عندما يضطر 5 الى 8 ملايين طفل في أي بلد الى سوق العمل وفي مجالات شاقة وبأجور متدنية وبيئات ملوثة بلا تأمين صحي، وعندما يضطر مالايقل عن 5 آلاف طفل الى أن يقضون 10 الى 11 ساعة يوميا في عاصمة بلدهم في القمامة حتى يتمکن التجار المرتبطون بالنظام الحاکم من کسب مبالغ طائلة کل عام من وراء هذه النفايات وعلى حساب هٶلاء الاطفال قبل غيرهم، فإن هکذا بلد في هذا العصر، يعتبر بلد خارج التأريخ والتقدم والقيم السماوية والانسانية على حد سواء، وهذا البلد ليس من رسم الخيال بل إنه من صميم الواقع ومن لايصدق فليذهب الى إيران ويرى بأم عينيه الجحيم الذي صنعه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية للشعب الايراني في ظل حکمه القائم منذ أکثر من 4 عقود.
المعلومات التي ذکرناها آنفا، قد وردت في کلمة ألقتها السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية في المٶتمر الدولي الذي أقيم في 4 نيسان2022، بمناسبة شهر رمضان والذي حظي بمشارکة واسعة النطاق عبر الانترنت، والملفت للنظر أن السيدة رجوي وهي تشير للفقر المدقع في إيران والى قيام الشعب ببيع الاطفال وأعضاء الجسد من أجل مواصلة الحياة وکيف إن الاطفال قد تم إستغلالهم على أسوأ مايکون، فإنها جذبت الانظار أيضا الى حقيقة مهمة تٶکد الواقع غير المنطقي في إيران عندما أکدت في کلمتها بأنه:” يوجد أكبر عدد من المليارديرات في إيران بالمقارنة بجميع دول الشرق الأوسط، الذين يرتزقون بشكل مباشر وغير مباشر من بيت خامنئي.”!
في عام 2020، کان يراجع 490 ألف شخص بلا مأوى دفيئات مدینة طهران كل ليلة، وبعد عام يصل عدد هٶلاء الاشخاص الى 700 ألف في کل يوم! هذا ماذکرته السيدة رجوي في کلمتها التي أشارت فيها أيضا الى أن:” ليس لدى جزء كبير من سكان البلاد مكان لقضاء الليل حتى الصباح. يعيش ما بين ربع وثلث سكان البلاد في ثلاثة آلاف عشوائية على هامش المدن يسودها الفقر والقمع والحرمان.” وأضافت:” لم تعد الأجور الحالية تغطي نفقات المعيشة، ولم تعد توفر العلاج والأدوية. أي، “يتم تهجير أفراد الأسرة بشكل فردي أو جماعي ويقضون الليل في أماكن إما في جداول المياه ونفايات البناء و المقابر والقبور الجاهزة أو قطارات الأنفاق والمباني المهجورة”.
يدفع المشردون لقضاء الليل في الحافلات أو قضاء الليل على أسطح المنازل وفي مكب النفايات. هذا هو البؤس الذي فرضه خامنئي ونظامه المتعطش للدماء على حياة الناس”، هذا الواقع المأساوي الذي لايمکن أن يوجد مايشابهه اليوم أي واقع آخر آخر في العالم، يصبح أکثر ألما وحتى صعب جدا تجرعه عندما نعلم بأن إيران من البلدان الغنية التي يمکن بسبب من ثرواتها المختلفة أن توفر حياة في مستوى حياة البلدان الغنية الاخرى في العالم، ولکن وبسبب ظلم هذا النظام فإن هذا الواقع المرير لايمکن تحمله لکونه من جراء أخطاء النظام وفشله في إدارة الامور، وليس من طريق أمام الايرانيين سوى أن ينهضوا بوجه هذا النظام القمعي الفاشل ويجعلوه يدفع الثمن رغما عنه.