اليوم : 6-3-2022، في مركز لالش الثقافي والاجتماعي، وبمناسبة صدور كتاب اسماعيل جول بكَ، الذي أعده وحققه الباحث داود مراد ختاري، كان له لقاء بمن حضروه ، وقد تحدَّث عن الكتاب بإيجاز، ثم وزَّعه على الحضور في المركز .
هنا، لا بد من الاعتراف بجهود باحثنا ختاري، فما هو معروف عنه، هو أنه شخصية إيزيدية معروفة في الوسط الإيزيدي،وذلك من خلال الكثير من مقالاته وكتبه المتعلقة بتاريخ الإيزيدية وجينوسايد الإيزيدية، وكل القضايا التي تدور حول الإيزيدية دون أن يكل أو يمل، فهو ما أن يسمع قصص الناجيات الايزيديات، مثلاً، حتى يهبَّ إلى تدوينها، وأي واقعة يعلَم بها، يسجّلها في هذا المجال، للتوثيق،ويسافر بصورة مستمرة إلى أوربا ليلقى المحاضرات هناك، وليشارك في المؤتمرات إلى درجة أن اسمه أصبح مرتبطاً بالجينوسايد، وقد تُرجم له مختصر جينوسايد الإيزيدية إلى الألمانية، وهذه شهادة له، واعتراف بجهوده في هذا المجال.
أما بالنسبة إلى موضوع كتاب اليوم والذي ذكرناه قبل الآن. فمن المعروف، ولمن يهتم بموضوعه، أن اسماعيل جول بك كان معروفاً بطموحات شخصية وهو أن يصبح أميراً على إيزيديخان وقد وافق الإنكليز لفترة من الزمن ،المناصفةً على تقسيم الخيرات بينه وبين الأمير سعيد بك.
يعني أنه عندما نتحدث عن المساومات الموجودة في وقته، نشير إلى أن الانكليز طرحوا عليه أن يحكم سنجار، لكنه رفض . لماذا ؟ لا بد أنه كان يفكر في جانب آخر، حيث قال فليحكمْها الشخصية المعروفةحمو شرو وأنا طموحي هو أن أدير إمارة الايزيدية. وما في ذلك من مكانة واعتبار .
سوى أن الأميرة ميان خاتون، الشخصية الإيزيدية المشهودة، بدهائها وذكائها وسياستها، استطاعت أن تحسم الأمر، عندما قدمت مذكَّرة إلى الإنكليز، وهي تحمل توقيع روساء عشائر الإيزيدية وأختامهم، وهي تنص على أن الايزيدية يرغبون و يريدون أن يكون سعيد بك أميراً لهم.
وما هو معروف هنا، هو أنه بدلاً من مكافئة اسماعيل بك على التعاون والجهود والخدمات الكبيرة التي قدمها للإنكليز ، جرى فرض الإقامة الجبرية عليه في بغداد، وما في ذلك من مفارقة، وما في المفارقة هذه من لزوم التفكير بحساب الإيزيدية وحساب من يريد خلاف ذلك.
أي حيث إن الانكليز ما كانوا يريدون خيراً للايزيدية، ولا حتى لاسماعيل بك نفسه، بطريقتهم هذه، كما هو مكتوب في التاريخ، وعلينا أن نتعظ من درس كهذا.
وبخصوص اسماعيل بك، فإن ما يعرَف عنه هو أنه أول من أرسل أبناءه إلى المدارس وأول من وضع كتاباً عن الإيزيدية، وما في ذلك من اهتمام له بالإيزيدية، تبعاً لوجهة نظره وقتها.
ومعروف أيضاً أن الإنكليز كانوا يقدّمون راتباً شهرياً له. وهذا يجب تناوله بعين الاعتبار، مهما جرى الحديث، مثلاً، عن تقدير الإنكليز له، فليس هناك تصرف من هذا النوع دون مقابل، ودون أن نقلل من شأنه.
وعلينا ألا ننسى ما عاشه من صراعات، وما تعرض له من هجوم في وسطه وفي محيطه .
أشير هنا، مثلاً، إلى هجوم الدملوجي عليه كثيراً، وإبعاده، والإساءة إلى سمعته، لأن الدملوجي كان متنفذاً. فقد كان مديراً لناحية أتروش في ذلك الوقت .
وإذا أردنا أن نأتي على ذكر ما هو إنساني لديه هنا، فقد انقذ الكثير من الأرمن مع حمو شرو في سنجار، وكان لذلك انعكاس إيجابي على سمعة الإيزيدية .
ويعرَف في هذا المجال، وبسبب شخصيته القوية أن المؤرخ العربي قصطنطين زريق كتب عنه بلهجة اسماعيل جول العامية وكانت ذات نكهة خاصة وقد أعاد الكاتب داود مراد ختاري طبع الكتاب مع مقدمة للمرحوم پير خدر سليمان وحفيدة اسماعيل بك المحامية عالية بايزيد والكاتب فرماز غريبو باللغة الفصحى.إنما ما يهم هنا، هو أنه كان على الباحث ختاري أن يرفق بكتابه النسخة القديمة، لكي تكون هناك فائدة أكبر.
وإذا كان لنا أن نقول كلمة هنا بحق باحثنا، فهي في لزوم الاهتمام به، وتقدير جهوده، التي تتوزع بين التوثيق والتحقيق والكتابة في شأن الإيزيدية، وفي كل ذلك، تتعمق الفائدة وتتوسع، وليستحق أن يسمى بجدارة: الباحث الإيزيدي داود مراد ختاري . تحية لجهود باحثنا هذه!
شفان شيخ علو