يسعى معهد “ميرزو” للموسيقى في قضاء سنجار غرب الموصل إلى تعليم الأطفال والشباب والفتيات الأيزيديات الموسيقى، للحفاظ على التراث الموسيقي الأيزيدي إلى جانب مساعدة الأيزيديين نفسيا للتخلص من آثار الإبادة التي تعرضوا لها على يد تنظيم داعش عام 2014.
وأسس الموسيقار الكُردي السوري المغترب، غني ميرزو، معهد “ميرزو” للموسيقى عام 2019 في مدينة سنجار، الذي يقدم دروسا فنية وثقافية وترفيهية للكبار والصغار من أهالي سنجار بالمجان، حيث يستقبل المعهد يوميا العشرات من المشاركين وهواة ومحبي الموسيقى.
تعلمت واجدة خيرو بيسو، وهي فتاة أيزيدية نجت هي وعائلتها من الإبادة في سنجار، الموسيقى في المعهد حيث كانت من أوائل المشاركات في الدورات الموسيقية، وتمكنت خلال السنوات الماضية من إتقانها أكاديميا حتى أصبحت مؤخرا مدربة في المعهد تقدم دروسا للمشاركين الجدد.
تقول بيسو لموقع “ارفع صوتك”: “إلى جانب تعلمي الموسيقى والعزف على العديد من الآلات الموسيقية، تمكن المعهد عبر الموسيقى من تقليل معاناتنا والتخفيف من الضغوطات النفسية التي تعرضها لها الأيزيديون بسبب الإبادة خصوصا النساء والفتيات والأطفال”.
أما سندس محمود سليمان، وهي مشاركة أخرى في المعهد، فتقول لموقع “ارفع صوتك”: “إلى جانب تعلم الموسيقى تعرفت على العديد من الأصدقاء الذين يشاركونني في دروس الموسيقى. وفي الوقت ذاته، ساهم المعهد حتى الآن في إخراجنا من أجواء الإبادة ومعاناة الحياة الصعبة التي عشناها خلال السنوات الماضية، إلى جانب تحويل الطاقة السلبية المحيطة بنا إلى طاقة إيجابية”.
ويعمل المعهد عبر تعليم الموسيقى على تشكيل فرق موسيقية أكاديمية تمثل سنجار داخل العراق وخارجه، إلى جانب سعيه لفتح العديد من فروعه في سنجار ومناطق كردستان الأخرى فيما إذا تلقى دعما من الجهات المعنية في حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية والمنظمات الدولية والمحلية.
يقول مدير المعهد، فهد حربو خدر، لموقع “ارفع صوتك”: “الخطوات التي نتخذها للحفاظ على التراث الموسيقي الأيزيدي هي الاستماع الدائم لما يصل إلينا من أشرطة الكاسيت والتسجيلات القديمة للموسيقيين والمغنين الأيزيديين والشرح الأكاديمي للمستوى الفني الذي وصلوا إليه، إلى جانب إعادة غناء الكثير من الأغاني التراثية القديمة وتجديدها مع الحفاظ على أصالتها”.
وتشير إحصائيات المعهد إلى أن أكثر من 200 طفل أيزيدي استفادوا من الدروس والنشاطات التعليمية التي يقدمها المعهد، إلى جانب مشاركة المئات من الأطفال والعشرات من الكبار في النشاطات الفنية والترفيهية والتعليمية التي يقدمها المعهد لأهالي سنجار وأطرافها.
ويلفت حربو إلى أن المعهد يواجه مجموعة من العوائق. “المعهد في مراحله الأولى، لذلك يواجه عوائق كثيرة مثل صعوبة توصيل الطلاب من الأماكن البعيدة، وعدم وجود أي دعم مقدم من جهات حكومية أو منظمات غير حكومية، إلى جانب حاجتنا إلى الكثير من الآلات الموسيقية كون المعهد يستقبل مئات الطلاب أسبوعيا، إضافة إلى حاجة المعهد إلى الدعم المعنوي والمادي لتوسيعه وتوظيف أساتذة مختصين من أجل تقديم خدمات أكبر”.
ويختتم حربو حديثة بالإشارة إلى أن الهدف الرئيسي للمعهد هو “زرع الأمل في قلوب الناس وحثهم على إعادة الحياة وبناء سنجار بكل تفاصيلها من جديد وبكل مكوناتها الجميلة التي تمتلك ثقافة عريقة جداً”.
