول دفاعي أميركي كبير، السبت الماضي، قوله إن القوات الروسية أصبحت تشعر بإحباط على نحو متزايد بسبب ما تصفه الولايات المتحدة بالمقاومة الأوكرانية المستمرة والقوية جدا.

كما يتحدث فحص عن “إجبار الجنود الروس على خوض الحرب رغم عدم قناعتهم، والتقارب النفسي والاجتماعي والثقافي والروحي بين الأوكرانيين والروس”.

غير أن الربابعة يتوقع سيطرة القوات الروسية على كييف في غضون 72 ساعة “إذا لم تتحقق شروط التسوية”.

وأخفقت محادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وجارتها الجنوبية، الاثنين، في تحقيق انفراجة. ولم يذكر المفاوضون موعد عقد جولة جديدة.

ويستبعد الربابعة نجاح أي مفاوضات “إلا إذا تم اقتحام العاصمة وانهارت القيادة فيها، عند ذلك تملي روسيا شروطها وهذا لن يستغرق ذلك وقتا طويلا عكس التوقعات الغربية التي تقول إن الحرب ستطول”.

ضربة تركية

ووجهت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، ضربة لموسكو، الاثنين، بتحذيرها الدول المتحاربة من عبور سفنها الحربية مضيقي البوسفور والدردنيل اللذين يفصلان البحر الأسود عن البحر المتوسط، ​مما يؤدي فعليا إلى تحجيم الأسطول الروسي في البحر الأسود.

نُقل عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله، الثلاثاء، إن تركيا تدعو جميع أطراف الأزمة الأوكرانية إلى احترام الاتفاق الدولي الخاص بالمرور عبر المضائق التركية إلى البحر الأسود.

وجاءت تصريحات أكار بعد إغلاق تركيا المضائق.

غير أن موقف أنقرة لم يتوقف عند هذا الحد بل تعدى إلى إظهار الطائرات المسيرة تركية الصنع فاعلية في محاربة روسيا، حسبما قال السفير الأوكراني لدى تركيا فاسيل بودنار، الأحد الماضي.

وكانت تركيا باعت لكييف عدة دفعات من طائرات بيرقدار تي.بي2 التي سبق أن استخدمتها في مواجهة انفصاليين في شرق أوكرانيا تدعمهم روسيا.

يقول فحص إن بيرقدار أثبتت أن التقنية التركية أصبحت منافسة عالميا، مضيفا “من يريد أن يخلق توازنا استراتيجيا في الحروب الجديدة عليه أن يعتمد على هذا النوع من السلاح”.

وأضاف “هذه الطائرات المسيرة هي العلامة القوية في معركة كييف حتى الآن”.

ويتفق الربابعة مع هذا الطرح قائلا: “أثبتت فعاليتها في ضرب الأهداف المتحركة على الطرق، وهذا أمر طبيعي في ظل عدم وجود منظومة دفاع جوي تدافع عن أي قوة متحركة على الطرق”.

عقلية الحصار

وفي إفادته التلفزيونية قال أريستوفيتش إن القوات الروسية تحاول فرض حصار على كييف ومدينة خاركيف بشمال شرق البلاد، وهي ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا.

ووفقا لفحص فإن عدم قدرة روسيا على اختراق المدن الرئيسة يرجع إلى قرار حصار المدن الكبيرة، واصفا إيه بـ”قرار استنزاف طويل الأمد”.

وفي هذا السياق، نقلت رويترز عن مسؤول عسكري أميركي، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله: “يبدو أنهم يتبنون عقلية الحصار التي سيقولها لك أي طالب يدرس الأساليب والاستراتيجيات العسكرية.. عندما تتبنى أساليب الحصار فهي تزيد من احتمالية حدوث أضرار جانبية”.

ووفقا لما ذكره، يعتقد فحص أن “الموجة الأولى من العملية العسكرية الروسية قد فشلت مقابل الصمود الأوكراني العسكري والمدني مما سيجبر الروس على تبديل خططهم”.

ويتساءل “إلى أي مدى تستطيع روسيا، وليست أوكرانيا، الصمود؟”.

في المقابل، يقول الربابعة: “بوتين الآن في وضع لا يحسد عليه. أعتقد أنه لن يتراجع مهما كلفه الثمن لأن الأمر يتعلق بسمعته الشخصية ومكانته حتى لو اضطر لاستخدام السلاح النووي”.

وأضاف “أعتقد أن البلدوزر الروسي سيستمر حتى الاستيلاء على العاصمة. وعسكريا، إذا سقطت العاصمة ستسقط جميع المدن الأخرى”.

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular