تتسم الذهنية الروسية بألتسامح والنفس الطويل، لكن حينما تتعلق ألمسألة بأمن البلد وسيادة وحدة أراضيه فلن يكون هنالك مجال للسكوت.
لا يلدَغ المرءُ من جحرٍ مرتين :-
بألعودة إلى الوراء وقُبيل أندلاع الحرب الوطنية العظمى( الحرب العالمية الثانية) وقّعَ ألإتحاد السوفيتي مع ألمانيا النازية ألهتلرية إتفاقية عدم ألإعتداء، لكن تفاجأ ألإتحاد السوفيتي بإقتحام القوات النازية ألألمانية للحدود السوفيتية بأربعين فرقة مدرعة تساندها مئات الطائرات، وبذلك ضربَ هتلر إتفاقية عدم ألإعتداء عرض الحائط … وكانت نتيجة ذلك ألإعتداء تدمير ست آلاف مدينة وقرية سوفيتية ما عدا آلاف ألأسرى!.. ومن أجل تحرير جميع ألأراضي السوفيتية هبَّتْ جميع شعوب ألإتحاد السوفيتي للدفاع عن أرضها… لقد قدَمت شعوب ألإتحاد السوفيتي 27 مليون شهيد( 20 مليون عسكري زائد 7 ملايين متطوع) ما عدا الخراب الكبير ألذي طال البُنى التحتية، ثمّ بدأت في خمسينات القرن الماضي الحرب الباردة ضد ألإتحاد ألسوفيتي ومعاداة الشيوعية والتي تبناها رئيس الوزراء البريطاني – تشرتشل… وكان القصد من وراء ذلك هو عدم فسح المجال للإتحاد السوفيتي بالتوجه نحو تحقيق التنمية الشاملة، ولذلك السبب كانت تُخصَص 23% للدفاع من مجمل ميزانية الدولة، وحينما سُئلَ – نيكيتا خروشوف عن سبب تخصيص تلك النسبة الكبيرة من الموازنة السنوية، أجاب : حتى يمكننا الوقوف على أقدامنا ضد ألإمبريالية العالمية…. وقُبيل تفكك ألإتحاد السوفيتي نتذكر جيداً الوعود الشفوية ألتي أوعد بها – بوش ألأب لميخائيل غورباتشيوف بعدم تحرك حلف الناتو إنج واحد نحو الشرق، لكن الذي حدثَ هو أنَّ بولونيا ألتي فيها معاهدة حلف وارشو أول الدول ألتي إنضمت إلى حلف الناتو وصارت بعدها بقية دول المعسكر تتهافت للإنضمام لذلك الحلف العدواني فبعضها أصبح عضواً في الناتو وألآخر عضواً في ألإتحاد ألأوربي.…وعلى ألصعيد ألإقتصادي كانوا يتصورون أنّ أوربا الغربية ستغدق عليهم بمليارات الدولار واليورو، لكن لاحقاً عرفوا أن بلدانهم أصبحت مجرد أسواق مفتوحة لترويج سٍلع أوربا الغربية وظهرت عندهم بفترة قياسية المافيات الطفيلية.
لو نظرنا إلى الخارطة الجغرافية لروسيا ألإتحادية، سنجد أنّ في الشمال الغربي لروسيا تقع جمهوريات بحر البلطيق( أستونيا، لاتفيا، ليتفا) ألتي إنضمت لحلف الناتو وفي الظروف الراهنة نشطتْ فيها الحركة النازية الجديدة! وفي جنوب روسيا تقع كل مِن جورجيا وأوكرانيا، فشلت جورجيا بإنضمامها لحف الناتو بعد أن جابهتها روسيا بألقوة العسكرية إثرَ الهجوم المفاجيء من قِبل جورجيا على إقليم أبخازيا… ولذلك فألمخطط الشرير لحلف الناتو : دول بحر البلطيق من الشمال الغربي وجورجيا وأوكرانيا من الجنوب الغرض منه تضييق الخناق على روسيا ، وهنا يجب أن لا ننسى تصريح وزيرة الخارجية ألأمريكية – هيلاري كلنتون آنذاك : إن مساحة روسيا كبيرة جداً/ 17 مليون كم مربع/ يجب تقسيمها إلى عدة دول … ما هذه الوقاحة والصلافة !!!.
إنّ ما تقوم به روسيا من حرب خاطفة في أوكرانيا هو لغرض القضاء على النازية الجديدة وتأمين حدودها الجنوبية وعدم السماح لأوكرانيا أن تصبح عضواً في حلف الناتو