× فحريق تشرين يلهب كل شيء ولطخ عروش الطغاة بالوحل , لكن حريقه لا يروي الارض . رغم الدماء والحرائق . فإذا كان الاحتراق نجاة الوطن فنحترق ليعيش الوطن , ونلوح للفرات بأيدي مقطوعة . كفانا عطشاً , والنار الحبلى لا تلد إلا العراق
غريقٌ أنا بدمٍ ليس دمي
بل بدمِ أخوتي الذين كانوا يعبرون الشارع
وهم يهتفون
أمطار تشرين لا تروي الحريق
قبل أن تسحقهم قذائفٌ من سِجيل،
أيها الرب الأعلى
إن كان لابد من الاحتراق
فلْنحترقْ إذن
ونلْنلوحْ للفرات بأيدٍ مقطوعة
أقتربْ
كفاك عطشا
فالنار الحبلى لا تلدُ إلا بالعراق.
× الوطن اضحى بؤرة وشعلة ثورية من الشهداء في كل زاوية شهيد وثائر , وكل كفن لا يحملهُ إلا ثائر . وكل شهيد كفنه ( شيلة أمه ) فقد اصبح الوطن لا يبنى إلا بالدماء والشهداء , واصبح بحق وطن الشهداء .
وطنٌ كل شيءٍ فيه ثائر
أبنُ الشهيد , ثائر
أرملةُ الشهيد
أمُ الشهيد
أختُ الشهيد
أبُ الشهيد
أخُ الشهيد
ثائر
ثائر
ثائر
نعشك يا وطني لا يحمله إلا ثائر
ولا يُكفنُ إلا ( بـ شيلة أمي ) .
× أيها الحب الجميل , دغدغ عواطف ومشاعر الشاب الوسيم بشغاف الحب الحنون , فهو ينتظرك بفارغ الصبر ان تطل عليه بوجهك المشرق , فلا تتأخر عليه . فأحرث الصحارى القاحلة , لتغمر القلوب بالحب والحنان , لتتعطر بعطر الرياحين , وتذوقها من عسلك ونبيذك .
أيُها الحــبّ
أيها الشابُ الوسيم، تقـدم
حانَ الحنين !
أعقد حاجبيك، العذارى تنتظر !
أيُها الحـبّ
لا تتأخر !
إن كانت أفعالُنا سوداوية،
فلتحرث بنا الصحراء، نحنُ قاحلون !
لـكنك تعرفُ قلوبنا
يملؤها النحل !
فـأسكب لنا نبيذُك
لـنْ نثمُل !
نحتاجُ فقط أن نوقظ الحرب من نومها
ونقُودُها كـالعميان نحو الهاوية
تقـدم، نحنُ نُـزهُر !
أيُها الحـبّ
لا تتـأخر !
× سلالة الليل الطويل في هذا النفق المظلم . لا يمكن ان تتوقف الحياة وتتحول الى حجر أصم لا يتحرك ولا ينمو . فلابد للحلم أن يبرق في ظلام النفق , ليرى في آخر محطة للنفق بارقة ضوء وسنبلة قمح . لابد للحياة ان تتحرك وترفع رأسها الى السماء , لكي ينجلي الليل ويبرق النهار , لذلك ترفض النفس ان تكون حجراً لا ينمو , لا يتحرك , لا يصرخ , من أجل أن يزهر العراق .
في هذا النفق أتجذر،
نسيتُ رأسي عندَ أولِ محطةٍ للضوء
عندَ أولِ قطعٍ للحيّاة
ْنسيتهُ حبةُ قمحٍ أينعتْ.
أسعفني أيُّها الثعبان البريّ
أحتاجُ إليك
أحتاجُ طولكِ واقفاً أيّتُها السكة.
لا بُدَّ لي أن أنموَ في السماء
تمامًا مثلَ غيمةٍ
لا حجراً ، تسلبُ عذريتهُ الرّيح
لنْ أنمو حجراً . .
× أحتلت ساحات الوطن بالمجازر المروعة من آلة الموت الوحشية , ومنها مجزرة ( ذي قار ) التي تحمل الإرث الحضاري الخالد . طالتهم آلة القتل والموت فجراً والشباب في ذائقة الحلم للوطن . فكان نصيبهم القتل العشوائي من الجزاريين الوحوش .
لم تكتفِ ذي قار بدخُول أهوارها
في التراث العالمي ,
بل أرادت أيضاً دخُول شعبها
في مجازر القتل العشوائي
أمطار ديسمبر ,
أمطار عقيمة لا تروي الثورة
فأمطرت ذي قار بشبانها
ليزهر العراق .
جمعة عبدالله