الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeمقالاتالغرب والديمقراطية المزيفة : مازن الحسوني

الغرب والديمقراطية المزيفة : مازن الحسوني

 

بدأ أقول أن الحرب هي ليست الوسيلة الناجعة لحل الخلآفات بين الدول.

كما أني لا أتفق مع خيار الأجتياح الذي أتخذه بوتين ضد أوكرانيا حتى وأن كانت الدوافع مثلما تقول روسيا وهي :

1-حماية روسيا من التوسع المحتمل للناتو قرب حدودها.

2-حماية أقاليم دونيتسك ولوغانسك.

3- الأعتراف بضم القرم لروسيا .

4- القضاء على القوميين الأوكرانيين المتشددين في عدائهم للروس.

هذه الدوافع للقلق الروسي كان يمكن التفاوض حولها والضغط على الحكومة الأوكرانية بطرق متعددة لحد الوصول لحلول مقبولة للطرفين أما الذهاب لخيار الحرب فهو حل غير صحيح.

ما دور الغرب الأن ؟

منذ لحظات الأجتياح الأولى والغرب مهووس في كيفية زيادة سعير نار هذه الحرب المجنونة.

تداعت كل دول الغرب دون أستثناء لأجل حث الأوكرانيين لأستمرار الحرب وأيصال رسائل مباشرة بدعمهم عسكريأ قبل المسساعدات الأخرى التي يحتاجها الشعب الأوكراني في هذه الظروف.

وصل الأمر لدول لم تقدم مساعدات عسكرية منذ سنين طويلة لأية دولة مثل  المانيا ،السويد وغيرها.

الأكثر من ذلك هو الذهاب بعيدأ في التدخل بهذه الحرب من قبل الغرب ليصل الى عقوبات لم تخطر على البال .

حرمان فرق رياضية من المشاركات الدولية،منع أعمال موسيقية لموسيقيين روس،حرمان دراسة كتب لدستوفسكي في الجامعات ….الخ

عدا العقوبات الأقتصادية التي تؤثر على المواطن البسيط قبل بوتين ونظامه .

الغرب كأنه أراد هذه الحرب ذريعة ليظهر حقده الدفين على الشعب الروسي كافة وليس على بوتين ونظامه.

الغرب بدل أن يكثف جهوده لدعم السلام وعدم تمدد الحرب راح يتدخل بشكل مباشر من خلال أرسال المزيد من الأسلحة للأوكرانيين وتسهيل كل ما يؤجج الحرب مثل فتح أبواب التطوع للذهاب للحرب وغيرها من الوسائل .

الغرب أدعى بأنه يدافع عن الديمقراطية في أوكرانيا ولهذ كان موقفه حاد بوجه التدخل الروسي  .

لكن هل هي هذه هي حقيقة الدوافع وراء موقفه هذا؟

الغريب بالموضوع هو أن هذا الغرب نفسه وقف ساكتأ يوم غزت أمريكا العراق عام 2003 وبالتعاون مع بريطانيا وساعدتها بعض الدول ومنها أوكرانيا وأسقطت نظام الحكم (الدكتاتور صدام حسين) بحجة التفتيش عن  اسلحة كيمياوية رغم أن فرق التفتيش الدولية أكدت بعدم وجود مثل هذه الأسلحة  .

اقامت نظام حكم همجي طائفي لم يقدم للشعب العراقي أي شئ يفيده منذ الغزو ولحد اليوم وتسرق موال النفط الطائلة من قبل القوات الغازية وهذه الحكومات الطائفية.

أمريكا ضربت بعرض الحائط كل القوانين الدولية بهذا الغزو.

بعد الغزو لم نرى من أغلق المجال الجوي امام الطائرات الأمريكية ولا من أوقف شراء المبيعات الأمريكية أو ……الخ

لابل تهافتت الشركات الغربية للعراق لكي تقدم خدماتها للأمريكان في شراء عقود مع العراق من خلال قوات الأحتلال.

أسرائيل لا يمر أسبوع الأ وتهاجم فيه مواقع مختلفة بسوريا بحجة ضرب قوات عسكرية تابعة لآيران (يعني تريد تحمي أمنها ).

الغرب جميعه يعطيها الحق بهذه الهجمات على دولة مستقلة .

أي نفاق هذا الذي يقوم به الغرب ومن خلفه أمريكا عندما لا يساوو بين الشعوب والدول في حماية أمنها وشعوبها .

النظام الحاكم في أوكرانيا جاء عن طريق الأنتخابات نعم .

لكنه وضع هدف وحيد له .

محاربة الروس بشتى السبل ومن خلفه الغرب يدعم هذا التوجه بكل الأشكال .

النظام الأوكرايني بدل أن يضع الخطط لتطوير الصناعة والزراعة والخدمات بالبلد والذي يعاني من التخلف بالكثير من هذه القضايا  .

