أُطلقت في قضاء سنجار خلال الاسبوع الماضي حملة للقضاء على الكلاب السائبة أسفرت عن تسميم 200 كلباً سائباً، بحسب عدة مصادر والتي أكدت بأن الحملة نفذتها “دوائر حكومية”.
يعاني سكان قضاء سنجار (120 كم غربي الموصل) منذ عامين من ازدياد أعداد الكلاب السائبة وتكاثرها باستمرار، معتبرينها خطراً على حياتهم وبأن الحل الوحيد أمام الحكومة هو القضاء عليها من خلال تسميمها.
وقال الناشط مدني في قضاء سنجار حسين سعيد، لـ(كركوك ناو)، “بدأت الشرطة والبلدية الاسبوع الماضي حملة للتخلص من ما لا يقل عن 200 كلباً سائبً عن طريق إعطائها لحوماً مسممة، لكن هذه طريقة سيئة لتخفيف احتجاجات المواطنين ومخاوفهم من ازدياد أعداد الكلاب السائبة في سنجار والنواحي المحيطة بها”.
حملة القضاء على الكلاب جاءت بناءً على طلب عدد من سكان المنطقة الذين راجعوا البلدية والشرطة مطالبين بإيجاد حل لهذه المشكلة، حسب الناشط حسين سعيد.
وقال مصدر أمني في مركز قضاء سنجار –رفض الكشف عن اسمه بحجة أنه غير مخول بالتصريح- “تم القضاء على الكلاب بناءً على طلب الأهالي بعد ازدياد أعدادها، قرار التخلص منها لم يكن من قبل الشرطة والبلدية فقط، بل أن معظم الدوائر الحكومية في سنجار وأطرافها أبدت موافقتها على القرار”.
حول عدد الكلاب التي تم تسميمها، قال المصدر بأن “عددها وصل الى 200 كلب”.
حملة الاسبوع الماضي لقتل الكلاب السائبة بصورة جماعية هي الثالثة في غضون السنوات الثلاث المنصرمة.
في عام 2021، تم تسميم 40 كلباً سائباً في يوم واحد، وفي 2020 سُمم 50 كلباً، الأمر الذي اثار امتعاض الناشطين المدنيين في المنطقة.
وقال مدير ناحية سنوني، خوديدا جوكي، لـ(كركوك ناو)، “أعداد الكلاب السائبة تزايدت بشكل كبير، في العام الماضي قضينا على عدد منها، لكننا تعرضنا للانتقادات، لذا نأت إدارة الناحية هذا العام بنفسها عن قتل أي كلب سائب”.
“طلبنا من الجهات المعنية حل مشكلة الكلاب السائبة بطريقة أخرى، لكن دون فائدة”، وأضاف خوديدا جوكي، “لا أقول بأن الحل هو في قتلها، لكن ليس من المعقول أيضاً أن ندع الكلاب تهاجم الناس وتؤذيهم وتشكل خطراً على حياتهم… بمقدور الحكومة تخصيص مأوى خاص بهذه الكلاب”.
ذلك كان نفس المقترح الذي طرحته الادارة المحلية للمنطقة على إدارة محافظة نينوى خلال العامين الماضيين.
من جانبه قال مدير شعبة البيطرة في ناحية سنوني خلف حيدر، لـ(كركوك ناو)، “لا يوجد في محافظة نينوى مكان خاص بإيواء الكلاب السائبة، وهذه مشكلة كبيرة، ليس لقضاء سنجار وحده، بل لعموم محافظة نينوى”.
وشدد حيدر على أن المديرية العامة لبيطرة نينوى وجهت طلباً الى إدارة محافظة نينوى بهذا الخصوص، لكن لم يُصدر أي قرار حتى الآن.
أطفالنا مذعورون والنساء لا يستطعن الخروج، بالأخص في ساعات الليل
وحاولت (كركوك ناو) خلال اليومين الماضيين الحصول على تصريحات من نائبي محافظ نينوى، لكن دون نتيجة.
حسب إحصائية غير رسمية لإدارة قضاء سنجار، يوجد أكثر من ألف كلب سائب في مركز القضاء والنواحي التابعة له، منتشرة في الشوارع والأزقة.
على مدار العامين الماضيين، تعرض ما لا يقل عن 10 اشخاص لجروح جراء مهاجمتهم من قبل الكلاب السائبة، فضلاً عن الأضرار التي لحقت بالدواجن.
بركات عيسى، موظف حكومي في سنجار، قال لـ(كركوك ناو)، “أطفالنا مذعورون والنساء لا يستطعن الخروج، بالأخص في ساعات الليل”.
وتابع قائلاً، “معظم تلك الكلاب تأتي من القرى التي أخليت من سكانها في الأعوام الماضية… إذا لم تخصص الحكومة مأوى خاص بها، فالحل الوحيد هو القضاء عليها”.
وقال خلف حيدر، “لدي حلان، إما التخلص منها، أو تخصيص مكان لإيوائها”.
لكن الناشط المدني حسين سعيد يقول، “الحل الأمثل هو توفير مأوى لهذه الكلاب وجمعها هناك”.
عمار عزيز – نينوى