الجمعة, نوفمبر 29, 2024
Homeمقالاتهل هناك رب يحمي العراق من حرائق  النخب السياسية المتنفذة ؟!:جمعة عبدالله

هل هناك رب يحمي العراق من حرائق  النخب السياسية المتنفذة ؟!:جمعة عبدالله

 
ربما لم يخطر على العقل والخيال ,  من غرائب وعجائب في  الفساد السياسي والمالي  والأخلاقي ,  لهذه الأحزاب المتنفذة التي جاءت بالدبابة الامريكية , وتصورت العراق بأنه ( مغارة علي بابا ) . أو غنيمة حرب لكي تنهب وتسرق كنوزه وامواله  بكل الطرق الشيطانية , وأن يصبحوا هؤلاء الفرسان  بين ليلة وضحاها , أصحاب الملايين الدولارية , والمصيبة الأعظم يتحدثون بأسم الدين والمذهب . بإسم اتباع الدين ورموزه المقدسة , يدعون انهم يمثلون المكونات التي ينتمون إليها , ولكن وضعوا مكوناتهم من أبناء جلدتهم  في المزاد العلني  الرخيص . في انتهاج  سياسة عاهرة بالنفاق والدجل , حتى لم يتركوا  أية  قيمة لهذه المكونات التي حملتهم على اكتافها  , والفادحة  الاعظم ان الجهلة والاغبياء يسجدون ويعتقدون بهم , ويدينون لهم  بالثقة المطلقة التي لا تتزعزع , ولم يبصروا ويدركوا  حقيقة   هؤلاء الخراتيت  , بأنهم  نتاج فضلات دورة المياه القذرة ,  وزوراً أنهم  حماة المذهب وحصنه المنيع , وحراس الطائفية الأمناء على العهد والولاء والامانة ,, ما هو  إلا الضحك على ذقون الجهلة والاغبياء ,  بسفاهتهم المقززة  والتافهة , أنهم  سراق خيرات واموال العراق بدون وخز ضمير وشرف وأخلاق , هؤلاء الثعالب  السياسية الماكرة ,  يبيعون الغالي والنفيس من اجل المنصب والكرسي , وعندما يختلفون على توزيع حصص الغنائم , تشتعل الحرائق والتفجيرات الدموية التي تطال عشرات الابرياء , لا ذنب لهم سوى  انهم ضحايا الخلاف والخصام والتنافس  السياسي والمالي  على المناصب   .  من يصدق  بأن نسبة الفقر في العراق تقترب من 40% , والعراق يرقد على بحر الذهب الاسود , هل يعقل آلاف المشاريع  الوهمية , التي  كلفت العراق اموالاً طائلة تعد بالمليارات الدولارية , لا وجود لها سوى على الورق ,  وذهبت اموالها  الى جيوب السراق واللصوص , دون محاسبة ومراقبة ومساءلة  , نتيجة غياب القانون ودور المراقبة والمحاسبة  . بهذا الشكل تعبث الجرذان بالخراب ,  وبالسطو على أموال وخيرات العراق  , هل يعقل هناك الآف  من يستلمون اكثر من راتب تقاعدي قد  يصل الى أكثر من  عشرة رواتب تقاعدية , وهي خاصة  الى حواشيهم  وأتباعهم , وهذه  تستنزف خزينة الدولة اموالاً خرافية طائلة , تحت  ذريعة  شرعية القانون ,  المفصل على قياساتهم ,ويحرم المواطن البسيط من لقمة العيش . هل يعقل بلد يصدر يوميا 4 ملايين برميل من النفط الخام في اليوم الواحد ,  ولا تذهب الأموال  الى الاستثمار والتنمية  ,  في تطوير الخدمات والمشاريع الصناعية والعامة  , وفي مشاريع التطوير وتحسين الحياة المعيشية ,  وأقامة المشاريع التي تمتص زخم  البطالة العالية جداً  بين الشباب , هل يعقل عشرات الآف من  الشباب الذين  انهوا دراساتهم الجامعية  , ولا يجدون فرصة عمل في اختصاصاتهم , ويضطرون أن يعملوا في الأعمال  الحرة الصعبة والشاقة  ,وحتى  في الأسواق  كحماميل ؟ ولكن لمن تشتكي وتستغيث ؟ . والله رب العالمين  ترك الشعب في حضيرة  غابة الوحوش  , لم يسمع صرخات الاستغاثة والتوسل والرجاء , لم يسمع صراخات النحيب والآهات المفجوعين   , هل هناك رب لهذا الشعب الفقير يحميه من قطعان الذئاب الشرهة بالجشع المجنون ؟  انهم طغاة لا يعترفون بالدين والمذهب والاخلاق  , سوى نفاقهم وزورهم , بأنهم حماة المذهب وابناء جلدتهم محرمون  من أبسط  شروط الحياة الكريمة, بعضهم يجد قوته اليومي في حاويات القمامة , بعضهم يسكنون البيوت العشوائية كأنها خرائب عفا عليها الزمان  لا تصلح إلا للحيوانات السائبة . متى يفيق الشعب ويمزق ثوب الذل المهانة, ثوب الفقر والجوع والعوز , وينادي بأعلى صوته : اين حقي ؟؟ . لم يعد السكوت إلا كفراً وجريمة , ولم يعد الذل إلا أستسلاماً للمهانة , اين هم  من قول  الامام الحسين ( ع ) حين صرخ في وجه الظلم والظالمين ( هيهات منا المذلة ) , أن الشعب الذي لا يحمل الروح ( ابو ذر الغفاري ) في المطالبة بحقوقه الشرعية  يعني أنه  يستسلم للخنوع  ,  وأن تكون حياته  بين الحفر كالجرذان . هؤلاء النخب السياسية هم  اصل البلاء والفقر والحرمان  .  يقودون العراق الى الهلاك  والقادم أسوأ    . . ……….   والله يستر العراق من مهازل الزمن الأسود .
εικόνα.png
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular