الخميس, نوفمبر 21, 2024
Homeمقالاتاستنساخ تجربة العراق ـ ايران في روسيا ـ اوكرانيا/

استنساخ تجربة العراق ـ ايران في روسيا ـ اوكرانيا/

(((النفخ في القادة الثوريين والانقلابيين… ممكن جدا استخدامه في تحقيق مآرب الدول الكبرى)))
العالم بأكمله يترقب ويتابع ما يجري من حرب ومعارك ما بين روسيا و اوكرانيا منذ اسبوع وأكثر وحتى الآن.
ومَن يعول على الاعلام العالمي والقنوات التلفزيونية.. أصبح سائراً في موكب ادانة روسيا واتهامها بشنّ الحرب.
انما في الجانب الآخر… هناك مَن يذهب الى اتهام اوكرانيا في انها التي أججت المشاكل بتعنتها واصرارها في الانضمام الى حلف الشمال الاطلسي (الناتو) والمعروف بالحلف المناهض للاتحاد السوفيتي السابق ومتمثلة بروسيا حالياً.
إذ ورغم كل المناشدات والمباحثات والتحذيرات من الجانب الروسي.. لم يحمل جميعها الرئيس الاوكراني على محمل الجد، معولاً في ذلك على تشجيع دول الناتو واوروبا وامريكا مع بريطانيا بالتحديد له ولدولته اوكرانيا في أن تمضي مع قرارها ومرحبة بها في الناتو.
هنا ندخل في صلب الموضوع بالعودة الى عنوانه أعلاه…
حينما كانت دول الخليج العربي متخوفة من ايران الجديدة ما بعد الشاه أو ضمن المعسكر الأمريكي المناهض لايران (التي سمت أميركا بقوى الشر والعدو الاول مشتركة مع اسرائيل) وذلك ما بعد استلام الخميني مقاليد السلطة في ايران قادما على متن طائرة فرنسية سنة 1979، وبمباركة من الغرب نفسه.
وايران نفسها كانت متحالفة مع الاتحاد السوفيتي وحالياً مع روسيا (عدو عدوي صديقي)… وايران في تلك الفترة كانت قوية عسكرياً ويجب انهاكها وذلك باستنزافها عسكريا واقتصادياً,
وبموازاة ذلك… كان هناك صدام حسين (المتشبع بالفكر القومي والثوري وخريج مدرسة الزعيم جمال عبدالناصر القومي/ الرئيس الذي أسس الجمهورية العربية المتحدة ما بين الدول العربية الثلاثة).
المناضل القومي صدام.. بدأ يسطع نجمه وصار الرئيس الفعلي لجمهورية العراق، حتى أصبح الغرب والعرب يشدون اليه في أن يكون الطرف المنافس لايران، لاسيما والقاعدة الجماهيرية لحزب البعث العربي الاشتراكي أخذت تزداد.
وما بين كل تلك القصص والحوادث.. كان هناك مسألة شط العرب (والذي تم اهدائه لايران مقابل وقف دعم ومساندة الشاه للحركة الكوردية بقيادة البارزاني حينها وذلك في الاتفاقية المعروفة باتفاقية الجزائر سنة 1974).
العرب والخليج (وأمريكا قررت) مع شعور الندم أو المطالبة مجدداً بشط العرب واعادته والخوف من المد الشيعي المتمثل بشعار ايران الجديد (تصدير الثورة الايرانية) وهذه كانت وما تزال فعلا من النوايا الايرانية تجاه جيرانها والمنطقة الاقليمية (إذ تراود إيران أطماع وأمجاد الامبراطورية الفارسية وبحجة العقيدة المذهبية ودافعها هذه المرة مع عدم اهمال شعار ايران برفض دولة اسرائيل ووجوب محوها من الخارطة العالمية وعلى أساس ديني ومذهبي لا يمكن النقاش فيه أبداً).
وتحت شعار حامي البوابة الشرقية للوطن العربي والناصر صلاح الدين الايوبي الجديد بتحرير قدس وفلسطين من الصهاينة.. ووعود مع ضمانات بالوقوف مع العراق كلياً وبكافة الأصعدة والمجالات وحتى بدفع مستحقات شهداء الحرب وتكريم عوائلهم… أخذت دول الخليج وبمقدمتها السعودية والكويت والامارات على عاتقها تلك المسؤولية.
منكم الدفاع والقتال (للعراقيين وقادتهم) و علينا التكاليف والدعم المادي و(حنّا معاكم)… مع مشاركة مقاتلين عرب من اليمن والسودان ومصر وفلسطين فعليا في جبهات القتال جنبا الى جنب مع الجيش العراقي.
دقت طبول الحرب تلك في 4/ 9/ 1980 وبدأت فعلياً في يوم 22 من الشهر والسنة ذاتها.
زهاء ثماني سنوات متواصلة من الحرب الضروس والطويلة تلك… استنزف فيها الطرفان مواردهم الاقتصادية والبشرية أيضا ودفعت عشرات الآلاف وربما مئات الآلاف من شبابها ورجالها الى محارق الجبهات والمعارك العديدة ومعها زيادة نسبة الأرامل واليتامى من الأطفال في الدولتيّن.
بينما الأطراف الأخرى كانت تنعم بالأمن والسلام في بلدانها ويزدهر نموها الاقتصادي وتستثمر لصالح شعوبها وعمران بنيانها.
