الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeاخبار عامةلماذا تأخر الجيش الروسي في الدخول الى كييف ؟؟؟

لماذا تأخر الجيش الروسي في الدخول الى كييف ؟؟؟

.

عاش العالم منذ فجر 24 شباط 2022 في اجواء افلام هوليوديه امريكيه بطلها الرئيس الامريكي بايدن، يصلح عنوان لها ‏ما قاله جوزيف غوبلز: كلما كبرت الكذبة سهل تصديقها، افتتحت هذه الافلام باعلان الرئيس بايدن والبنتاغون الامريكي ‏عن ساعة الصفر للعملية العسكرية الروسية على اثر اعلان الرئيس بوتين استقلال اقليم الدونباس بجمهوريتي لوغانسك ‏ودونيتسك فتحدثوا تارة عن 96 ساعة وتارة اخرى 16 شباط وثالثة 20 شباط وانتهاء الاولمبياد الشتوي الصيني، واشاعوا ‏بان العملية ستكون حرب خاطفة وسريعة وتستهدف العاصمة كييف واسقاط الحكم القائم، وهذا يعني استخدام الاسلوب ‏العسكري المعروف ب ( التجاوز ‏Bypass‏) اي ان يقوم الجيش الروسي بخرق سريع نحو كييف ويتجاوز كل المدن ‏والمواقع العسكرية ويتركها خلفه، وهذه ربما كانت الرغبة الامريكية ان يفعلها الجيش الروسي‎ ‎ال ( ‏‎ Bypass‏) لاسباب ‏عديدة، في مقدمتها تعريض الجيش الروسي للخطر وعدم تامين طرق مواصلاته وامداداته واضعاف قدراته الدفاعية، اضافة ‏الى ان هذا الاسلوب اذا ما استخدم سيؤدي حتما الى وقوع خسائر كبيرة في المدنيين لانه سيعتمد القصف التدميري ‏السجادي او الارض المحروقه. القيادة الروسية من جانبها لم تخف توجهها في استخدام القوة العسكرية وحشدت جيشها ‏على الحدود مع اوكرانيا في وضح النهار وحذرت اوكرانيا وداعميها الاوروبيين وامريكا من عواقب ادارة الظهر لمطالبها ‏خاصة الضمانات الامنيه وحيادية اوكرانيا وعدم انضمامها لحلف الناتو لانها اي اوكرانيا لو فعلت وانضمت لحلف الناتو ‏فان القتال سيكون على ارض روسيا وحول موسكو من قبل جيوش الناتو مدعومة من امريكا بذريعة اوكرانيا، لكن القيادة ‏الروسية لم تتطرق لحرب خاطفة وسريعة وليس من المعقول ذلك لا سيما وان مساحة اوكرانيا 548, 603 كم مربع، وعدد ‏سكانها 44 مليون نسمة، ومساحة كييف لوحدها 839 كم، وعدد سكانها مليونين وثمانماية الف نسمة، كما ان المسافات ‏بين المدن شاسعة وممتدة. وبدأت الحرب الاستباقية الامريكية الغربية بحرب نفسية دعائية وحرب الشائعات والمعلومات ‏المغلوطة الموجهة التي تخدم توجهاتهم تستهدف تدمير القدرات الروسية، رافق ذلك حملة تحريض عالمية ضد روسيا ‏والرئيس بوتين ونعته باوصاف استفزازية تمهيدا لعزلهم، وعززوا ذلك بالفيديوهات والصور المركبة وتحليلات منمقة وهي ‏ذاتها التي استخدموها في كل حروبهم في المنطقة، ولا تنطلي على العارفين ببواطن الامور.‏
اي متابع للازمة الاوكرانية يدرك تماما ان الرئيس بوتين (وهو صاحب تجربة ميدانية ومعرفة لخصمه الامريكي ‏والاوروبي) وقيادته قد اعدوا العدة ومنذ اتفاقية منسك لعام 2014 لهذه الايام ودرسوا مع قيادات الجيش الروسي كل ‏الاحتمالات واجروا الحسابات بتفاصيلها كافة وخسائرها المحتملة، ووضعوا السيناريوهات والخطط العسكرية والاقتصادية في ‏مقدمتها السيناريو الاخطر، ومع ان احدا من الجيش الروسي لم يتطرق لحرب خاطفة او سريعة او حتى ذكر توقيتات لها ‏الا انه وتبعا للمعلومات المضللة الامريكية بدأ الناس ينظرون لساعاتهم منذ اللحظات الاولى ويراقبون دخول الجيش ‏الروسي الى كييف، حتى ان الرئيس الاوكراني والمفترض انه يعتمد على معلومات استخباراته الميدانية وقع في فخ ‏الامريكي حيث صرح اكثر من مرة ان ليلة كييف ستكون صعبة، تبع ذلك عرضهم على الرئيس الاوكراني تأمين خروج ‏آمن له من كييف ورفض، استغل بايدن والاعلام الامريكي هذه اللحظه وبدأوا في تنفيذ المرحلة الثانية من حربهم النفسية ‏والدعائية وبث الاشاعات بالقول ان التأخير ناجم عن مقاومة الجيش الاوكراني ومشاكل وصعوبات لوجستية وخسائر في ‏الجيش الروسي وذلك لاستفزاز روسيا ودفعها لتكثيف القصف وايقاع الخسائر الكبيرة بين المدنيين وادانتها بارتكاب مجازر، ‏وهذا كله يصب لصالح امريكا لمزيد من الاحتواء والهيمنة ليس فقط على اوكرانيا بل على الاتحاد الاروبي وحلف الناتو. ‏
انقسم العالم بين مؤيد لروسيا وله اسبابه ومعارض لها وله اسبابه، لكن ما يجمع عليه معظم الناس ان الرئيس الاوكراني ‏غرر به ودفع لهذه الحرب من قبل امريكا وبعض الدول الاوروبية وترك في الميدان وحيدا وقالها بنفسه دفعتوني ‏وشجعتوني على الحرب وتركتوني لوحدي، ولحفظ ماء الوجه امام شعوبهم والتغطية على تقاعسهم واعلانهم انهم لن يرسلوا ‏جنودهم للقتال في اوكرانيا قاموا باشهار العداء وشن الحملات المضادة وتنفيذ الاجراءات العقابية واصدروا الاحكام ‏الصارمة ضد روسيا وما زالوا يهددون ويتوعدون بالمزيد، ويدعمون اوكرانيا معنويا وماليا ويحاولون تزويدها بالمعدات ‏القتالية، لكن معظمهم ولو اخفى ذلك يستشعر الخطر ويتوقع الضرر على بلاده كما هي على روسيا.‏
ومع احراز تقدم في سير العمليات القتالية رفع الروس سقف مطالبهم واعلنوا عن اهداف اضافية لا تقتصر على ‏الضمانات الامنية واخواتها، جاءت على لسان لافروف وزير خارجة روسيا حيث قال حان الوقت لسحب السلاح النووي ‏الامريكي من اوروبا وعلى الغرب ان لا يقيم قواعد عسكرية في دول الاتحاد السوفياتي سابقا، وعزز الرئيس بوتين هذا ‏الطلب بوضع قوات الصواريخ الاستراتيجية واسطول شمال الهادئ والطائرات طويلة المدى في حالة تأهب قصوى، اضافة ‏الى اعطاءه التعليمات لوزير الدفاع ورئيس الاركان بوضع قوات الردع النووي في حالة تأهب، بالمقابل استنفرت جيوش ‏الناتو وبدأت بتوسيع انتشارها وتعزيز مواقعها وعززت بريطانيا جبهة حلف شمال الاطلسي الشرقية بالسفن والقوات البرية ‏ودبابات (تشالنجر 2) والمقاتلات واعلنت فرنسا وبلسان اعلامها انها وضعت الغواصات النووية الفرنسية بحالة تأهب ‏قصوى، اضافة الى التنافس الاوروبي الامريكي في تزويد اوكرانيا بالاسلحة الفتاكة، وتضاعفت الحملات المضادة لروسيا، ‏لذلك جاءت العملية العسكرية الروسية المدروسة بنمط المدحلة اوزحف السلحفاة لضمان ما اعلنت عنه القيادة الروسية انهم ‏لا يريدون احتلال اوكرانيا ولا يريدون المس بالشعب الاوكراني واعلنوا غير مرة انهما شعب من اصول واحده وانهم يسعون ‏لان تكون اوكرانيا الجارة الأمينة والآمنة اذا استجابت للمطالب الروسية بحسب تصريحات الرئيس بوتين واعضاء قيادته، ‏والا ستكون القاعدة المتقدمة وخط الدفاع الاول في اي مواجهة للجيش الروسي مع الناتو وامريكا، وهو ما يجري حاليا على ‏الارض وهو ما يملي على الجيش الروسي تنفيذ خطة عسكرية بعيدة المدى يسيطر من خلالها الجيش على قواعد ارتكازية ‏متينة تشمل المواقع الاستراتيجية والحيوية في المدن ويؤمن طرق امداداته ومواصلاته وتواصله وبناء قواعد عسكرية صلبة ‏تنطلق منها رؤوس الجسور وتنشأ المحاور القتالية كما جرى في جنوب اوكرانيا انطلاقا من مدينة اوديسا وجزيرة القرم ‏والبحر الاسود وبحر آزوف امتدادا لاقليم الدونباس مرورا بخيرسون وخاركوف شرقا وشمال شرق يمسك من خلالها الجيش ‏الروسي زمام المبادرة، ويعزز قدرته على السيطرة والقيادة، مع مشاغلة وتثبيت واستنزاف لمحاور اخرى، واضعا بحساباته ‏الجهد الرئيسي في محور كييف من الشمال، وجاءت العملية العسكرية على مراحل :‏
‏ المرحلة الاولى من العملية العسكرية بحشد القوات اللازمة (150 الف جندي بما يلزمهم من طائرات واسلحة اسناد) على ‏الحدود ثم المرحلة الثانية بشل القدرات العسكرية والبنية العسكرية التحتية والدفاعات الجوية واستهداف مراكز السيطرة ‏والقيادة من خلال القصف بالطائرات والمدفعية والصواريخ تبعها المرحلة الثالثة في السيطرة الجوية واحراز التفوق الجوي ‏والمرحلة الرابعة بالتقدم وعزل وتطويق القوات العسكرية في المدن والحيلولة دون تواصلها مع بعض مثل سومي ودينبرو ‏وابولون وغيرها والعمل من جهة اخرى على ربط بعض المدن ببعض لعزل المناطق وتوسيع مجال المناورة للجيش الروسي ‏مثل خيرسون التي تم السيطرة عليها اليوم وخاركيف وماريوبول بل والسيطرة على 37 بلدة خارج خطوط التماس كانت ‏تحت سيطرة اوكرانيا في دونباس ومدن اخرى ومفاعل شيرنوبل النووي والمرحلة الرابعة اعطاء فرصة للمفاوضات والحل ‏الدبلوماسي بالتزامن مع الحشد اللازم للجهد الرئيسي من قوات ودبابات ومعدات قتالية وجنود باتجاه كييف من الشمال ‏والشمال الغربي، والاعلان عن ممرات آمنة للمدنيين الذين يرغبون المغادرة، ودعما لذلك سيطر الجيش الروسي على مطار ‏جوستوميل انتونوف قرب بلدة هوستوميل شمال غرب كييف ويبعد عنها 25 كم، بانتظار ما تسفر عنه المفاوضات في ‏الجولة الثانية التالية، وبالتأكيد سيرافق هذه المفاوضات تصعيد ميداني من الاطراف كافة، خاصة من دول الاتحاد ‏الاوروبي والناتو وامريكا حيث يشنون حروبا ضد روسيا بلا هواده وفي كل الميادين باستثناء ميدان القتال، واذا ما استمر ‏هذا الحال فان الاوضاع مرشحة للتطور وربما تتدحرج الامور وتخرج عن السيطرة، تصريح الرئيس الامريكي بايدن الأخير ‏يصب في هذا الاتجاه حيث قال: الرئيس الاوكراني وحده من يقرر البقاء او المغادرة وهذا عنوان للمرحلة القادمة، لانه ‏يدرك حجم مقاومة الجيش الاوكراني الحقيقي في مسرح العمليات والخسائر التي لحقت به ويعرف المواقع والمدن التي ‏اجبر على اخلائها، بغض النظر عن تدمير دبابات او اسقاط طائرات او اسر جنود هنا وهناك، فهذا امر طبيعي في ‏الحروب تبعا لحجم القوات المتقاتلة، كما ان بايدن يدرك ما حققه الجيش الروسي من تقدم وانجازات ميدانية وحجم القدرات ‏الروسية القتالية والتدميرية، وانها قادرة على حسم معركة كييف متى شاءت، وهو ما ادركه الرئيس الاوكراني زيلينسكي ‏وبادر للاستغاثة بالدول الغربية وتحديدا يهود العالم للقتال معه واعلن عن تشكيل فيلق لنفس الغرض.‏
ما يجري الان لا يشبه ما سبقه، ولتاريخ 24 شباط 2022 وقع خاص وكثير من الاشياء والمعادلات ستتغير ….‏
جنرال امريكي قال: يستطيع الروس ضرب البنية التحتية الامريكية وليس الاوكرانية فقط، لذلك زادت امريكا من الرحلات ‏الجوية لطائرات القيادة والسيطرة النووية بحسب ال ‏CNN‏ ، اما وزير الدفاع البريطاني فقد قال: صعب التنبؤ بما سيحدث ‏‏!!!!‏

بقلم: واصف عريقات

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular