بعد الجزء السابق عن التقديم/ المقدمة ابدأ بفصول الكتاب وحسب تسلسلها
الفصل الأول من ص25 الى ص55 ويتضمن أربعة مواضيع هي
1ـ السيرة الذاتية ص(25 ـ 28) لم يُذكر اسم كاتبها
2 ـ ابن خلدون الذي “اقتفاه” الوردي ص(29 ـ 34) لم يُذكر أسم الكاتب ولكن يبدو من الهامش انه مأخوذ من: معجم عمارة الشعوب الإسلامية/د. علي ثويني/بيت الحكمة بغداد 2006
3 ـ علي الوردي رائد الفكر الاجتماعي التنويري في العراق ص (35ـ 51) د. إبراهيم الحريري
4 ـ خواطر مع الدكتور علي الوردي ص (52 ـ 55)محمد علي محيي الدين.
…………………
1 ـ السيرة الذاتية:
التي اطلق عليها كاتبها (السيرة الوردية) و التي ورد فيها الغريب العجيب والمعيب الذي يجب ان يتوقف عندها كل الأساتذة الذين شاركوا في انجاز هذا الكتاب وتقديمه للقراء بما فيهم المشرفين على دار الكتب و الوثائق العراقية … كيف لا يقف كاتب من عدم اهتمامه بما كتب ونشر؟ كيف لا يقف متعلم عندما يجد نفسه انه جاهل؟ كيف لا يقف متخصص عندما يُساء الى تخصصه؟ كيف لا يقف انسان عندما يجد انه ساهم في المساس بموقفه/موقعه العلمي؟ الحقيقة انا استغرب ذلك!!!!!!!!!!!!
اليكم ما أقصد والذي تطرقتُ اليه في مقالتي رسالة خاصة(7):
1ـ ورد اسم الدكتور الوردي في هذه السيرة الوردية كما التالي: [هو علي بن حسين بن عبد الجليل الوردي…وهذا خطأ مثير حيث عشرات الأساتذة المهتمين بالوردي و المشروع العراقي لصاحبه الوردي و تفوت عليهم مثل هذه النقطة و الغريب كما قلتُ سابقاً ان هذا الاسم موجود في الويكيبيديا ايضاً] وهذه الحالة لها احتمالين : الأول هو: إن مُعِدْ السيرة الذاتية نقشه من الويكيبيديا والاحتمال الثاني انه هو من نشره في الويكيبيديا وانا اُرشح الاحتمال الأول. والعجيب ان كاتب في كتاب عن شخصية مهمة لا يكلف نفسه التأكد من الاسم الكامل لتلك الشخصية!!!! وللتأكيد على عدم الدقة و الحرص فأن نفس الاسم ورد في نفس الكتاب في الفصل الخامس (الريادة والإفادة) ص (215 ـ264) الموضوع رقم (2) تحت عنوان: [فكر النهضة في العراق/ السرد والصحافة وعلم الاجتماع] ص (225 ـ 244) / الأستاذ سعد محمد رحيم حيث ورد الاسم في ص(231) عندما كتب التالي: [خرج علي حسين عبد الجليل الوردي من بيئة علمية دينية محافظة فقد ولد في الكاظمية في العام 1913. درس في الجامعة الامريكية ببيروت وحصل على شهادة الماجستير في العام 1948 من جامعة تكساس الأمريكية وعلى شهادة الدكتوراه عام 1950 من نفس الجامعة حيث تنبأ له رئيس الجامعة وهو يسلمه الشهادة: (أيها الدكتور الوردي ستكون الأول في مستقبل علم الاجتماع….)] انتهى
ان هذا الاسم [علي حسين عبد الجليل] طرحه ايضاً أحد الأساتذة المساهمين في هذا الكتاب في مقالة له نشرها في نفس عام/سنة صدور الكتاب أي 2010 وهو صديق للراحل الوردي وأجرى معه حوار صحفي و احتفظ منه بمخطوطة بخط يده وأقصد هنا السيد قاسم حسين صالح حيث ورد في مقالته: [علي الوردي…اوراق لم تُنشر] بتاريخ 08.12.2010 الرابط:
https://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=41133&catid=213&Itemid=620
حيث كتب التاليَ: [وكنت، حين اختلف معه في الرأي، اطرحه بما يجلي الغموض عندي ويزيد المعرفة من عالم فذّ كان في عطائه كنخلة أعثقت بما هو شهي و طازج.. لكن الرعب حينها، اوقفه من طرح ثمارها. كيف لا والرجل أسمه علي حسين عبد الجليل الوردي، ومن اهالي الكاظمية، وصاحب كتاب (وعّاظ السلاطين). وما أرعبه أكثر انهم ابلغوه بأن (الرئيس القائد..غير راض عنك)] انتهى
وهذه الحالة لها احتمالين هما: أنه نقشه من الويكيبيديا او اعتمد هذا الكتاب مصدراً له. والمشكلة هنا هي ان الويكيبيديا و هذا الكتاب وتلك المقالة أصبحت و ستصبح مصدراً لبحوث ودراسات وربما رسائل ماجستير و اطاريح دكتوراه في المستقبل القريب!!!
ثانياً ـ ورد في السيرة الوردية ايضاً [ثم عاد الى المدرسة وأكمل وأصبح مُعَّلِمْ في مدارس الكاظمية لمدة سنتين بعد تخرجه من الدراسة الإعدادية ثم سافر بعدها للدراسة في الجامعة الامريكية في بيروت ثم جامعة تكساس حيث نال شهادة الماجستير عام 1947 في علم الاجتماع ثم تحصل في عام 1950 على الدكتوراه بدرجة امتياز من نفس الجامعة مما نال تكريم حاكم الولاية] انتهى
*تعليق: على حد علمي ومن المنشور بكثرة عن الوردي انه لم يُعيّن معلماً في مدارس في الكاظمية حيث المعروف او المنتشر عن الراحل الوردي انه تم تعيينه معلم في الشطرة في 1937 ـ 1938 وكُتِبَ الكثير عن معاناته في الشطرة وتطرقتُ الى ذلك في سابقات. والمعروف والثابت انه حصل على الماجستير عام 1948 وليس كما ورد عام 1947.
ثالثاً: ورد: [تقاعد عام 1972 وهو في اوج عطاءه العلمي وتفرغ للتأليف والقاء المحاضرات في بعض المؤسسات العلمية ومنها معهد البحوث والدراسات العربية الذي كان مقره بغداد] انتهى
*تعليق: المنشور وشبه الثابت انه تقاعد بناء على طلبه عام 1970 وليس كما ورد عام 1972 وهناك ما قيل انها رسالة بخط يد الدكتور علي حسين محسن الوردي وجهها الى رئيس جامعة بغداد تؤكد على ذلك.
ملاحظة: كما ورد أعلاه فأن الأستاذ الدكتور قاسم حسين صالح قد أكد على ان الوردي عمل معلم في مدارس الكاظمية…وعندما نشر الدكتور قاسم هذه المقالة في الحوار المتمدن ترك الأستاذ الدكتور سلمان رشيد محمد الهلالي عليها تعليق في حقل تعليقات الفيسبوك على المقالة هو التالي: [للتصحيح الوردي عين اول مره معلما في الشطرة عام 1937 ولسنتين ثم انتقل لبغداد واحيل للتقاعد عام 1970 وليس 1972 وبناء على طلبه وبدرجة استاذ متمرس والتي سحبها البعثيون لاحقا] انتهى التعليق… لم يرد الدكتور قاسم على تعليق الدكتور سلمان؟؟؟!!!
رابط المقالة في الحوار المتمدن:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=237490
في ص26 من الكتاب/السيرة الذاتية ايضاً ورد:[كانت معظم طروحات الوردي التي ملأت كتبه والتي يلقيها في محاضراته تزعج السلطة الحاكمة الامر الذي دعا بها الى التضييق عليه تدريجيا ابتداء من سحب لقب أستاذ متمرس ووصولا الى سحب معظم كتبه من المكتبات وحضرها بداعي ما اسموه” السلامة الفكرية” مرورا بمحاولات تهميشه وافقاره ماديا وهو ما آل اليه حاله حيث مات منسياً في شهر تموز عام 1995 بسبب المرض رغم العلاج الذي تلقاه في المستشفيات الأردنية وقد أقيم له تشييع محتشم غاب عنه المسؤولون وجازف بحضوره من حضر من المُشَّيعينْ] انتهى
*تعليق: هذا النص موجود نصاً في الويكيبيديا وهنا احتمالين ايضاً: الأول ان كاتب السيرة نقشه منها والثاني انه هو من كتب في الويكيبيديا.
وهذا المقطع يمكن او ضروري تجزئته لمناقشته وكما يأتي:
1ـ [كانت معظم طروحات الوردي التي ملأت كتبه والتي يلقيها في محاضراته تزعج السلطة الحاكمة الامر الذي دعا بها الى التضييق عليه تدريجيا ابتداء من سحب لقب أستاذ متمرس ووصولا الى سحب معظم كتبه من المكتبات وحضرها بداعي ما اسموه” السلامة الفكرية”] انتهى
*تعليق: تطرقتُ الى هذا الموضوع في السابقة بخصوص المرحلة الملكية وما كتبه الوردي في كتاب الاحلام عان1959 عن كتاباته خلال تلك المرحلة…واليوم نتكلم عما طرحه الوري بعد عام 1959 أي في المراحل الجمهورية…لكن قبل كل شيء اسأل كاتب السيرة وغيره من الكُتاب الذين تطرقوا في كتاباتهم عن موضوع “السلامة الفكرية” وعلاقتها بطروحات الوردي …هل هناك من اطلع على قانون/تعليمات/ أوامر السلامة الفكرية وفي أي سنه صدر ذلك القانون؟ هل يتفضل علينا احدهم بنشر نص ذلك القرار/القانون ليطلع عليه القارئ الكريم ولتنتفع منه الأجيال القادمة؟
أتصور ان أغلب الذين تطرقوا الى هذا القانون وعلاقته بالراحل الوردي لم يطلعوا على”””القانون””” ولا يعرفوا عنه شيء …ان كُنتُ مخطأ في هذا أتمنى ارشادي الى الصح واكون شاكراً..
اليكم ما ذكره الدكتور عبد الأمير الورد في تقديمه لكتاب سلام الشماع من وحي الثمانين في ص 51 بخصوص “قانون السلامة الفكرية” حيث كتب التالي:[صدر قانون اعلامي (قانون الحفاظ على سلامة اللغة العربية) واحس علي الوردي انه لابد ان يكون هو المقصود بذلك القانون…] في هامش الصفحة نفسها ورد التالي: [ هو قانون رقم 64 في سنة 1977 بهدف حماية اللغة العربية حيث اقر عقوبات على من يخالف قواعد اللغة العربية في التأليف ووسائل الاعلام والدعاية]انتهى
وأتصور ان هذا القانون لا يخص ال” سلامة الفكرية” انما يخص حماية اللغة العربية من هجوم الدارجة/ العامية التي انتشرت وقت ذاك بشكل ملفت. وهذا ما اطلق عليه محلياً وقتها ب”حملة التعريب”…اليكم رابط قانون سلامة اللغة العربية رقم 64 لسنة 1977 للتفضل بالاطلاع.
http://wiki.dorar-aliraq.net/iraqilaws/law/7916.html
كيف تحول قانون سلامة اللغة العربية الى قانون السلامة الفكرية؟ الحقيقة لا اعرف لكن الحال ليس بغريب و لا عجيب.
من كُثر ما رُبِطَ ما قالوا عنه “”قانون السلامة الفكرية”” باسم الراحل الدكتور علي الوردي…قد يتصور القارئ العربي ان “”القانون”” صدر بحق الراحل الدكتور علي الوردي او “”مُفَّصَلْ”” على مقاسات طروحات الراحل الوردي له الرحمة و الذكر الطيب مع أن لا قانون بهذا العنوان او بهذه الصيغة كما أتصور لحد هذه اللحظة.
…………………………..
يتبع لطفاً
عبد الرضا حمد جاسم