الجمعة, نوفمبر 29, 2024
Homeاخبار عامةلماذا لجأ بوتين إلى القوات الشيشانية في حربه على أوكرانيا؟

لماذا لجأ بوتين إلى القوات الشيشانية في حربه على أوكرانيا؟

[[article_title_text]]

قاديروف
(الحرة)  – منذ بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا الخميس الماضي تواصل وسائل الإعلام الروسية الحديث عن إرسال آلاف المقاتلين الشيشان للقتال جنبا إلى جنب مع قواتها في الحرب ضد جارتها.
وتزعم وسائل إعلام الدولة الروسية وشبكات قنوات تليغرام الموالية للكرملين، بأن ما بين 10 آلاف و70 ألف مقاتل شيشاني، وصفهم الرئيس الشيشاني رمضان قديروف بالمتطوعين، جاهزون لدعم القوات الروسية في أوكرانيا.
ربما تكون هذه الأرقام مبالغا فيها كثيرا، لكن الأكيد أن الشيشانيين وصلوا إلى أوكرانيا بعد انتشار صور ومقاطع فيديو لقوات خاصة ترفع العلم الشيشاني في بلدة هوستوميل غربي كييف في وقت سابق من هذا الأسبوع.
والثلاثاء، أعلن قديروف، حليف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن “جنديين من الشيشان قتلا في أوكرانيا وأصيب ستة” آخرون.
وقبيل الإعلان عن القتلى، “تفاخر قديروف بأن الوحدات الشيشانية لم تتكبد أي خسائر”، وقال إن “القوات الروسية يمكنها بسهولة الاستيلاء على المدن الأوكرانية الكبيرة، بما في ذلك العاصمة كييف، لكنها تتجنب الخسائر في الأرواح”.
وكثيرا ما وصف قديروف نفسه بأنه “جندي مشاة” لبوتين، كما أنه كان قد نشر قواته في الخارج لدعم العمليات العسكرية للكرملين من قبل، في سوريا وجورجيا.
وتثير مشاركة الشيشانيين في الحرب في أوكرانيا تساؤلات بشأن السبب الذي دعا بوتين لزجهم في الغزو الروسي في ظل امتلاكه لترسانة عسكرية ضخمة فشلت حتى الآن في تحقيق تقدم ملموس بعد نحو أسبوع من اندلاع القتال.
يقول أستاذ العلاقات الدولية خطار أبو دياب إن “استعانة بوتين بقوات من الشيشان تحمل أبعادا سياسية أكثر منها عسكرية”.
ويضيف أبو دياب في حديث لموقع “الحرة” أن من “المعروف أن العلاقة بين موسكو وقديروف متينة، ومن هنا هذه الاستعانة هي سياسية لأن من المعروف أن الجيش الروسي لديه قوات خاصة وتسليح متطور ولديه تجربة كبرى”.
ويتابع أن “العالم تسود فيه حاليا سياسة خصخصة الحروب، حيث تستغل الدول جماعات غير نظامية للقتال”.
ويشير أبو دياب إلى سبب آخر دعا بوتين للاستعانة بقوات من الشيشان يتمثل في محاولة منه “إعطاء الزخم لعملياته في أوكرانيا، وتقليل خسائر الجيش الروسي وتجنب سيناريو ما عاناه جيش الاتحاد السوفيتي في أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي”.
في تقرير نشرته مجلة “فورن بوليسي” الأميركية مطلع هذا الأسبوع وتناول أسباب نشر قوات شيشانية في أوكرانيا، ذكرت الصحيفة أن موسكو تحاول “إرهاب” كييف بصور الجنود الشيشان المنتشرين على أراضيها.
ويؤكد التقرير أن “روسيا تستغل الصور النمطية للوحشية الشيشانية لاستخدامها كسلاح نفسي ضد الأوكرانيين”.
ويرى أن “تسليح موسكو للمقاتلين الشيشان، وتداول صور ومقاطع الفيديو التي تظهر انتشارهم في أوكرانيا هو جزء من حملة موسكو الدعائية لمحاولة إجبار كييف على الاستسلام”.
تنقل الصحيفة عن الخبير في شؤون روسيا والقوقاز جان فرانسوا راتيل القول إن ما نشر مقاتلين من الشيشان في أوكرانيا لم يحدث من قبيل الصدفة”.
ويضيف أن “الحرب النفسية تهدف لجعل الناس يعتقدون أن ما حدث في الشيشان سيحدث في أوكرانيا، وأن الشيشانيين سينتصرون ويقومون بعد ذلك بعمليات نهب وقتل واغتصاب”.
ومع ذلك، وفي حال استمرت الحرب وتطورت إلى حرب مدن فـ”من المعروف أن الشيشانيين يتصرفون بوحشية شديدة في مكافحة التمرد، ولا يحترمون القانون الدولي”، وفقا لراتيل.
وكانت واشنطن وضعت قديروف على القائمة السوداء بموجب قانون (ماجنتسكي) الذي فرض عقوبات شملت منع إصدار تأشيرات وتجميد أصول مسؤولين مرتبطين بوفاة سيرجي ماجنتسكي (37 عاما) في السجن، وهو مدقق حسابات روسي ومبلغ عن مخالفات.
وفي يوليو 2020 فرضت وزارة الخارجية الأميركية عقوبات على قديروف ومنعته من دخول الولايات المتحدة بسبب اتهامات بانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان بما في ذلك أعمال تعذيب.
وكان بوتين رشح قديروف لرئاسة الشيشان عام 2007، حيث تولى قبل ذلك منصب رئيس وزراء الشيشان منذ مارس 2006.
والثلاثاء، قال أحد كبار مسؤولي الأمن في أوكرانيا إن القوات الأوكرانية أحبطت مؤامرة لاغتيال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، المتواجد في مجمع حكومي يخضع لحراسة مشددة في العاصمة كييف.
وفي إفادة صحفية عبر موقع تلغرام، نقلها موقع (أكسيوس) قال أوليكسي دانيلوف إن وحدة من القوات الخاصة الشيشانية، كانت وراء المؤامرة وتم “القضاء عليها” لاحقا.
وأضاف دانيلوف “نحن ندرك جيدا العملية الخاصة التي كان من المقرر أن يقوم بها أتباع قديروف مباشرة من أجل القضاء على رئيسنا”.
وأوضح دانيلوف أن أفرادا من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، لا يدعمون الحرب، أبلغوا السلطات الأوكرانية بشأن المؤامرة.
لكن المحلل السياسي الروسي فيتشيسلاف موتازوف ينفي أن تكون هناك دوافع سياسية أو أية رسائل تدعو موسكو لإرسال مقاتلين من الشيشان.
ويقول موتازوف لموقع “الحرة” أن “هؤلاء (الشيشانيون) هم جنود يتبعون القوات الروسية، باعتبار أن الشيشان ليست جمهورية مستقلة بل لديها حكم ذاتي وتخضع لروسيا الاتحادية”.
ويضيف موتازوف أن “الجنود الشيشانيين منضبطون وينفذون أوامر القيادات العسكرية العليا، ولا يمكن أن يقوموا بأعمال غير إنسانية”.
ويؤكد المحلل الروسي أن “هناك مركز تدريب للقوات الخاصة في الشيشان، اختصاصهم خوض حرب المدن والشوارع”، مشيرا إلى هذا النوع من الحروب “يعد من أهم المشاكل اليوم في أوكرانيا ومدنها الكبيرة، وبالتالي هذا يحتاج لاختصاصيين” يمكن أن يتوفروا لدى المقاتلين الشيشانيين.
بالمقابل يقول خطار أبو دياب إن “هناك انطباعا أن الشيشانيين لا يبالون بحقوق الإنسان ويمكن الاستعانة بهم كهياكل موازية (ليست جيوشا نظامية)”.
ويضيف “عندما يرتبط الأمر بهذه الهياكل أو الشركات الأمنية الخاصة أو الميليشيات أو المجاميع الإرهابية يسود قلق أكبر حول احترام معايير الدولي الإنساني”.
ويختتم بالقول “مما لا شك فيه أن القوات الشيشانية تمثل فرقا خاصة، ويمكن أن تستخدم في عمليات حرب الشوارع وبالتالي يوفر الجيش الروسي عليه الكثير من القتلى”.
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular