عندما کان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في أوج قوته وعافيته وفي ذروة قيامه بمختلف ممارساته القمعية التعسفية ضد الشعب الايراني، کانت منظمة مجاهدي خلق وفي تلك الايام العصيبة حيث کانت أغلب بلدان العالم وبشکل خاص البلدان الغربية تتبع سياسة مسايرة ومماشاة ومهادنة النظام، ترفع لوحدها شعار إسقاط النظام وتدعو الشعب الايراني للنضال من أجل ذلك وتطالب المجتمع الدولي بدعم وتإييد نضال الشعب الايراني ونضال المنظمة من أجل تحقيق هذا الهدف.
رفع شعار إسقاط النظام، لم يکن شعارا تکتيکيا ومرحليا وانما کان شعارا إستراتيجيا رفعته المنظمة عن قناعة تامة بعد أن تدارست الاوضاع في إيران من کل الجوانب، ولاريب فإن المنظمة کانت کما يبدو ترى ماسيحدث اليوم وکيف إن هذا النظام سيقود إيران والاوضاع فيها وفي المنطقة الى طريق مسدود لايمکن فتحه إلا بإسقاط النظام.
مشکلة الشعب الايراني الاساسية هو هذا النظام والاوضاع البائسة التي تسبب بإختلاقها، مشکلة المنطقة هو هذا النظام بسبب من تدخلاته السافرة فيها من مختلف الجوانب ومشکلة العالم هو ظاهرة التطرف والارهاب الذي يمکن إعتبار هذا النظام بٶرته ومرکزه الاساسي، ولذلك فإن بقاء هذا النظام الاجرامي المشبوه يعني بقاء معظم المشاکل والازمات والاوضاع السلبية والتهديدات والاخطار المحدقة بسببه، ولذلك فإن شعار إسقاط النظام والذي کان الکثيرون يرون فيه الکثير من المبالغة والتهويل، جاء اليوم الذي صار الجميع يٶمنون ويثقون بهذا الشعار، وحتى إن وصول محادثات فيينا الى مفترق يطالب فيه هذا النظام بصراحة فجة بشطب الحرس الثوري من قائمة الارهاب مقابل ضمانات واهية، يدل على إن هذا النظام لايمکن أن يٶتمن وإنه لن يصبح أبدا نظاما طبيعيا يمکن الرکون إليه.
إسقاط النظام الايراني الذي صار اليوم بمثابة مطلب ملح جدا على أکثر من صعيد ذلك إن التغيير الجذري في إيران هو الطريق الحقيقي لحل المشکلة الايرانية والحل الوحيد الذي لامناص منه، تبرز أهميته أکثر عندما نجد أن کافة شرائح وأطياف الشعب الايراني صارت تطالب به وتجده الحل الوحيد لکافة مشاکلها، لأن هذا النظام وکما أکدت منظمة مجاهدي خلق هو بنفسه أساس المشکلة ومن دون التصدي للأساس فإن أي جهد أو عمل آخر يعتبر ثانويا ولن يغير من واقع الامر شيئا.
إنکشاف وإفتضاح النظام الايراني شر فضيحة أمام العالم کله وظهوره على حقيقته البشعة والکريهة، إنما هو حاصل تحصيل نضال مرير تخوضه منظمة مجاهدي خلق منذ 42 عاما بلا هوادة ودونما توقف، وإن کل ماقد دعت إليه المنظمة وطالبت به وحذرت منه، فإن الاحداث والتطورات قد أکدت مصداقيتها الواحدة تلو الاخرى، وهذا أكبر دليل على إن المنظمة تعمل وتناضل وتفکر باسلوب وطريقة تجعل فيه من مصلحة الشعب الايراني فوق کل إعتبار، وهذا هو السر الذي جعلها الطرف السياسي الوحيد الذي بإمکانه أن يقول وبکل ثقة بأنه بديل النظام.