الشمس لم ولن تحجب بغربال، كلنا داعشيون، إلى أن
نثبت العكس !!
عنوان دراسة لي مقدمة إلى:
(مؤسسة أستانبول للثقافة والعلوم)، وترددت بنشرها على صفحتي هذه؛ لقناعتي التامة والمطلقة بأن الملايين
سينكرون ذلك.
نعم نحن جميعا داعشيون
نحن، وهم، وهن، وكل واحد منا داعشي لوحده
أنا، وأنت، وهي، وهو !!
لأن في أعماق كل منا داعشيا نائما
لذلك ترانا ننكر على الداعشي إسلامه حتى لا نتورط فيه، ندعي أنه غريب وجسم طاريء.
ندعي أنه مختلف عنا لأنه قمة العنف والوحشية والقسوة وأحتراف الشر والتزمت والتوهم عبر هذه العملية الإقصائية الأستنكارية نحاول واهمين إخراج هذه الصفات السلبية وإبعادها عن ذواتنا الفردية وعن ذاتنا الجماعية الكبيرة، في نوع من التطهر الذاتي المتخيل والمستمر بقولنا:
هؤلاء كلاب النار وأعداء الله، وخوارج العصر
نبحث عن الجذور البعيدة (عنا) وعن أصولها الثقافية البعيدة، ونصطنع علاقة أستعمالية بين داعش والدين على أساس أنها نظرة أداتية إنتفاعية مع أن كل تدين لا يخلو من مساومة مع الله ومن طمع دفين في الخيرات الدنيوية أو الأخروية (اللحمية واللذية)، ومن نزعة نقابية أخروية مطلبية تحول الدين من روحانية خالصة إلى مطالب ومساومات عددية وإلى طقوس ومظاهر ومعالم وشكليات مسلكية
(أنتقاب = ألتحاء) تعكس عملية التبادل وتشهد الفانين عليها،
إنكار انتماء داعش إلى الإسلام ووليده إنكار انتمائنا إلى داعش يقوم على أرضية سياسية ظاهرة أو خفية هو في العمق إنكار لواقع أن داعش تقوم على تصور سياسي دموي يستولي على الدين بأسم الدين ونيابة عنه ويحوله إلى وحش يحرف ويحرق ويعدم ويقتل بدم بارد وينشر الرعب والخوف في العالم كله، لدى القريب والبعيد وهي إنكار للعلاقة الحميمة بالقول إنها شذوذ عن الدين الحنيف المبني على التسامح واللطف والتفهم.
فالداعشي هو الآخر محليا والآخر عالميا.
وأساس كل ذلك هو ذلك الوهم الوثوقي الدفين عميقا في أعماق نفوسنا جميعا واحدا واحدا بدرجات متفاوتة، وهو وهم إمتلاك مخصوص للوعي والحقيقة والخلاص، أحسن وعي وأمثل حقيقة وأكثر خلاص.
الداعشية ليست شيئا آخر غير جشعنا وأوهامنا
(الثقافية، الأكتمالية) عن أنفسنا.
الداعشية هي لا وعينا ومكبوتاتنا الشخصية، وشخصيتنا الدفينة الملفوفة في ألف وهم ووهم والتي يصعب رفعها حجابا حجابا لأن ما أن تزول هذه الغلالات الرقيقة حتى تنكشف عوراتنا وضعفنا وضغينتنا على العالم الحديث، وأنانيتنا في التفرد بأمتلاك كلمة سر المقدس الأخير، موهمين أنفسنا أننا ليس من يمتلك المقدس فقط بل نحن من يمتلك مفاتيحه، وأننا الموعودون وحدنا بالجنة والمتفردون بالحسناوات الدائمات والمتجددات والبراقات وبكل الخيرات الأخروية.
نعم نحن جميعا داعشيون، واحدا واحدا. لأننا لم نستمريء تحولات العالم وصدقنا أوهامنا عن أنفسنا وكذّبنا الزمن والتأريخ.
لم نصدق أننا أصبحنا حثالة وذيولا وملحقات للقوى العالمية هذا إذا لم نكن نفايات أو فضلات (صلبة من جهة وسائلة من جهات أخرى) على هامش التأريخ العالمي الحي، لم نقبل أننا في (أسفل السلم وفي قاع البئر) بينما نتصور توهما أننا (نسور في الأعالي بينما نحن في الأسافل والمجاري).
فمن منا ليس داعشيا؟
من منا لا يخضع للمعادلة التخريبية: Surmusulman
أنا داعشي إذن أنا مسلم زيادة ؟!
نحن جميعا داعشيون، داعشيون بالقوة في أنتظار أن نتحول إلى داعشيين (بالفعل) أي في أنتظار الظروف والشروط التي ستمكننا من هذا الأنتقال لنحجز ولنضمن مقعدا علويا في الجنة.
الداعشية ليست غريبة عنا، ليست معطى أو شرطا خارجيا بل هي بنيتنا النفسية والثقافية ذاتها.
فنحن لا نستوردها نحن لسنا فقط في علاقة ملكية معها بل في علاقة هوية وتماه معها.
داعش هي نحن ونحن هم داعش بالجمع وبالمفرد.
من منا ليس داعشيا ؟!
من منا لا يحتقر الأعراق الأخرى والديانات الأخرى، والحضارات الأخرى ؟!
من منا لا يعتبر الناس جميعا في ضلال ؟!
من منا لا ينتظر اللطف في الدنيا والمتعة في الآخرة ؟!
أؤكد: كل واحد منا داعشي أو داعشي بدرجة ما وسيظل
كل واحد منا كذلك إلى أن يثبت العكس.
داعش لم يهبط علينا من السماء
ولم يخرج إلينا من تخوم الأرض
داعش أيدلوجية إسلامية متطرفة
داعش أستثمار غربي في عقولنا
طوال فترة بقاء داعش عسكريا في العراق وسوريا
لم نرى مقاتلا واحدا من بينهم من غير المسلمين
كل العراقيين وبدون أي أستثناء يعرفون الدواعش
بأسمائهم الثلاثية والرباعية مع أسماء أمهاتهم وأسماء عشائرهم وعناوين سكنهم !!
أي أن أغلبية الدواعش عراقيين ومسلمين أنتموا إلى هذا التنظيم عن عقيدة وأيمان !!
ماذا تسمين العشرات من أهالي حلبجة الذين أنظموا إلى الدواعش؟!
أليسوا مسلمين ؟!
ماذا نسمي من قتل أهالي سنجار وهيت وأسبايكر ؟!
أنهم من أهالي المنطقة وليسوا بأمريكان أو أسرائليين !!
ماذا نسمي قادة الدواعش وبقية مقاتليه من الشيشان وبقية دول القوقاز ودول شمال إفريقيا (تونس – الجزائر – المغرب – ليبيا) ومصر وفلسطين وإلاردن والسعودية واليمن ودول الخليج العربي ومن مسلمي أوربا والصين وجنوب شرق آسيا ودول آسيا الوسطى؟!
لننسى نظرية المؤامرة، وإلقاء التهم جزافا على الجميع.
محمود المارديني.