الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeمقالات      كردستان العراق ليست إسرائيل يا حكام إيران ؟! :مصطفى محمد...

      كردستان العراق ليست إسرائيل يا حكام إيران ؟! :مصطفى محمد غريب

   

مقولة غوبلز : اكذب ثم اكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس مجربة في العراق داخلياً أما خارجياً فهو الشر الكامن في عقول البعض من الذين يرون احقيتهم في الكذب حتى يمررون ما يريدون تنفيذه بواسط الضحك على الذقون ، وكذبة وجود قواعد سرية إسرائيلية في إقليم كردستان تندرج حتى المقولة أعلاه  لكن لن تنطلي على أحد وهو ادعاء باطل مبطن بنوايا عدوانية انتقامية بحجة مقتل ضابطين أو اعداداً أخرى من الحرس الثوري في سوريا، بعد قصف إسرائيلي لهما وإسرائيل تقصف يومياً وتقتل ضباطاً وجنوداً من الحرس الثوري او المليشيات التابعة في سوريا، فلماذا الآن ترسل جحيمها في الصواريخ لتضرب إقليم كردستان العراق  والمناطق السكنية وتقتل الأبرياء وتخرب بدون التفكير بمصالح الآخرين؟، ومن مهزلة المهازل ادعاء الحرس الثوري الإيراني ” مرة أخرى نحذر النظام الصهيوني المجرم من تكرار أي شر سيواجه ردود قاسية وحاسمة ومدمرة”

ــــــ لماذا كردستان العراق الآن ، الآن ؟

ــــــ ولماذا المواطنون العراقيون الكرد البريئين من أي دم إيراني ؟

ــــــلماذا هذه العنتريات على شعب مسالم وجار صادق غير عدواني ؟

الجميع يعرف ليس ضعف الإقليم عسكرياً فحسب إنما حتى الحكومة العراقية بالمقارنة مع القوة العسكرية الإيرانية الهائلة المدججة بالصواريخ والطائرات المسيرة والبرنامج النووي وأنواع الأسلحة الكبيرة والصغيرة ومجاميع لا تحصى من التنظيمات والميليشيات المسلحة والمهيأ لتنفيذ ما تؤمر به بحجة الطائفية والائمة وغيرها من الاباطيل، ( بدورنا لا نحرض على الحرب ونعتبرها جريمة لا تغتفر بحق الشعوب البريئة من الحكام الدكتاتوريين)،  لكنا نقول ان إسرائيل لا تبعد عن إيران سوى بعضاً من الخطوات” لكن كوميديا المسرحية المبكية ان الحرس الثوري يحذر النظام الصهيوني ويقصف أربيل انتقاماً منها ومن قصفها لتجمعات الحرس الثوري وغيره يومياً في سوريا ؟ اليس ذلك حجة بائسة ؟

الحقد الشخصي له حدود معينة لا يتجاوزها على المجتمع أو القوميات والكيان المعين، أما الحقد المبرمج  في قضية معاداة الشعب الكردي فهو يندرج بالحقد في اطلاق الصواريخ لتهبط على رؤوس الأبرياء والفقراء وآخرها ما حدث من سقوط صواريخ إيرانية وباعتراف الحرس الثوري الإيراني والطائرات المسيرة التي تحلق بالصواريخ تختار المناطق التي يمكن أن تضرها اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا، والتفجيرات في الأماكن المكتظة بالسكان والاشاعات السامة التي تحرض للقيام بأعمال عنف هدفها تنفيس الحقد الطائفي أو القومي أو الحقد الشوفيني ، والمحاولات المستمرة لتشويه الحقائق ولتخريب الاقتصاد وتدمير البنى التحتية، ضحايا الشعب الكردي قدم ضحاياه دائما على مذبح الحرية والحقوق المدنية ومن أجل الفيدرالية والاخوة العربية الكردية وعانى الشعب الكردي سنين طويلة من القهر القومي والاجتماعي والسياسي ومنذ العهد الملكي ولم تكف عنه السياسة المنهجية المعادية بالرغم من انتفاضاته وثوراتها وعندما انبثقت ثورة 14 تموز 1958 أوضح الدستور الجديد شراكة حقيقية باعتراف قيادة الثورة الجديدة، القوى القومية العربية وحزب البعث العراقي انتهجت منذ البداية نهجاً معاديا للحقوق القومية متبنيه صهر القومية الكردية في بوتقة القومية العربية، ولم تكن اتفاقية الجزائر اتفاقية عادلة بين  الحكومة العراقية بقيادة حزب البعث وبين شاه ايران وإنما هي اتفاقية  تنازل الحكومة العراقية عن نصف شط العرب واراضي أخرى وتآمراً على الحركة الكردية التي كانت تعتمد على حكومة الشاه الإيراني، وقد استمر التجاوز وشن الحروب حتى سقوط النظام الدكتاتوري واحتلال العراق إلا أن الحقد والكراهية بقت في قلوب البعض من القوى المتنفذة التي كانت تعمل مرة في السر وأخرى في العلن للإساءة واتخاذ سياسة تهدف لخلق فتنة بين حكومة الإقليم والحكومة المركزية وقد نجح البعض من خلق المشاكل ولكن إلى حين ففي كل مرة تظهر هذه القوى بمظهر المفضوح في أمره والجميع يعرف من هو ظهير هذه القوى الفتنة داخل البلاد أو المحرضة من خارج البلاد التي تحاول اثارة الفتنة وتحرض بحجة الإسلام والقومية والقضية الفلسطينية وخير مثال ادعاء مدير مركز القدس للدراسات السياسية  الأردني عريب الرنتاوي والمؤيد لقصف ايران لإقليم كردستان فهو يكذب كما حال امثاله ويقول ” أنه “خلال جولة قام بها في إقليم كردستان، شاهد سيارات تحمل أعلاماً إسرائيلية، ومقرات يمنع الاقتراب منها تابعة للإسرائيليين والأميركيين”.

انها كذبة مفضوحة، ونقول بكل صراحة نحن لا ندافع اعتباطاً عن الإقليم  بل نقول نزوره سنوياً اكثر من مرة ومنذ علم 1990 ولحد تاريخ أواخر 2021 ، زرنا اكثرية المناطق والمدن فلم نشاهد علماً اسرائيلياً واحداً أما المقرات التي يمنع الاقتراب منها فهي حكومية  حذراً من التفجيرات الإرهابية والمسيرات والصواريخ الميليشياوية العراقية التابعة التي حدثت ولم يتحدث عنها السيد الأردني عريب الرنتاوي وقد يكون مؤيداً لها كما هو مؤيد للصواريخ الإيرانية، أما البعض من التصريحات من قبل التابعين فقد زغردت وصفقت للصواريخ ولم تحزن على المناطق  السكنية المدمرة التي نشرت صور تدميرها في أكثرية وسائل الإعلام بينما تتفاخر الصحف الإيرانية اليوم الاثنين 14 / 3 / 2022  ” بالقصف الصاروخي الذي تبناه الحرس الثوري والذي زعم أنه استهدف مركز الموساد الإستراتيجي في أربيل” وتؤكد صحيفة سياست روز الايرانية ” الضربة الصاروخية الاخيرة التي وجهتها قوات حرس الثورة لمقر الموساد ب‍اربيل بكردستان العراق , رسالة انذار واضحة للأعداء؟!”

نسأل الصحيفة ومن ورائها ـــــــ من هم الأعداء الذين تتصورهم إيران؟

الحكام الإيرانيون أكدوا دائماً، إسرائيل العدو الرئيسي ويجب أن تزال كدولة وشعب، أليس من المضحك أن تكون إيران قد بدلت اعدائها واعتبرت الإقليم والشعب الكردي أعداء جدد لها؟! هذا ما أكده سعيد خطيب زاده المتحدث باسم الخارجية الإيرانية يوم الاثنين 14 / 3 / 2022

” هناك ادلة ووثائق تثبت وجود نشاطات استخبارية تجسسية صهيونية واسعة النطاق بكردستان العراق ” ثم يتابع “على كبار المسؤولين بكردستان العراق أن يدركوا أن إيران لن تتسامح أبدا إزاء أية تهديدات لأمنها واستقرارها ” ولهذا الصواريخ الإيرانية وحسب تأكيد أوميد خوشناو الاحد 13 / 3 / 2022 ” لا صحة لوجود مراكز اسرائيلية في المدينة على الاطلاق”، وتابع إن “هناك تفسيرين لعدم إصابة الهدف، الأول فشل الجهة التي أطلقت الصواريخ أو فاعلية نظام الرد للقنصلية” والمقصود الامريكية

وعقبت حكومة أربيل المحلية في اليوم نفسه عن انباء قصف “مقار إسرائيلية سرية” عبارة عن “محاولات لتشويش الحقائق” من جانب آخر هل يكفي التنديد في بيان من الخارجية العراقية ” الانتهاك السافر الذي طال سيادة وأراضي جُمهوريَّة العراق”، وهل يكفي استدعاء السفير الإيراني وابلاغه احتجاج الحكومة العراقية على الصواريخ الإيرانية التي طالت الأماكن السكنية ؟ أم هناك إجراءات من الممكن أن تكون رادعة على أي عدوان آخر جديد؟، وبرر السفير الإيراني إيرج مسجدي

يوم الاثنين 14 / 3 / 2022 في كربلاء ” ان “هذه القاعدة الاسرائيلية التي وضعها مسؤولي كردستان تحت تصرف الاسرائيليين قامت بعمليات ضدنا لذلك قامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بردة فعل ضد تلك القاعدة”. وكذب استهداف القنصلية الامريكية والبيوت السكنية التي نشرت صورها في أكثرية وسائل الإعلام وآثار الدمار التي احدثتها الصواريخ الإيرانية ــــــ كيف للعاقل أن يصدق هكذا كذبة فاذا صدقها فلا عقل له.

أن هذا الموقف العدائي الذي تتحجج به  الحكومات أو التكتلات السياسية لتشن الحرب أو الاعتداء العسكري بما فيها إسرائيل أو الولايات المتحدة الامريكية او روسيا أو إيران  أو غيرهم دليل على الإفلاس السياسي ودليل على الضعف وليس القوة ، لأن السلاح والعنف من السهولة القيام بهما حتى بالنسبة للأفراد بينما الحوار والتفاهم وحل المشاكل بالطرق السلمية هو الأقوى والاصلح الذي يخدم الشعوب، على حكام إيران ومن يتبعهم من المخدوعين أن يركوا أن هذه الصواريخ تدل على مواقفهم غير الودية ليس ضد الشعب الكردي في الإقليم فحسب بل ضد أكثرية الشعب العراقي عرب وكرد وقوميات أخرى وضد جميع الأديان والمذاهب ولن  ينخدع احداً بعد اليوم بما يعلن  من أكاذيب واشاعات ملفقة.

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular