بروكسل– صادق قادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الأحد على اتفاق بريكست وكذلك على الإعلان الذي يحدد العلاقة مع المملكة المتحدة في مرحلة ما بعد خروجها من الاتحاد.
وقالت الدول الاوروبية في البيان الختامي لقمة بروكسل إن “المجلس الاوروبي يوافق على اتفاق انسحاب المملكة المتحدة وايرلندا الشمالية من الاتحاد الأوروبي ومن الهيئة الأوروبية للطاقة النووية”، مؤكدة العمل على إرساء “أقرب علاقة ممكنة” مع لندن بعد بريكست.
والسؤال الأهم الذي يواجه الاتحاد الأوروبي الآن هو ما إذا كانت حكومة الأقلية المنقسمة بقيادة ماي ستتمكن خلال الأسابيع المقبلة من إدارة الدفة نحو إتمام الصفقة التي ستلزم لندن باتباع الكثير من قواعد الاتحاد حتى تحافظ على تيسير فرص التجارة رغم المعارضة الشديدة للصفقة داخل البرلمان البريطاني سواء من مؤيدي أو معارضي الخروج من الاتحاد.
ووجهت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مناشدة مباشرة إلى البريطانيين لدعم اتفاقها للخروج من الاتحاد الأوروبي الأحد، حتى وإن كان دعم حزبها للاتفاق لا يزال غير واضح.
وتجتمع ماي مع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل مطلع الأسبوع لتوقيع معاهدة الانفصال والإعلان السياسي لإنهاء ارتباط استمر ما يربو على 40 عاما بأكبر تكتل تجاري في العالم.
لكن “اتفاق الانسحاب” هذا غير المسبوق الذي استمرت المفاوضات المضنية بشأنه بين لندن والمفوضية الأوروبية 17 شهرا، يفترض أن يخضع لاختبار المصادقة عليه في البرلمان الأوروبي وفي البرلمان البريطاني قبل أن يدخل حيز التنفيذ في 29 مارس 2019.
وفي رسالة مفتوحة إلى الأمة، قالت ماي إنها ستبذل كل ما في وسعها لإقرار اتفاقها في البرلمان البريطاني وهو احتمال غير مرجح بشكل متزايد بسبب المعارضة الشديدة من بعض نواب حزب المحافظين الذي تتزعمه وحلفائها في الحزب الديمقراطي الوحدوي في أيرلندا الشمالية.
وقالت ماي في الرسالة التي أرسلت إلى الصحفيين “الاتفاق سيكون في مصلحتنا الوطنية… اتفاق يناسب البلد بأكمله والشعب كله سواء من صوتوا بالخروج أو بالبقاء”.
وذكرت الصحف الصادرة الأحد أن فصائل مختلفة في حزبها تعد خططا بديلة لتجعل بريطانيا أقرب إلى الاتحاد الأوروبي إذا فشل اتفاقها كما يتوقع كثيرون.
وقالت صحيفة صنداي تايمز دون أن تستند إلى مصادر إن ذلك تضمن خطة وضعها حلفاء مقربون مثل وزير المالية فيليب هاموند ووزيرة العمل والمعاشات أمبر راد.
وحثت ماي في رسالتها البريطانيين على بدء حقبة جديدة من الوحدة السياسية عند الخروج من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس آذار 2019 ودعتهم إلى تنحية الخلافات المريرة التي أثارها ذلك الخروج.
وقالت ماي “أريد أن تكون لحظة تجديد ومصالحة لبلدنا بأكمله. يجب أن تكون اللحظة التي ننحي فيها لافتات الخروج والبقاء للأبد وأن نلتئم مرة أخرى كشعب واحد”.
وأضافت “سيكون لدى البرلمان الفرصة للقيام بذلك في غضون أسابيع قليلة عندما يجري تصويتا مهما على الاتفاق”.
وتسعى ماي إلى التأكّد من حصولها على دعم نوّاب حزبها المحافظ وحلفائها في الحزب الوحدوي الديموقراطي الإيرلندي الشمالي. أمّا أحزاب المعارضة، فكانت أعلنت كلّها أنها ستصوّت ضدّ هذا الاتفاق.