تختلط الوان الزي الكوردي بالوان الطبيعة في الربيع لتزرع شتائل البهجة في عيون الناظرين ، ولطالما كان الزي الكوردي يعبر عن تمسك هذه الأمة بقوميتها وتراثها وتاريخها الذي يمتد لآلاف السنين.
والملابس الكوردية خصوصا النسائية منها، تتكون من عدة قطع منها “الثوب” وهو فستان طويل حيث يغطي اسفل القدمين وذو كمين طويلين وتسمى “فقيانة” وهذا الفستان شفاف مزين بخيوط حريرية ناعمة وزاهية الالوان ، اما القطعة الثانية من الزي فهو الرداء الملون يوضع فوق الفستان وهو معروف باسم “كةوا” ويمكن ارتداء سترة قصيرة فوق الثوب وهذه القطعة تسمى “سةلَتة” وتكون مطرزة بأنواع من الأحجار والاقراص الفضية ، والقطعة الاخيرة هي السروال الطويل والذي يكون الوانه متناسقة مع الثوب والرداء.
وبالإضافة إلى الثوب، تتزين الكورديات بالحلي من أساور وقلادات فضلاً عن أقراط تسمى “خزيم” (العران او خزامة الانف) توضع في الأنف، كما يزين خصورهن بـ”الكَمَر” وهو حزام عادة ما يكون مصنوعاً من الذهب أو الفضة، ويضعن في أرجلهن الخلخال.
الزي الرسمي
من جانبه يقول الباحث والكاتب من خانقين، عزيز ياور، ان “الزي النسائي الكوردي بألوانها الزاهية يعطي للمرأة مزيداً من الانوثة والرقة والطاقة الإيجابية” ، مضيفاً ” فيما مضى كانت الملابس الكوردية هي الزي اليومي لجميع النساء الكورديات ، لكن الان يقتصر لبسه على نساء القرية والمناسبات ، كما ان بعض العائلات أيضا لازالت متمسكة بارتداء نسائها للزي الكوردي”.
ويصادف يوم 10 مارس/ آذار من كل عام يومًا مميزا مخصص للاحتفال فيه بالملابس الكوردية التقليدية من قبل سكان إقليم كوردستان ، من خلال ارتداء ملابسهم وفساتينهم المعتادة ، والذهاب بها الى الدوائر الرسمية والكليات والمعاهد والتجول في الحدائق العامة والشوارع بالنظر لان زي المرأة تحديدا يرمز الى السعادة والبهجة والربيع”.
الربيع والمناسبات
وتقول ميلي دانا وهي صاحبة مشغل لخياطة الملابس الكوردية، ، لـ(باسنيوز) ان “نسبة الطلب من قبل النساء لخياطة الزي الكوردي تكون كبيرة في جميع الاوقات ولكن تزدهر خياطتها ورواج ارتدائها في فصل الربيع وعيد نوروز وحفلات التخرج وحتى حفلات “خه نه به ندان” (الحنة) ” ، موضحة ” وفي اغلب الاحيان ترتدي العروسة في يوم زفافها الزي الكوردي فضلا عن ارتداء الفستان الابيض التقليدي “.
وتتابع دانا حديثها ، بالقول ان ” خياطة الزي الكوردي تكون على حسب طلب الزبونة فهي يجب ان تكون معاصرة تتوافق مع الموضة فيما اسعار خياطة الملابس تختلف من خياط الى اخر لانه يوجد خياطات يعملن من داخل منازلهن فتكون اسعارهن مناسبة حيث تتراوح مابين 20 الى30 الف دينارعراقي، و حسب نوع القماش والتصميم وهنا تختلف الأسعار” .
واذا كان ارتداء الزي الكوردي في إقليم كوردستان امراً طبيعياً ، فإن ارتداءها في شمال كوردستان (كوردستان تركيا) كان محظوراً حتى السنوات القيلة الماضية ، وفي غرب كوردستان (كوردستان سوريا) “قبل الثورة” كان محظوراً ايضاً . أما اليوم فقد تغيرت الأحوال ، وبات خياطو مدينة قامشلو في غربي كوردستان على سبيل المثال ، منشغلين بشكل دائم خصوصا مع اقتراب فصل الربيع ، وتحديدا احتفالات عيد نوروز ورأس السنة الكوردية في 21 مارس/ آذار، وهو العيد الذي يرتدي فيه الكورد لباسهم التقليدي وتتزين واجهات المتاجر فيه بالأقمشة والأثواب الملونة والمطرزة.
ويشير الخياطون في قامشلو الى تزايد الإقبال على الملابس الكوردية بعد الثورة ، حتى ان احدهم يقول بأنهم لا يتوقفون حالياً عن العمل جراء ارتفاع الطلب ، خصوصا في فصل الربيع.