.
أكد المحلل السياسي حيدر حميد، اليوم الأربعاء، أن تلويح روسيا باستخدام الأسلحة النووية في حال اندلاع «الحرب العالمية الثالثة» يأتي بهدف تخفيف الضغوط التي تواجهها من قبل حلف الناتو والعقوبات المتصاعدة ضدها، وبالتالي لا يمكن استخدام الأسلحة النووية بشكل فعلي في هذه المرحلة.
وأوضح حميد لـ (باسنيوز)، أن «هناك مثل روسي يقول (لا تحصر القط في زاوية حرجة)، بمعنى أن هذا القط سوف يهاجم بكل ما يملك من قوة، وهذا ما تفعله أمريكا وأوروبا اليوم من خلال فرض عقوبات اقتصادية متصاعدة وتقديم الدعم العسكري إلى أوكرانيا إلى جانب العقوبات الاقتصادية، ما قد يدفع روسيا إلى التعامل بشكل أكثر خشونة».
مبيناً بأن «روسيا تعتقد بأنها تخوض معركة مصير ومعركة وجودية بالنسبة لها، وهي لا يمكن أن تقبل خسارة هذه الحرب مهما زادت عليها الضغوط والعقوبات، ولا يمكن أن توقف الحرب إلا بعد القبول بكافة شروطها».
حيدر حميد
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، إن «أسلحة نووية ستستخدم ودمارا واسعا سيحل إذا نشبت حرب عالمية ثالثة»، بحسب ما نقلته عنه وكالة الإعلام الروسية.
وحذر لافروف من أن روسيا، التي شنت «عملية عسكرية خاصة ضد أوكرانيا الأسبوع الماضي»، بحسب وصفه، ستواجه «خطرا حقيقيا» إذا حصلت كييف على أسلحة نووية.
والاثنين، أكدت الإدارة الأمريكية أنها تجري تقييما لقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بوضع قوة الردع النووي في حالة تأهب، فيما شدد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أنه «لا ينبغي على الأمريكيين القلق من وقوع حرب نووية».
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي: «نعرف أن استخدام الأسلحة النووية ستكون له آثار كارثية».
وأضافت في مؤتمر صحفي «لا نرى مبررا لتغيير مستوى تأهب القوات الأمريكية».
وأكدت ساكي إن واشنطن تتطلع إلى «حلف شمال أطلسي موحد ودول غربية موحدة في مواجهة بوتين»، مضيفة «نشدد عقوباتنا على روسيا بتنسيق وثيق مع الاتحاد الأوروبي».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال إن القوات النووية ستوضع في حال تأهب قصوى لأن كبار مسؤولي حلف شمال الأطلسي (الناتو) سمحوا بـ «تصريحات عدوانية» تجاه روسيا.
وأمر وزير الدفاع الروسي ورئيس الأركان العامة للجيش بوضع قوات الردع النووي في «نظام خاص للخدمة القتالية».
وتشكل الأسلحة النووية الروسية جزءا من استراتيجية روسيا «للردع». وتقول شبكة (سي.إن.إن) إن موسكو استولت على هذه الأسلحة من الجمهوريات السوفيتية السابقة الأخرى، بما في ذلك أوكرانيا وبيلاروس، في التسعينات.
فإثر تفكك الاتحاد السوفيتي وقعت الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا وبيلاروس وكازاخستان، عام 1992، بروتوكول لشبونة الذي يجعل الدول الثلاثة الأخيرة، التي ورثت تركة نووية، أطرافا في اتفاقية (ستارت 1) للحد من انتشار الأسلحة النووية.
والأحد الماضي، وافق الناخبون في بيلاروس على تعديلات دستورية تسمح باستضافة القوات الروسية والأسلحة النووية بشكل دائم، وتمديد حكم الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.
يذكر أنه عام 2010، وقعت واشنطن وموسكو معاهدة (نيو ستارت) التي تحد من عدد الرؤوس النووية والصواريخ والقاذفات الاستراتيجية التي تنشرها روسيا والولايات المتحدة.