ليلة 31 / آذار 1989 كان السكون مخيما في زنزانات وغرف التحقيق في تلك الليلة ، تم توزيع العشاء أو الوجبة الثانية عبارة عن صمونة صغيرة (عاشة) مع قطعتين عروك … وبعد وقت وجيز سمعت أصوات فتح ابواب الزنزانات واحدة تلو الاخرى واصوات تتعالى بسبب الضرب المبرح … كنت حينها وحدي في الزنزانة الانفرادية لا أعرف ماذا يحدث ولماذا ، ولكني أحاول أن أميز أصوات من من رفاقي في تلك الزنزانات ، وبعد وقت قصير تفاجئت بأصوات الاقفال لزنزانتي الانفرادية تنفتح ، وفجأة وبالرغم من صغر الزنزانة حيث امتلئت بأكثر من اربعة خمسة او ستة انهالوا علي بالضرب بالكيبلات والمسبات والشتائم وهم يقولون لي بأن حزبكم الحزب الشيوعي العميل ارسل لكم هدية بمناسبة عيد ميلاده ….
بعد غلق الزنزانة ورغم الألم من الضرب المبرح ، شعرت حقا بفرح كبير وانا ارى رد فعل الجلاوزة وفقدان اعصابهم في تلك الليلة ليلة ميلاد الحزب الشيوعي العراقي ، في تلك الليلة شعرت حقا بقوة الحزب وصلابته وعندها ايضا عرفت بان اليوم يصادف 31 آذار 1989….
نعم قدمنا الكثير قربانا على مذبح الحرية والعراق وبعد هذا العمر الطويل ومشواره وتحملنا الغربة والامراض المزمنة وعذابات لا تنتهي بفقدان الاحبة .. كواكب الشهداء ، نقول لو رجع الزمن مرة اخرى لأخترنا الطريق نفسه ، انه الطريق الصواب ورغم الصعاب هو الطريق للقرار الوطني وبناء مجتمع متحضر ومتمدن يحترم فيه الانسان لاخيه الانسان ، ويحترم المرأة التي هي اساس المجتمع ، واحترام خصوصيات جميع الاقليات وحمايتها ، من اجل لقمة العيش بكرامة ومن اجل وطن حر وشعب سعيد…
المجد والخلود وكل المجد لشهداء حزبنا الشيوعي العراقي والحركة الوطنية
المجد وكل المجد للجنود المجهولين من الناس الطيبين الذين قدموا الكثير للشيوعيين في نضالهم وكانوا ومازالوا حقا جنود مجهولين لهم كل الطيبة والمحبة ننحني اجلالا لمواقفهم الانسانية والوطنية في شد ازر نضال الحزب في عمله السري والى يومنا هذا ..
تحية لمعلمي الأول ابراهيم خليل الخطيب العاني ( ابو خليل ) احد قادة انتفاضة الشعب العراقي في 1952 الذي علمني الحرف الاول في النضال من اجل الحرية والدفاع عن الطبقة العاملة …
تحية لطيبة الذكر امي تريزا موشي هرمز ( أم يوسف ) التي عاشت حياتها بصدق مع رفيقها الطيب الذكر زومايا طوانه (ابو يوسف ) الذي كان امينا على اسرار حزبه برغم ما تعرض له تعذيب وحياة صعبة … لهم المجد
تحية لجميع الامهات الطيبات امهات المناضلين والناس الطيبة الذين كانوا عون لنا في كل خطوة
تحية لكل اخت ورفيقة قدمت خدمة حتى ولو صغيرة في خضم النضال ضد اعتى ديكتاتورية في العراق ومازال عطاءها مستمر
تحية لكل حبيبة وزوجة كان لمواقفها سندا لنا وانتظار رغم المحن والمستقبل المجهول
عاش نضال الحزب الشيوعي العراقي
في عيد ميلاده الميمون 88