1 ــ بعد الأحتلال الأمريكي, بأيامه واشهره واعوامه الأولى, لم يستيقظ العراقيون, من غفوة افراح خلاصهم, من طغيان وهمجية النظام البعثي, واعتبروا ان الأمر تحريراً, وكما اوهمهم الأعلام المأجور, ان امريكا قد تغيرت وستقيم في العراق, نظاماً ديمقراطيا وعدالة اجتماعية, ودستور مثلما هو في اوربا!!, وفي غمرة الأوهام تناسوا, ان امريكا هي ذات الطاعون, الذي لا سكينة له مع سلامة الشعوب, ونسوا ايضاً مثلهم الشعبي, “الطبع الي بالبدن ما يغيره إلا الكفن”, وفي العام الأول والثاني, وربما الثالث والرابع, استيقظ العراقيون “بعد خراب البصرة” والوطن معها, وبعد ان استقر الفاس في الراس, كان اول الغيث موجة الحواسم, في (فرهود شامل), للثروات والأثار والمؤسسات, اشتركت فيها مافيات دولية واقليمة, وضباط وتجار وحثالات محلية اخرى.
2 ــ النكبة الكبرى, ابتداءت مع تشكيل مجلس الحكم الموقت, بجانب السفارة الأمريكية, حيث وضعت اهم تفصيلات, مشروع تدمير العراق, فتم فصال المشتركين في المجلس, على اساس طائفي عرقي, وخلعوا عن المواطن العراقي, هوية الأنتماء الوطني, وجعلوه عاريا الا من اسمال الهويات المكوناتية الفرعية, وتشكلت حكومات غرائبية, من بيوتات مذاهبية عرقية, يصرح فيها السني, انا سني اولاً وعراقي عاشراً, ويؤكد الشيعي, انا شيعي ايراني اولاً, وعراقي ليس مهماً ولا يعنيني على الأطلاق, اما الكردي فيعلن, انا كردي اولاً وعراقي تحت الصفر, المواطن العراقي, عربياً كان ام كردياً ام اي من المكونات الأخرى, يقف فاقداً هوية المشتركات الوطنية, نصيبه الفقر والجهل والأذلال.
3 ــ تسعة عشر عاماً, والعراقيون بلا وطن ولا دولة ولا سيادة, يواجهون مليشيات الأحزاب والتيارات المتطرفة, يدافعون عن كرامتهم ورغيف خبزهم, المصادر مع كامل وطنهم, يقدمون الأرواح والدماء, في شوارع ومحافظات عراقهم, يجمعهم هتاف واحد “نريد وطن”, كان الجيل الجديد وبوعيه الجديد, يتصدر المواجهات, مع ولائيي التحالف الأمريكي الأيراني, كان ثوار الأول من تشرين, في محافظات الجنوب والوسط, وحراك الجيل الجديد في المحافظات الشمالية, يجمعهم نداء وهتاف غير مسبوقين, للتغيير الوطني لكامل النظام, الذي اسست له امريكا, بمستهلكات “مشعولي الصفحة”.
4 ــ كل باطل يكون الحق نقيضه, وكل نظام راكد على فساده وارهابه, يكون التغيير بديله, والحكومات المستهلكة, لطراطير مشعولي الصفحة, يكون الجيل التشريني جديدها, من له معرفة بالتاريخ الوطني للعراقيين, سيدرك ملامح الأنفجار القادم, والثرثرة المملة (لبلطجية) الأصلاح, ليس الا هراء, للتستر على فضائح السرقات, انهم من اغلبيتهم المعطلة, حتى اطارهم العاطل, استهلكوا كامل شرفهم وضمائرهم, واصبحت سيرتهم واخلاقهم, نافقة خارج الخدمة, كيانات ورموز مخصية, جعلت من العراق اسم بلا مسمى, ومن بغداد عاصمة على خريطة, مسجية في نعش من المزابل.
10 / 04 / 2022