ربما لم يخطر على العقل والخيال , من غرائب وعجائب في الفساد السياسي والمالي والأخلاقي , لهذه الأحزاب المتنفذة التي جاءت بالدبابة الامريكية , وتصورت العراق بأنه ( مغارة علي بابا ) . أو غنيمة حرب لكي تنهب وتسرق كنوزه وامواله بكل الطرق الشيطانية , وأن يصبحوا هؤلاء الفرسان بين ليلة وضحاها , أصحاب الملايين الدولارية , والمصيبة الأعظم يتحدثون بأسم الدين والمذهب . بإسم اتباع الدين ورموزه المقدسة , يدعون انهم يمثلون المكونات التي ينتمون إليها , ولكن وضعوا مكوناتهم من أبناء جلدتهم في المزاد العلني الرخيص . في انتهاج سياسة عاهرة بالنفاق والدجل , حتى لم يتركوا أية قيمة لهذه المكونات التي حملتهم على اكتافها , والفادحة الاعظم ان الجهلة والاغبياء يسجدون ويعتقدون بهم , ويدينون لهم بالثقة المطلقة التي لا تتزعزع , ولم يبصروا ويدركوا حقيقة هؤلاء الخراتيت , بأنهم نتاج فضلات دورة المياه القذرة , وزوراً أنهم حماة المذهب وحصنه المنيع , وحراس الطائفية الأمناء على العهد والولاء والامانة ,, ما هو إلا الضحك على ذقون الجهلة والاغبياء , بسفاهتهم المقززة والتافهة , أنهم سراق خيرات واموال العراق بدون وخز ضمير وشرف وأخلاق , هؤلاء الثعالب السياسية الماكرة , يبيعون الغالي والنفيس من اجل المنصب والكرسي , وعندما يختلفون على توزيع حصص الغنائم , تشتعل الحرائق والتفجيرات الدموية التي تطال عشرات الابرياء , لا ذنب لهم سوى انهم ضحايا الخلاف والخصام والتنافس السياسي والمالي على المناصب . من يصدق بأن نسبة الفقر في العراق تقترب من 40% , والعراق يرقد على بحر الذهب الاسود , هل يعقل آلاف المشاريع الوهمية , التي كلفت العراق اموالاً طائلة تعد بالمليارات الدولارية , لا وجود لها سوى على الورق , وذهبت اموالها الى جيوب السراق واللصوص , دون محاسبة ومراقبة ومساءلة , نتيجة غياب القانون ودور المراقبة والمحاسبة . بهذا الشكل تعبث الجرذان بالخراب , وبالسطو على أموال وخيرات العراق , هل يعقل هناك الآف من يستلمون اكثر من راتب تقاعدي قد يصل الى أكثر من عشرة رواتب تقاعدية , وهي خاصة الى حواشيهم وأتباعهم , وهذه تستنزف خزينة الدولة اموالاً خرافية طائلة , تحت ذريعة شرعية القانون , المفصل على قياساتهم ,ويحرم المواطن البسيط من لقمة العيش . هل يعقل بلد يصدر يوميا 4 ملايين برميل من النفط الخام في اليوم الواحد , ولا تذهب الأموال الى الاستثمار والتنمية , في تطوير الخدمات والمشاريع الصناعية والعامة , وفي مشاريع التطوير وتحسين الحياة المعيشية , وأقامة المشاريع التي تمتص زخم البطالة العالية جداً بين الشباب , هل يعقل عشرات الآف من الشباب الذين انهوا دراساتهم الجامعية , ولا يجدون فرصة عمل في اختصاصاتهم , ويضطرون أن يعملوا في الأعمال الحرة الصعبة والشاقة ,وحتى في الأسواق كحماميل ؟ ولكن لمن تشتكي وتستغيث ؟ . والله رب العالمين ترك الشعب في حضيرة غابة الوحوش , لم يسمع صرخات الاستغاثة والتوسل والرجاء , لم يسمع صراخات النحيب والآهات المفجوعين , هل هناك رب لهذا الشعب الفقير يحميه من قطعان الذئاب الشرهة بالجشع المجنون ؟ انهم طغاة لا يعترفون بالدين والمذهب والاخلاق , سوى نفاقهم وزورهم , بأنهم حماة المذهب وابناء جلدتهم محرمون من أبسط شروط الحياة الكريمة, بعضهم يجد قوته اليومي في حاويات القمامة , بعضهم يسكنون البيوت العشوائية كأنها خرائب عفا عليها الزمان لا تصلح إلا للحيوانات السائبة . متى يفيق الشعب ويمزق ثوب الذل المهانة, ثوب الفقر والجوع والعوز , وينادي بأعلى صوته : اين حقي ؟؟ . لم يعد السكوت إلا كفراً وجريمة , ولم يعد الذل إلا أستسلاماً للمهانة , اين هم من قول الامام الحسين ( ع ) حين صرخ في وجه الظلم والظالمين ( هيهات منا المذلة ) , أن الشعب الذي لا يحمل الروح ( ابو ذر الغفاري ) في المطالبة بحقوقه الشرعية يعني أنه يستسلم للخنوع , وأن تكون حياته بين الحفر كالجرذان . هؤلاء النخب السياسية هم اصل البلاء والفقر والحرمان . يقودون العراق الى الهلاك والقادم أسوأ . . ………. والله يستر العراق من مهازل الزمن الأسود .