“خاص لصوت كوردستان”
“أرجو من الأستاذ هشام عقراوي نشر الصورتين المرفقتين مع الرد”
الطامة الكبرى أن الدكتور يلغي الفرس كشعب لهم حضارة من الوجود حين يزعم: ما موجود شيء اسمه الفارسية – فارسي-.
ردنا على ما زعم الدكتور خزعل الماجدي في الجزئية أعلاه: نقول له، لكن أين تضع يا دكتور خزعل الملحمة الشعرية الفارسية المسمى بـ”شاهنامه”ى فردوسي 935- 1020م التي تتألف من 60000 ألف بيت شعر وألف قبل أكثر من 1000 عام؟، ثم، أين تضع شعر حافظ وسعدي شيرازي؟، أين تضع عمر الخيام؟، أين تضع أصحاب المذاهب الإسلامية ومفسرو القرآن الذين غالبيتهم العظمى من الفرس؟، أين تضع الآثار الفارسية الموجودة في إيران التي تحكي أيام مجدهم 550- 330 قبل الميلاد؟، أين تضع آثار پرسپولس- Persepolis، أين تضع الألحان الموسيقية والمقامات الغنائية التي كانت عندهم في العقد الثاني للهجرة إبان الغزو العربي الإسلامي لإيران؟، أين تضع الكلمات الفارسية التي استعارتها العرب من الفرس وهي بالمئات إذا لم نقل بالآلاف؟ أين تضع سيبويه عام النحو الأول للغة العرب إلخ.
يا دكتور خزعل، لاحظ النصب أدناه في بيستون- بهستون- Behistan عمره 2500 عام، تجد الأسرى أيديهم مكبلة من خلف ورقابهم مشدودة بالحبل وهم واقفون أمام الملك الفارسي داريوش الأخميني الفارسي. – للعلم، أنا لست مع ما موجود في النصب في جزئه الفارسي- وحولهم على سفح الجبل توجد كتابة بثلاث لغات العيلامية (ايلامية) والفارسية القديمة والبابلية – عندما ذكر العيلامية (الايلامية) والفارسية معاً يعني أن اللغة العيلامية لم تكن لغة فارسية وألا لماذا يقول العيلامية والفارسية؟؟-. ويشاهد في أعلى النصب تمثالاً للملاك الزرادشتي (ع) فروهر، وتحت قدمي الملاك فروهر يقف الملك الهخامنشي الفارسي داريوش- Daryushوخلفه اثنان من نجباء الفرس، ويشاهد داريوش في النصب وهو يدوس بقدمه اليسرى على صدر رجل الدين الزرادشتي الميدي الكوردي گەومات – Gawmat. وأمام الملك يقف المكبلون الأسرى، المكبل الأول اسمه: آترين من ايلام (عيلام). الثاني: اسمه ندئيت بئير من بابل.الثالث: فرورتيش من ماد – ميديا-. الرابع: مرتي ي من ايلام أيضاً. الخامس: جيترتخم من ساگارت المنطقة التي تقع قرب مدينة سيستان وبلوجستان الحالية التي تقع في جنوب شرق إيران التي تقع جزيرة طبس بينها وبين محافظة خراسان. كان جيترتخم قائداً لمجموعته الثائرة. يقال أن داريوش، بعد إلقاء القبض عليه سمل عيناه، وقطع أذنيه وجدع أنفه إلخ. السادس: وەیزدات من إقليم فارس. السابع أرخ من بابل أيضا. الثامن: فراد مِن ماز – ماژ-. التاسع: سكونخا من سكا، كان موطنهم جبال قوقاز وآسيا الوسطى. وحول هؤلاء الأسرى وفوقهم وتحتهم توجد كتابة مدونة بأكثر من 500 كلمة ثلثها من تلك اللغة الميدية التي قال عنها الباحثون وأصحاب الاختصاص إنها كتابة ميدية اقتبسها الفرس منهم؟. أدنا صورة للنصب المذكور ندعو الدكتور أن يتمعن فيها جيداً:
بما إننا ذكرنا اسم الدين الزرادشتي لا ضير إذا نقف عليه قليلا. للعلم، أن النبي زرادشت (ع) ولد في شرقي كوردستان وتحديداً قرب مدينة أرومية – Urmia ثم هاجر؟ إلى خراسان في شمال شرق إيران، وقتل هناك على أيدي الغزاة الأتراك الطورانيون الذين قدموا من حدود الصين. إن لهذا النبي صاحب الديانة التوحيدية الأولى في التاريخ كتاباً مقدساً اسمه أفيستا – Avesta سنضع أمام الدكتور والقراء الكرام بعضاً من الكلمات الكوردية كما جاءت في كتاب أفيستا التي ذكرها لنا المفكر (مسعود محمد) في كتابه القيم (لسان الكُرد). لكن قبله نذكر النار الزرادشتية المقدسة التي كانت سبعة مواقد في عموم إيران وأكبرها كانت في شرقي كوردستان في مسقط رأس النبي زرادشت (ع) وتحديداً في شيز، في تخت سليمان قرب قرية تكاب المسجل على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وكان اسم الموقد آذرگشنسب- Athargashnsb الذي بقي مشتعلاً حتى القرن الرابع الهجري؟. أدناه صورة لكعبة زردشت (ع)، نعم اسمها كعبة زردشت، أن النبي زردشت (ع) كما هو معروف في صفحات التاريخ عاش قبل الإسلام والمسيحية بقرون عديدة؟:
أدناه صورة لآثار تخت سليمان- شيز قرب مدينة أرومية في شرقي كوردستان:
لغة أفيستا
پەسو
ڤیزم
شاپک
زرەیە
زاماتر
اسو
سیا
زامو
پوروش
دەئینە
أضف لهذه الكلمات، أن أسماء ملوكهم هي الأخرى غالبيتها تتطابق مع اللغة الكوردية الحديثة.
يقول الدكتور خزعل: أنا أقول لك لا توجد حضارة اسمها عربية، هذا ليس عيباً، مع أن العرب موجودين في الحضر وموجودين في الحيرة والغساسنة وقسم منهم جاء من اليمن، لكن هذه لا تشكل حضارة.
ردنا على ما قال الدكتور أعلاه: في حديث للدكتور خزعل موجود في الـ”يوتيوب” قال: إن جوستاف لوبون – Gustave Le Bon 1841 – 1931م تناول مجموعة من الحضارات واهتم بحضارة العرب والمسلمين؟. عجبي، في موقع يقول ليس للعرب حضارة، ثم ينسى وفي مكان آخر بطريقة وأخرى يقول أن للعرب حضارة؟!. أرجو أن لا يلعب بالكلمات ويقول أن حضارة العرب ضمن الحضارة الإسلامية، إنه ذكر هنا العرب كأصحاب حضارة بمعزل عن الحضارة الإسلامية. في الجزئية التي تتعلق بالحضارة عند العرب تكلمنا عنها في توضيحنا أعلاه. لكن فيما يتعلق بوجود العرب في الحضر والحيرة والغساسنة كما زعم الدكتور. مما لا شك فيه أن الغساسنة بعد انهيار سد مأرب نزحوا من اليمن واستوطنوا قرب نهر ماء كان يسمى نهر غسان، فتيمناً بذلك النهر سموا بالغساسنة. طبعاً بعد أن وافق الرومان على استيطانهم في تلك المنطقة، ومقابل هذا الاستيطان اشترطوا عليهم أن يحرسوا الحدود للرومان ويشتركوا معهم في حروبهم ضد الساسانيين. أما الذين كانوا في الحيرة والحضر إنهم من السامين، حتى أن اسم الحيرة اسم سرياني حارتا يعني المخيم. لكن للحق أقول كان فيهم بعض العرب، أن هؤلاء العرب قبل أن ينزلوا تلك الأرض كتبوا إلى الملك الساساني فوافق على استيطانهم في المنطقة وشرط عليهم أن يحرسوا الحدود من السراقين، إذا يريد أن