مر عام على زيارة البابا فرنسيس الى محافظة نينوى، لا متغير ملموس على ارض الواقع بحسب مايؤكده رجال دين وسياسيين، مبينين ان اوضاع المسيحيين ماتزال “سيئة”.
وفي شهر اذار 2021، قام بابا الفاتيكان، بزيارة للعراق استغرقت 4 أيام، وكانت أول زيارة بابوية للبلاد على الإطلاق، كجزء من مبادرة للحفاظ على المجتمعات المسيحية القديمة في العراق، وسط إجراءات أمنية وتحضيرات رسمية وشعبية مشددة ضمت شعارات ولافتات رحبت بتلك الزيارة.
واكتسبت زيارة البابا أهمية كبيرة وحظيت بتوقعات ونتائج كبيرة خاصة من أهالي محافظة نينوى، الذين تأملوا من تلك الزيارة أن تساهم بلفت أنظار المجتمع الدولي لمشاكلهم وحجم الدمار الذي تسبب به دخول تنظيم داعش إلى المحافظة.
وضع نينوى مازال غير مستقراً..والهجرة مستمرة
رجل الدين المسيحي خوري قيران وهو من سهل نينوى يؤكد أنه، رغم أن زيارة البابا أعطت أملاً، فان نزيف الهجرة ما يزال يجري، فالوضع في سهل نينوى ما يزال غير مستقر، ولا يطيقه المواطنون المسيحيون، لهذا نحن نشهد حالات هجرة مستمرة.
مبيناً في حديثه لـ (كركوك ناو) أن “العراق بلد يسع الجميع، ولكن المشكلة تكمن في أن بعض الجهات المتطرفة لا تريد توحيد الصفوف لبناء جسر لمستقبل جديد للجيل القادم”.
وأضاف أن “الاهتمام الحكومي بأوضاع المسيحيين مايزال محدود جداً، وتوقعنا أن تكون زيارة البابا خطوة نحو لفت الأنظار، وزيادة مستوى الاهتمام والخدمات، وتعويض المتضررين من العمليات الإرهابية، لكن هذا الأمر لم يحدث”.
وكان محافظ نينوى نجم الجبوري، قد اعلن في وقت سابق أن عدداً من الدول عرضت المساعدة في إعمار الموصل بعد زيارة البابا فرانسيس، فيما كشفت لجنة السياحة عن استعدادات لتغيير واقع الآثار.
اوضاع المسيحيين لا تزال سيئة بشكل كبير، حيث لايزال سلب أراضيهم
النائب السابق في البرلمان العراقي جوزيف صليوا يشير إلى أن، زيارة البابا للعراق كانت يجب أن تتم بالتنسيق مع المكونات التي تعيش في البلاد.
لافتاً في حديثه لـ(كركوك ناو) أنه “لم يتغيير أي شيء بعد مرور عام على زيارة البابا للعراق، سوى أن، مجموعة من الطرق تم تبليطها وصبغ الأرصفة وزاعة الأشجار”.
وأوضح أن “أوضاع المسيحيين لا تزال سيئة بشكل كبير، حيث لايزال سلب أراضيهم وفرض الأجندات الكوردية والسنية والشيعية عليهم، كما يتم فرض القوانين العنصرية عليهم”.
مؤكداً أن “مايسمى التعايش السلمي هو أكذوبة ومحاولة لتجميل صورة البلد، فحياة الشعب العراقي جميعا والمكون المسيحي ماتزال خطرة، وزيارة البابا كانت من آجل إعطاء شرعية للسلطات في بغداد وأربيل لاستمرار الظلم والاستبداد الممارس بحق الشعب”.
40 بالمئة من المسيحيين عادوا من الإقليم إلى سهل نينوى
الى ذلك قالت مفوضية حقوق الإنسان العراقية ، إن 250 ألف مسيحي فقط لا يزالون في البلاد من أصل مليون ونصف كانوا متواجدين قبل عام 2003.
وقال عضو المفوضية علي البياتي في بيان إن “عدد المسيحيين في العراق قبل العام 2003 كان مليونا ونصف المليون نسمة، لكن هذا العدد تراجع، حاليا، إلى 250 ألفا، أغلبهم في إقليم كردستان.
وأضاف أن “40 بالمئة من المسيحيين عادوا من الإقليم إلى سهل نينوى بعد تحرير مناطقهم من تنظيم داعش، بالإضافة إلى وجود 80 عائلة فقط في مركز مدينة الموصل.
إعادة جسور الثقة
مسؤول كنائس السريان الكاثوليك الآب رائد عادل يؤكد أن، الزيارة ساهمت بلفت أنظار المجتمع الدولي والمنظمات الدولية التي كانت لها مساهمات جيدة بإعادة أعمار الموصل والكنائس المدمرة.
ويضيف في تصريح لـ(كركوك ناو) أن “تلك الزيارة حققت أهدافاً، ولو أنه كنا نأمل نتائج أكبر تساهم بتخفيف موجات هجرة المسيحيين وإعادة العوائل لمركز مدينة الموصل”.
وأشار إلى أن “مجموعة من العوائل لمركز الموصل والمدينة القديمة، كما أن المنظمات الدولية لم يقتصر تحركها على سهل نينوى فقط، بل أصبحت تساهم بأعمار مركز المدينة، والاهتمام بوضع المسيحيين هناك”.
غيرت مفاهيم كثيرة
من جانبه قال الكاردينال ساكو في الذكرى السنوية الأولى لزيارة بابا الفاتيكان التاريخية للعراق إن هذه الزيارة قد غيّرت نظرة الشعب العراقي تجاه المسيحيين وازداد مستوى الاحترام لهم منذ تلك الزيارة على نحو كبير مع تعزيز حالة التعايش ما بين الاطياف والاعراق الدينية المختلفة
ووفق تقرير لموقع (ذي ناشنال) فان ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم قال إن “الزيارة كانت فرصة ثمينة للعراق ونقطة تحول في انفتاحه على العالم، وقد غيرت نظرة وموقف عامة الناس حول التعايش ما بين الطوائف الدينية المختلفة في العراق، والانتقال لمرحلة افضل، وأن كثيرا من العراقيين بدأوا يتقبلون مفهوم التنوع”.