سقوط النظام الملکي في إيران بقدر ماکان تطورا غير عاديا ولفت أنظار العالم کله ولاسيما بلدان المنطقة فإن سيطرة رجال الدين على مقاليد الامور وتأسيسهم لنظام مبني على أساس من الافکار الدينية المتطرفة، لکن المحصلة والنتيجة النهائية التي يمکن إستخلاص النتائج والعبر منها، تشير الى هذا النظام قد جاء ليعيش بمثابة عالة وکظاهرة طفيلية على دول المنطقة بشکل خاص، وإن الاحداث والتطورات الجارية قد أکدت على هذه الحقيقة وأظهرت بإن هذا النظام إستمد ويستمد أسباب بقائه وإستمراره من بقاء وإستمرار هيمنته ونفوذه على دول المنطقة.
مراجعة سجل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، على صعيد إيران والمنطقة والعالم، يظهر بأن هذا النظام کان دائما مصدر مشاکل وقلاقل وأزمات بمختلف الاتجاهات، وإن جميع الاطراف المعنية بالقضية الايرانية صاروا متيقنين من الدور السلبي وغير السليم و غير المسٶول لهذا النظام.
منذ 41 عاما، والشعب الايراني يشهد أوضاعا وظروفا بالغة السلبية من جراء الاساليب التي يتبعها هذا النظام من حيث إدارته لأموره المختلفة، فيما نجد وبنفس الاتجاه مايلاقيه الشعب الايراني، من ممارسات و إجراءات قمعية بحقه وسعي هذا النظام من أجل مصادرة حقوقه المختلفة ولاسيما حرياته، غير إنه وفي نفس الوقت نجد أنفسنا في مواجهة ماتلاقيه شعوب ودول في المنطقة أيضا من تنفيذ مخططات مشبوهة من جانب طهران بحقها والسعي من أجل إخضاعها والسيطرة عليها بمختلف الطرق والسبل، وفي نفس الوقت فإن تزايد الهجمات الارهابية في مختلف دول العالم ولاسيما في الدول الغربية منها، له علاقة أکثر من مشبوهة بقضايا الشد والجذب في الامور المتعلقة بالملفات المختلفة للنظام الايراني وقضايا أخرى ذات صلة.
الحقيقة الثابتة التي لامناص منها أبدا، هي إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومنذ مجيئه المشٶوم، کان و لايزال سبب و أساس بلاء جميع شعوب المنطقة وفي مقدمتها الشعب الايراني، وإن تزايد نداءات و مطالب إسقاط و تغيير هذا النظام ولاسيما من جانب المقاومة الايرانية خلال مختلف المناسبات التي تعقدها، لاتصدر من فراغ أو من عبث وانما على أساس حقيقة الدور المشبوه و العدواني لهذا النظام و الذي يتقاطع و يتعارض مع المصالح العليا للشعب الايراني و شعوب المنطقة، وإن النقطة الجوهرية التي لم يعد هناك من نقاش وخلاف بشأنها هي إن رحيل هذا النظام صار مطلبا ملحا لامناص منه أبدا، خصوصا بعد الانتفاضات الشعبية الاخيرة التي أکدت على إن الطريق والسبيل الوحيد لحل المعضلة الايرانية تکمن في إسقاط النظام وتغييره جذريا، وحتى إن إستمرار الاحتجاجات الشعبية وعدم توقفها دليل على إن الشعب مصمم على رفض هذا النضال والسعي من أجل تغييره مهما کلف الامر.