يدور القمر دورة واحدة حول كوكب الأرض كل 27.3 يوم مقاسةً بالنسبة إلى النجوم الثابتة في السماء، وفي نفس الوقت تدور الأرض حول الشمس مما يجعل عودة القمر ثانية إلى طوره الذي يظهر منه من كوكب الأرض يستغرق وقت أطول وهو 29.5 يوم، وبشكل مخالف لباقي أقمار بقية الكواكب في المجموعة الشمسية.
عندما يتحرك القمر حول الأرض، والأرض حول الشمس ، يغير القمر بشكل دوري مظهر إضاءته ولمعانه، والتي تسمى بأطوار القمر وتنقسم هذه الأطوار إلى 8 أجزاء وهي : الهلال ، التربيع الاول ، الاحدب ، البدر ، الاحدب الاخير ، التربيع الثاني ، هلال نهاية الشهر ، المحاق .
يقع مدار القمر بشكل أقرب لمسار الشمس من خط استواء، يواجه القمر كوكب الارض بجانب او جهة واحدة ولا يمكن رؤية الجهة الاخرى للقمر من الارض، لان حركة القمر المحورية تساوي حركتها المدارية حول الارض.
القمر سوف يصبح بدراً في الفترة من 16 إلى 19 مارس الجاري، لان عند المشاهدة لا تستطيع العين المجردة تمييز استدارة ولمعان قرص القمر بالكامل، اما ذروة البدر فستكون في يوم 18 مارس لسنة 2022 حيث يكتمل قرص القمر تماما ويبلغ أضاءته ولمعانه 99.5 % ويعرف هذا البدر بقمر شف برات الصحيح لدى أبناء الديانة الايزيدية، ويتم احياء نفس المناسبة في مدينة السليمانية وعلى نفس الاسم ” شو برات”.
في الحساب الفلكي يكتمل القمر في شهر اذار بتاريخ 18/3/2022 يصبح بدراً .
اما في الحساب القمري الايزيدي، حيث أن هناك حساب قمري ايزيدي يمكن معرفة عدد ايام الشهر في التقويم القمري الايزيدي، حيث يضاف كل سنة (11) يوم على الاساس في حساب التقويم القمري ومن خلالها يعرف عدد الايام في الاشهر القمرية في التقويم القمري الايزيدي.
لذلك عندما نأتي ونحسب ليلة الشف برات (ليلة القدر) بهذا الحساب نجده يقع في الفترة من 15 الى 16 من شهر اذار الجاري، وهذا التاريخ ليس صحيحاً، لان في هذا التاريخ لا يكتمل القمر ليصبح بدراَ، وعلى اساس هذا الحساب القمري الايزيدي اعتمد المجلس الروحاني الايزيدي بخصوص تحديد ليلة شف برات لدى ابناء الديانة الايزيدية في هذه السنة 2022 .
ولابد ان نراجع حساب التقويم القمري معتمداً على التطورات الفلكية والعلمية في هذا العالم ومن خلالها نحدد ليلة الشف برات(ليلة القدر) ولابد أن تكون موحدة لدى كافة ابناء الديانة الايزيدية بحساب المركه وحساب الفقراء، مستنداً على أطوار القمر والاسس الفلكية والعلمية والدينية لكي تكون مقبولة .
اما سبب هذا الاختلاف في الحساب القمري الايزيدي وعدم دقته وعدم تطابقه مع أيام الشهر القمري في الحساب الفلكي وخاصة في حساب ليلة (شف برات) لدى اعضاء المجلس الروحاني ولدى رجال الدين الايزيدي.
يتكون الشهر في التقويم القمري من 29 أو 30 يومًا قمريًا ، والتي يتم حسابها خلال مرحلة القمر في دورانه وإكمال دوراته حول كوكب الارض، و يساوي (29 يوم و 12 ساعة و44 دقيقة و 2.8032 ثانية) وهو متوسط عدد ايام الشهر القمري ويساوي ( 29.530588) يوماً .
الفارق بين السنة الشمسية (الميلادية) والسنة القمرية (الهجرية) هو 11 يوم عدا السنوات الكبيسة ومن هنا جاءت اضافة (11) يوم على اساس التقويم القمري الايزيدي في كل سنة لمعرفة الاساس، وهذه الاضافة هي الفارق بين السنة في التقويم الميلادي وفي التقويم القمري، حيث إن الأيام القمرية لا تتزامن مع الأيام الشمسية، فإن الشهر القمري يختلف عن الشهر في التقويم الميلادي، وهي تساوي دوران القمر حول الارض دورة واحدة وهي نفسها الحركة المحورية والمدارية للقمر في آن واحد.
لابد من مواكبة التطورات الفلكية والعلمية حيث تتوفر اليوم نماذج رياضية تتيح لنا التنبؤ بدقة بمراحل القمر وموقعه والعديد من المعلومات الاخرى في الاقترانات الفلكية المتعلقة بأعياد الديانة الايزيدية، نعتمد عليها في تصحيح تواريخ طقوس ومراسيم وأعياد الديانة الايزيدية.
قاسم مرزا الجندي
10/ 3 / 2022