كتب غليب إيفانوف، في “أرغومينتي إي فاكتي”، حول الأسباب التي جعلت واشنطن لا ترد على الضربة الإيرانية في أربيل.
وجاء في المقال: شنت إيران، ليلة 13 مارس، هجوما صاروخيا على موقع في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق. وأعلن فيلق الحرس الثوري الإسلامي مسؤوليته عن الهجوم، وقال إن الهجوم استهدف “مركزا استراتيجيا للمؤامرات الصهيونية” ردا على “جرائم إسرائيل الأخيرة”. وذكرت بعض وسائل الإعلام العربية أن الغارة يمكن أن تكون قد أصابت منشآت الموساد، لكن إسرائيل أنكرت ذلك. وقد سقطت صواريخ بالقرب من القنصلية الأمريكية.
لماذا لم تتفاعل الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال مع القصف في أربيل؟ سألت “أرغومينتي إي فاكتي” الباحث في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير ساجين، فقال:
الأمريكيون، ليسوا الآن في وضع يسمح لهم بالتورط في صراع كبير في الشرق الأوسط. جزئياً، تعود ردة فعل الأمريكيين الناعمة إلى حقيقة أن الضربة لم تقتل أحدا من الأمريكيين، فالهدف كان إسرائيليا وليس أمريكيا. لكن السبب الرئيس هو ارتفاع أسعار النفط وضرورة اتفاق الإدارة الأمريكية الآن مع إيران على إحياء “الصفقة النووية”، بحيث تدخل كمية كبيرة من النفط الإيراني إلى السوق العالمية. والمفاوضات جارية، الآن، في فيينا بشأن “اتفاق نووي” جديد.
في كل من إيران والولايات المتحدة، هناك قوى سياسية كبيرة تعارض “الاتفاق النووي”. الحرس الثوري الإيراني، هو أحد خصوم الصفقة الرئيسيين في إيران. ولا يدهشني أن يكون الهدف من الهجوم على الموقع في كردستان العراق من قبل الحرس الثوري استفزاز رد من الولايات المتحدة، وبالتالي، تعطيل “الاتفاق النووي”، أو على الأقل إبطاء عملية إقراره.
ولكن الولايات المتحدة، التي تعيش الآن بأسعار بنزين قياسية بعد حظر النفط الروسي، تبحث عن حل لهذه المشكلة.
ومن هنا جاءت ردة الفعل الأمريكية متحفظة. إنهم لا يريدون خروج المفاوضات بشأن صفقة نووية جديدة عن مسارها.