راح يساير الغرب في العداء للروس وليكون رأس الحربة بهذا العداء.

الغرب لم يدعم دخول أوكرانيا في الأتحاد الأوربي ولم يساهم بتطوير الصناعة والحياة المعيشية بالبلد وانما كان همه الأول هو كيف سيؤجج الصراع الروسي الأوكراني.

أندلعت الحرب الأن وروسيا دخلت لمستنقع ضحل لن تخرج منه بسهولة.

*من الفائز بهذه الحرب؟

أعتقد بأن امريكا هي الرابح الأول بهذه الحرب، كيف؟

*ستوسع الأن من دائرة نفوذها العسكري بأوربا بحجة حمايتها من الغزو الروسي .

*ستدخل دول جديدة في حلف الناتو أو توسع تعاونها أكثر معه.

*سيضعف دور الأتحاد الأوربي كمنافس قوي لآمريكا مثل السابق.

* ستزداد مبيعات الأسلحة لدول أوربا أكثر من السابق.

من الخاسر الأكبر ؟

عدا عن روسيا وخسارتها السياسية الكبيرة ناهيك عن الخسائر الأقتصادية وكذلك أوكرانيا.

الأتحاد الأوربي هو الخاسر الأكبر بعد هؤلاء والسبب :

لم يعد الأتحاد الأوربي الضمانة الجيدة لأعضاءه ولهذا لابد من وجود حلف الناتو بجانب هذا الاتحاد (وهنا يجب ان تكون اليد الطولى للحلف بكل الأشياء ).

أقتصاد هذه الدول سيرتهن بيد أمريكا وحلف الناتو ولهذا ستؤثر هذه القضية على الكثير من الضمانات الأقتصادية والأجتماعية التي أمتازت بها هذه الدول.

*على الصعيد العالمي سينقسم العالم وأوربا بشكل خاص الى عوالم جديدة وواضحة تذكرنا بايام الحرب الباردة وحلف وارسو والناتو.

أمريكا ستأخذ معها لحلف الناتو العديد من الدول الجديدة .

روسيا ستعيد بناء حلفها الخاص بالضد من الناتو وبشكل علني (روسيا البيضاء أول هذه الدول ومن ثم من الممكن أن تنجر دول أخرى )

*أذن نحن على أعتاب حقبة جديدة من التوتر والقلق يتحمل كل أمريكا والغرب السبب في تأجيجها من خلال المتشددين القوميين في أوكرانيا وكذلك الروس بخيارهم العسكري وأجتياحهم للأراضي الأوكرانية .

*الغرب أثبت بهذه الحرب أن الديمقراطية التي تبجح أنه يدافع عنها وضحك بها على الكثيرين لم تكن كافية هذه المرة لخداع الناس .

الغرب أجج الصراع لأجل أنهاء الأعتماد على مصادر الطاقة الروسية لآوربا والضغط عليها في محاولة لخلق الأزمات بداخل روسيا ولعل الحكم بعد ذلك يسقط مثلما سقط الأتحاد السوفيتي دون أن يطلق الغرب أية رصاصة عليه.

الغرب وجد بحكم بوتين شكلأ جديدأ من التنافس على القطب الواحد الذي تسيد العالم بعد سقوط الأتحاد السوفيتي وأنهيار حلف وارسو ولهذا لابد من أنهاء هذا القطب قبل أن يتوسع  ويكبر.

هذا القطب بدأ يعيد تشكيل نفسه بقوة سواء بالقوة العسكرية الكبيرة للروس وكذلك بتوسعه نحو أوربا أقتصاديأ .

كذلك شرق أوسطيأ (التدخل في سوريا وليبيا وأيران ) وكذلك دول أمريكا اللأتينية.

لهذا كانت الخطط المدروسة في كيفية اضعاف وانهاء هذا القطب حاضرة بأذهان الغرب على الدوام وأعطاهم بوتين الذريعة للبدء بهذه الخطة .

لآحظنا وأستغربنا كذلك سرعة رد فعل الغرب في زيادة حدة تأجيج الصراع وصب الزيت على النار المستعرة منذ أول يوم الحرب وكأنهم كانوا مستعدين لهذه الخطوة جميعأ وهنالك من أعطاهم شارة البدء بها.

*العالم بعد الحرب في أوكرانيا لن يعود مثلما كان سواء نجحت روسيا في الحصول على اهدافها من الحرب أو لم تحصل .

الحرب ستستمر بطرق متعددة وليس بالضرورة بالشكل العسكري فقط .

اما الغرب فلم يعد يمثل النموذج الديمقراطي المتبجح بشكل أدارة حكمه لشعوبه بل سنرى أشكال جديدة لخنق الحريات وتضييقها بحجة الضرورات الأمنية.

مازن الحسوني     3/3/2022

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular