بقدر ماأصبح موضوع الشرط الملفت للنظر والذي وضعه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية للتوصل للإتفاق النووي بشأن برنامجه النووي المثير للجدل، الشغل الشاغل لمتفاوضين في فيينا، فإنه وفي نفس الوقت صار مدار ومحور حديث مختلف الاوساط السياسية والاعلامية الدولية أيضا لما لهذا الموضوع من آثار وتداعيات مختلفة ليس على صعيد داخل إيران فقط وإنما حتى على صعيدي المنطقة والعالم أيضا، خصوصا إذا ماأخذنا بالحسبان أن الحرس الثوري قد کان صاحب صولات وجولات غير عادية في مختلف الامور والمسائل التي تبعث على القلق لطهران في مختلف الاتجاهات.
البيان المشترك الذي أصدر ثلاثة من کبار المسٶولين في إدارة الرئيس الامريکي السابق دونالد ترامب، ومن ضمنهم وزير الخارجية مايك بومبيو، قد لفت الانظار بقوة الى موضوع طلب إزالة الحرس الثوري من جهاز الارهاب من قبل طهران وإحتمال إستجابة واشنطن لذلك بالاستناد على ضمانات غير واضحة وغير ثابتة بأن يکف النظام الايراني عن تصعيده، وقد وصف هٶلاء المسٶولون في هذا البيان بأن:” شطب قوات الحرس الإيراني من قائمة الإرهاب الأمريكي هو استسلام خطير”، وقد قال بومبيو، روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي السابق، وجون راتكليف المدير السابق للاستخبارات الوطنية، في بيانهم مشترك، إن شطب قوات الحرس الإيراني من القائمة السوداء للإرهاب “ينفي الحقيقة الأساسية المتمثلة في أن المهمة الرئيسية للحرس الإيراني هي نشر الإرهاب”، هذا البيان قد صدر مع تأکيد المسؤولون الثلاثة السابقون في ترامب، نقلا عن تقييم سنوي لتهديدات مجتمع المخابرات الأمريكية صدر الشهر الماضي، أن النظام الإيراني يمثل تهديدا مباشرا وغير مباشر للأمريكيين وقد حاول سابقا عمليات مميتة في الولايات المتحدة.
طلب إزالة الحرس الثوري من قائمة الارهاب والذي يلح عليه النظام الايراني کثيرا الى حد إنه قد أصبح واحدا من العقبات الرئيسية من أجل التوصل لإتفاق نهائي، يثير أيضا حفيظة بلدان المنطقة خصوصا وإنها الاکثر إکتواءا بنار هذا الجهاز الذي يشرف على تدخلات النظام في المنطقة، کما إنه يثير أيضا وقبل ذلك غضب الشعب الايراني والمعارضة الرئيسية في إيران أي منظمة مجاهدي خلق، حيث ترى فيه بمثابة ضوء أخضر للنظام کي يقوم بمواصلة ممارساته القمعية بصورة أکبر وأوسع من السابق، والحقيقة أن الوصف الذي وصفه هٶلاء المسٶولون الامريکيون السابقون من إن إزالة الحرس الثوري بمثابة “إستسلام خطير”، هو وصف دقيق لأنه يعني قبول ضمني بنهج النظام الايراني المريب والذي يقوم بتنفيذه جهاز الحرس الثوري بصورة مباشرة!