علامة خط أنابيب الغاز فوق الأرض في حقل غازبروم شياندينسكوي للنفط والغاز والمكثفات، وهو قاعدة موارد لخط أنابيب غاز سيبيريا، في منطقة لينسك بجمهورية ساخا، روسيا.
علامة خط أنابيب الغاز فوق الأرض في حقل غازبروم شياندينسكوي للنفط والغاز والمكثفات، وهو قاعدة موارد لخط أنابيب غاز سيبيريا، في منطقة لينسك بجمهورية ساخا، روسيا.
.

يوشك الفحم والنفط الروسي المدفوع ثمنهما باليوان على البدء في التدفق إلى الصين حيث يحاول البلدان الحفاظ على تجارة الطاقة بينهما رغم الغضب الدولي المتزايد بشأن غزو أوكرانيا.

قالت شركة “فينوي إنرجي إنفورميشن سيرفيس” (Fenwei Energy Information Service) الصينية للاستشارات، إن العديد من الشركات الصينية استخدمت العملة المحلية لشراء الفحم الروسي في مارس، وستصل الشحنات الأولى هذا الشهر. ووفقاً للتجار، ستكون هذه أول شحنات سلع تُدفع باليوان منذ أن فرضت الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات على روسيا وتمّ عزل العديد من بنوكها عن النظام المالي الدولي.

كما عرض بائعو الخام الروسي منح المشترين في أكبر اقتصاد في آسيا المرونة للدفع باليوان. ستسلم الشحنات الأولى من خام خط أنابيب “شرق سيبيريا المحيط الهادئ” “إسبو” (ESPO) التي تمّ شراؤها بالعملة الصينية إلى مصافي التكرير المستقلة في مايو، وفقاً لأشخاص مطلعين على المشتريات.

هيمنة الدولار

لطالما شعرت الصين بالحنق من هيمنة الدولار على التجارة العالمية، والنفوذ السياسي الذي يمنحه للولايات المتحدة. يتم الآن تسريع جهود التخلص من الوضع الراهن بسبب الخطوات الغربية لمعاقبة روسيا على حربها العدوانية. تقدّم موسكو مدفوعات قائمة على الروبية والروبل لمشتري النفط الهنود، بينما تجري المملكة العربية السعودية محادثات مع بكين لتسعير بعض نفطها الخام باليوان.

من غير المرجح أن يشكل اليوان تحدياً خطيراً لهيمنة الدولار، على الأقل على المدى القصير. إذ استُخدمت العملة الأمريكية في 88% من معاملات الصرف الأجنبي في عام 2019، مقارنة بـ 4.3% لليوان، وفقاً لـ”بنك التسويات الدولية”.

تقول شركة “فينوي إنرجي إنفورميشن سيرفيس”، إن كلاً من الفحم المستخدم في صناعة الصلب ومحطات الطاقة يُدفع ثمنه باليوان. تتم هذه الصفقات تقليدياً بالدولار، لكن أوقف العديد من المشترين الصينيين عمليات الشراء مؤقتاً بعد أن حجبت الولايات المتحدة وأوروبا المقرضين الروس عن نظام تبادل الرسائل بين البنوك “سويفت”.

كانت روسيا المورد الثاني للفحم إلى الصين العام الماضي، وسدّت الفجوة التي خلفها صراع بكين التجاري مع أستراليا. حوالي نصف الواردات من روسيا عبارة عن فحم معدني، وهو مطلوب حالياً بعد الاستئناف الجزئي للعمليات في مركز صناعة الصلب الصيني في تانغشان. يُذكر أن هذا النوع من الفحم لا يخضع لضوابط الأسعار الحكومية التي تنطبق على وقود محطات الطاقة.

في حين أن المشترين الصينيين مهتمون باستيراد المزيد من الإمدادات الروسية، إلا أن الحواجز اللوجيستية والتمويلية ستؤدي في نهاية المطاف إلى الحد من التدفقات، حسبما قالت “جمعية نقل وتوزيع الفحم الصينية” الشهر الماضي.