ديجيتال ميديا ان ار تي
نقلت مجلة “دير شبيغل” الألمانية عن لاجئين سوريين، قولهم إنه جرى في القنصلية الألمانية بأربيل تلقي أموال لقاء منح تأشيرات سفر إلى ألمانيا، مشيرة إلى أن التحقيقات مستمرة في هذه المسألة.
وقالت المجلة في تقرير لها، نشر أمس الاثنين، 26 تشرين الثاني 2018، إنه بالنسبة لـ “جاسم الذي لم يلتق عائلته وأولاده منذ سنوات بعد هجرتهم لألمانيا بعد العام 2015، وباءت كل محاولاته للالتحاق بهم بالفشل، ليجد نفسه عالقا في أربيل، ومن أجل تحقيق غايته أبلغه شخص التقاه في أربيل بان هناك طريقة مضمونة للوصول إلى ألمانيا، ونسبة نجاحها كبيرة جدا، وأنه يستطيع استحصال فيزا (تأشيرة سفر) ألمانية له، وبواسطتها يستطيع السفر إلى ألمانيا بالطائرة.
وأضاف التقرير أن ” جاسم اتفق مع المهرب على دفع 12000 دولار له لقاء الفيزا، وأن يدفع المبلغ بعد أن توضع الفيزا على جواز سفره، وأخبره المهرب أنه يمكنه طلب حق اللجوء في ألمانيا حال وصوله إليها وأن هذه الفيزا ستسهل له الوصول إلى ألمانيا بلا مشاكل”.
وحقق المهرب ما وعد به، وحصل جاسم على جواز سفر عليها صورته مع استمارة من المهرب، كان جاسم قد تقدم في 18 تشرين الأول 2017 بطلب الفيزا إلى القنصلية الألمانية بأربيل من خلال برنامج القبول الدولي وحصل بعد أسبوعين على الفيزا (من القنصلية الألمانية في أربيل)، وفي 21 تشرين الثاني، طار جاسم من بغداد إلى إسطنبول، ثم إلى ألمانيا، ولم يواجه مشكلة عند تدقيق جواز سفره، وكانت الفيزا حقيقية.
وبعد الوصول إلى ألمانيا، لم يعد جاسم بحاجة إلى جواز السفر الذي يحمل التأشيرة، وفي المطار الألماني جاء شخص إلى جاسم (46 عاما) وأخذ منه جواز السفر، وكان ذلك بناء على اتفاق مسبق بين جاسم والمهرب في أربيل، وهكذا حقق جاسم ما كان يبغي.
وأوضح التقرير ان “الفيزا لقاء ثمن، نظام فاسد قائم على معاناة اللاجئين”، فيما تظهر قائمة سرية بالملفات المشبوهة أن ملف جاسم مجرد واحد من العديد من تلك الملفات، كما تظهر وثائق السلطات المعنية، بعد نشر هذه المعلومات من قبل “دير شبيغل” أن هذه المسائل قد تثير اضطرابات جدية بالنسبة للقنصلية العامة ومسألة منح التأشيرات للاجئين، وقد استغرق التحقق من شكوى طويلاً وربما لم يستغرق الكثير من الوقت.
وأظهرت تحقيقات القنصلية العامة أن 24 طلبا (للحصول على فيزا) تم التلاعب بها، وقد يكون ذلك هو سبب منح التأشيرات بطريقة غير قانونية، وهناك مؤشرات تثير الشك في أن العدد أكبر من هذا.
وبحسب التحقيقات فإن عدد طلبات الفيزا المشبوهة في أربيل موضع تساؤل، ويظهر أنه ملف خاص، حيث تظهر من اللقاءات التي أجرتها “دير شبيغل” مع عدد من اللاجئين، وكذلك وثائق المكتب الفدرالي للمهاجرين واللاجئين والوثائق المحلية للسلطات، صورة شبكة تهريب خبيرة مع موظفين فاسدين في القنصلية ومساعدين لهم في ألمانيا.
وأشار التقرير إلى ان ” هذه التجارة انطلقت في أربيل من عدد من المقاهي، حيث كان يلتقي المهربون واللاجئون، وكانت أسعار التأشيرات مختلفة، تبدأ بألفي دولار أمريكي وصولا إلى ثلاثة عشر ألفا”، وحسب تحقيقات “دير شبيغل”، كان هناك حراس عراقيون يتحدثون الألمانية، يقومون بالتوسط بين قسم التأشيرات في القنصلية الألمانية والمهربين، ما يظهر أن لهؤلاء الموظفين تأثيرا على سير عملية منح التأشيرات.
وبين أنه “مع أن الدائرة المشبوهة في القنصلية العامة ضيقة، لكن الوثائق التي تم جمعها لم تخضع للتحقيق لفترة طويلة. كما لم تعرف أسماء المهربين الذين اتصلوا باللاجئين، ولم يتم الكشف عن المتعاونين معهم، الذين تسلموا جوازات السفر الخاصة بالسوريين الذين وصلوا فعلا إلى مقاصدهم”.
وعن سبب عدم الكشف عن المسألة قبل ظهور تحقيقات دير شبيغل، تقول الشرطة الاتحادية الألمانية أن الأمر كان بحاجة إلى تحقيقات كثيرة وتقييم ملفات كثيرة.
وكانت وزارة الخارجية الألمانية اعلنت في وقت سابق، أنها تلقت معلومات عن هذه الخروقات في أربيل، في تشرين الثاني 2017، وأنها اتخذت إجراءاتها، لمنع تكرار حصولها، وأسرعت في تبليغ مسؤولي التحقيق في القضية بها، وأفادت أنها
حالت دون منح المزيد من هذه التأشيرات المشبوهة في أربيل، لكن معلومات “دير شبيغل” تقول إن الحراس المحليين مازالوا يمارسون عملهم في حماية القنصلية العامة.