يعرف من هم السراقين فليراجع كتاب العلامة العربي (جواد علي) الذي بعنوان: (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام). وفيما يتعلق بالحضر، لا تجد فيها شيء يرمز إلى العرب، لا أبنيتها، ولا أزياء التماثيل الباقية إلى اليوم، والخط، الذي كتب هو خط آرامي. أما اسم عربايا كان يقال بالآرامية عن القفر، عن البادية وليس عن الجنس البشري؟. أدناه خارطة لعام 1896م واضح فيها الوطن العربي في شبه جزيرتهم الجرداء فقط بينما كوردستان مذكورة في قلب المنطقة:
ثم لا الفرس ولا الكورد دَوَّن لهم غير أبناء جلدتهم حرفاً واحداً، لكن العرب 99% من مؤلفاتهم العقدية وغيرها دونتها أناس من الفرس والكورد وغيرهم. ككتب الأصحاء الستة البخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي، والترمذي،وأبي داود.كلهم فرس، أو إيرانيون. وهكذا الكورد أغنوا المكتبة العربي والإسلامية بمئات العباقرة.أذكر واحداً منهم فقط وهو (معروف النودهي) صاحب كتاب الفرائد في العقائد. وكتاب زاد المعاد في مسائل الاعتقاد. وقطر العارض في علم الفرائض. وسلم الوصول في علم الأصول. والإغراب نظم قواعد الإعراب. والقطوف الدواني في حروف المعاني. وفتح الموفق في علم المنطق. وأنقح العبارات في توضيح الاستعارات إلخ إلخ إلخ. استطيع أن أذكر لك مئات الكتب التي خطها أنامل الإنسان الكوردي لسد النقص في المكتبة العربية والإسلامية. ومن الذين صاحبوا النبي محمد كان منهم صهب الرومي، وبلال الحبشي، وسلمان الفارسي، وكابان الكوردي، وأبي بن كعب اليهودي الذي أسلم.
يستمر الدكتور خزعل قائلاً: لكن لا أقول مطلقاً أن للأكراد حضارة، إنه شعب وسيط ظهر مع العصر الإسلامي تقريباً واستمر وساهم بالحضارة الإسلامية مساهمة ممتازة.
ردي على ما تفضل الدكتور: عزيزي القارئ اللبيب، الذي أقوله في هذه الجزئية، لا أقول أن الدكتور غبي، لكنه إما جاهل لا يعلم شيء عن الأمة الكوردية. أو يعلم لكنه يحرف الكلم عن مواضعه ولا يقول الحقيقة لغاية في نفسه. إن الدكتور في سياق حديثه أعلاه، قال ما معناه: لو أقول شيء خطأ أشرشح، أصبح فرجة للناس، يدمرني،. يا ترى ماذا يسمي كلامه هذا عن واحدة من أعرق أمم الأرض؟. ما قاله عن الحضارة ردينا عليها، ومستعد أن أأتي بعشرات الصفحات من الأدلة عن قدم الحضارة الكوردية مدعمة بالصور عن ما تركه الكورد عبر آلاف السنين. ثم، يقول أن الكورد شعب وسيط. إن الكورد كشعب ظهر في العصر الوسيط. إن العصر الوسيط حسب التاريخ الأوروبي امتد في القرن الخامس الميلادي إلى القرن الخامس عشر الميلادي. لا أدري أين يضع الدكتور اسم الكورد الذي وجد على الألواح الطينية السومرية؟ هذا هو كتاب (الكُرد في المصادر القديمة) ص 13 لمؤلفه الأستاذ في جامعة أكسفورد (ج.ار. درایڤر- G.R.Driver) ترجمة: الأستاذ (فؤاد حمه خورشيد) يقول: من المرجح أن يكون أقدم ذكر للشعب الكردي قد عثر عليه في ألواح الطينية السومرية المكتشفة التي ترجع تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، والتي وردت فيها عبارة ” أرض كاردا”… . للعلم، أن (ج.ار. درايفر) خبير بالشعب الكوردي وتاريخه له في هذا المضمار عدة مؤلفات عنهم منها: 1- كتاباً بعنوان: اشتقاق اسم الكُرد طبع عام 1923. 2- دين الأكراد 1922. 3- دراسات في التاريخ الكُردي 1923. 4- الأكراد اسماً وتاريخاً وتشتتاً في العصور القديمة ( مجلة الجمعية الملكية الآسيوية 1921- 1923 ونشرة مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية 1923. أضف إنه أستاذ الدراسات القديمة في جامعة أكسفورد بين أعوام 1919- 1929. وأستاذاً زائراً في جامعة شيكاغو 1925 وفي جامعة لوفان 1950 إلخ. ثم، أين يضع دكتور خزعل اسم الكورد كما ورد مع إبراهيم قبل أربعة آلاف عام، وهو -إبراهيم- أحد الآباء الأوائل عند اليهود، ونبي عند المسلمين؟؟. أو كما ذكر اسمهم قبل نوح العلامة المختص بالسومريات (طه باقر). ثم، ألم يذكرهم المؤرخون العرب والمسلمون كالطبري 838- 923م. وفي صدر الإسلام، يوجد البلاذري ولادته بداية القرن الثالث الوفاة 279هـ. والمسعودي 869- 957م. وغير هؤلاء كثر ذكروا الكورد إبان الغزو العربي الإسلامي لمدن الكورد في كوردستان كموصل وخانقين وشهرزور ونهاوند عام 18 هـ. بلا أدنى شك يعلم الدكتور كما يعلم الآخرون، أن الفرس من ألد أعداء الكورد، لقد قاموا على مر التاريخ بتشويه اسم الكورد قبل الإسلام وبعد الإسلام، لكن لم يستطيعوا أن ينكروا وجود الكورد كأمة قديمة وعريقة، أي نعم، يلعبون بالكلمات، لكن بقدر ما تسمح بها المساحة للعب والتدليس، وليس كما الدكتور بصفحة لسان يلغي تاريخ وحضارة الأمة الكوردية. لاحظ لعب الفرس بالكلمات كيف يكون. جاءت في دائرة المعارف الإيرانية المعروفة بـ” لغت نامه دهخدا” – لاحظ ليس للفرس تاء التأنيث، تاء مربوطة، يا ترى بماذا يذكر يا دكتور التاء المفتوحة؟؟- المجلد 12 ص 18250 تذكر الدائرة المذكورة اسم الكُرد، وتحت مادة الكُرد تذكر اللولو والكاسي وگوتي وكورتي وميدي.لاحظ لا يقول هؤلاء كورد، لكنه ذكرهم في مادة الكورد؟ وهذا اعتراف خجول من المؤلف بكوردية هؤلاء. إن هؤلاء الذين ذكرهم دهخدا تحت اسم الكُرد في دائرته كانوا موجودون على أرض كوردستان قبل المسيح، بسب قدمهم يصعب تحديد وجودهم بالأرقام. هنا نتساءل، أليست كل هذه الدلائل تقول أن الكورد موجودون على الأرض ليس قبل العقيدة الإسلامية بل قبل الديانة اليهودية والمسيحية التي تسبق العقيدة الإسلامية، حيث أن الأولى وهي اليهودية تسبق الإسلام بزمن بعيد جداً، والثانية وهي المسيحية تسبق الإسلام بسبعة قرون؟؟؟. ثم يقول دكتور خزعل: وساهم – الكورد- بالحضارة الإسلامية مساهمة ممتازة. طيب، كيف يساهم ببناء الحضارة إذا لم يكن لديه حضارة؟! إذا لم يكن متحضراً. ليس هذا فقط بل يقول دكتور خزعل: ساهم مساهمة ممتازة؟؟؟. عجبي، لو لم يكن هذا الكوردي صاحب حضارة كيف يساهم مساهمة ممتازة في بناء صرح الحضارة؟؟؟.
25 02 2022
يتبع