طيلة السنوات تلك.. كان العرب يتغنون بصدام حسين واسمه حتى وصل القائد المخفي لتلك الحرب الى قناعة ودراية كاملة في أن الأمر بات محسوماً لما خُطط له والدولتان أصبحتا في حالة شلل لا يمكن النهوض منه بسهولة.. وتم اقرار وقف الحرب بيوم 8 / 8 / 1988 (في سنة كانت فيها الأمطار غزيرة بفصلها وموسمها والمحاصيل الزراعية نجحت تماماً حينها).
وأُعلن في التلفزيون العراقي وبصوت الاعلامي المميز المرحوم مقداد مراد (بيان البيانات) معلنا فيها انتصار العراق على ايران في معركة القادسية الثانية (حتى بهذا المسمى.. التاريخ يعيد نفسه دوماً، والصراعات التاريخية تتجدد ما دامت هناك أطماع ونيات بذلك)… وحينها كنا طلاب في المتوسطة والاعدادية وصرنا في طوابير استعراضية مزهوين بالنصر العراقي على ايران (متناسين مَن خسرناهم وفقدناهم من آبائنا وأعمامنا وأشقائنا وخوالنا وأبناء عمومتنا من الشباب والرجال الذين سقطوا ـ شهداء ـ في تلك الحرب العبثية وأقول عبثية لأننا وفيما بعد ادركناها عبثية فعلاً… إذ بات علينا وببعض المناسبات أن نغض الحديث عن أبطالنا الشهداء حينها ممن توقعناهم ضحوا بدمائهم في سبيل الوطن خاصة وبعدما أصبحت إيران قريبة جدا في المساهمة بالقرار العراقي وسيادته حالياً، مع الخوف من الحديث عن تلك الحرب كون هناك ممن كانوا في المعسكر الايراني يحاربون الجيش العراقي بجبهات القتال وحالياً هم قادة وسياسيون وأدوات قرار رئيسي في الدولة العراقية ما بعد سنة 2003، وكذلك حرصا منا على مشاعر البعض ممن لا يستصيغهم فكرة ومسمى شهيد الحرب ضد إيران بظل الواقع الحالي.. إذ في عائلتنا خسرنا شابيّن بتلك الحرب ولم يتزوجا بعد حينه).
بعد انتهاء الحرب تلك.. خرج العراق مثقلاً بالديون ومنهكا في اقتصادها.. وحان وقت الايفاء بالوعود والضمانات، إلا أن دول الخليج وقادتهم تنصلوا وتراجعوا عن وعودهم الكثيرة للرئيس صدام حسين وللعراق والعراقيين.
كثرت المشاكل ووصلت الى ذورتها في كأس الخليج العاشرة بكرة القدم سنة 1990 وتم طرد اللاعب عدنان درجال (كابتن المنتخب العراقي) في الامارات والتي أقيمت فيها.
ومع ذلك.. أصبح بعض دول الخليج (هكذا تم اشاعة الأمر) يطلبون ديون مستحقة لها بذمة العراق حتى وصل الأمر وطلبوا من عزت ابراهيم الدوري (راعي الحملة الايمانية في العراق) بتقديم ماجدات العراق كبديل عن الديون تلك.
وصل الأمر بقرار العراق دخول الكويت (قالوا لأمير الكويت أن هناك دولة اجتاحتنا.. رد عليهم/ لا تخافوا سيأتي قائد العروبة وحامي البوابة الشرقية ليطردهم ويعني بذلك صدام والعراق.. ليتفاجىء أن الدخلاء هم الجيش العراقي وبقرار من قائد العروبة نفسه).
فحدث ما حدث وأتى من بعده الحصار والتحالف الدولي في معركة (عاصفة الخليج ـ أُم المعارك).
ولم ينهض العراق إلا وأصبح الآن تحت رحمة الفساد بكل مناشيء الدولة ومنصاعة لإرادة إيران والقوى الاقليمية العربية مع تركيا وأخيراً تنظيم د11عش بكل ما يحمله هذا التنظيم من فكر متشدد وتكفiري جرّ بالويلات على المجتمعات الآمنة في العراق وبالذات منها نحن الأيزديين في شنكال والذي أعادونا الى زمن الفتوحات والغزوات الاLSAموية من أسواق الرق والنخاسة لنسائنا وأطفالنا وتهجير وأعمال المجاZر والقTل ووجوب الجزية على المسيحيين والروافض من الشيعة والمرتدين من السنة (وهكذا هي الحروب العبثية تؤدي بالدول والبلدان الى التهلكة والعودة الى الوراء لتفقيس أرذل الأقوام كي تخرج من جحورها وتفتك بالشعوب والمجتمعات المستضعفة).
أداة النفخ في القادة والزعماء الثوريين من أسهل وأنجع الادوات التي يمكن استعمالها في السيطرة على مقدرات الشعوب واستخدام القادة هؤلاء وبلدانهم في الصراعات الاقليمية والدولية لتحقيق المآرب على مستوى الأهداف العليا للدول الكبيرة.
وهذا ما يحدث حالياً لأوكرانيا ورئيسها بالضد من روسيا ومطالبتها المشروعة بضمانات تحول دون تشكيل تهديد لأمنها القومي والوطني متمثلة بإنشاء قواعد حول مضجعها في اوكرانيا.

مصطو الياس الدنايي
لا مكان: 5 ـ 3 ـ 2022

https://www.facebook.com/oikmhf/posts/1430502707419631

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular