طالما نُشرت بين الحين والحين مقالات تُبدي آراء مختلفة جداً عن موضوعٍ معيّن ما يجعل تاريخنا يدور في حلقةٍ مفرغة رغم أن تراثنا الشفاهي قد وضّح كل شيء, حتى المُدونة منها مثل مشور ختي بسي أصبح تحت أقدام كتابات الأعداء التي لا تعلم شيئاً عن الئيزديين وإن علمت كتبت لنفسها وبعداء شديد , والمعطيات التاريخية تؤكد ذلك والممارسات الحية حتى اليوم شاهد حي ومع ذلك فالإختلاف في الآراء يتفاقم , وكان لابد من تقديم توضيحات تؤكد الحقائق ومن واجب كل ئيزدي أن يحرص على تاريخه ويُقدم الحقيقة التي يتوصل إليها
فمثلاً الشيخ عادي بن مسافر لم يُغادر الشام موعوداً قاصداً إلى لالش ، بل سافر إلى الخليفة في بغداد في حدود 505 هجرية وإلى البصرة ومضى أكثر من 20 عاماً في تلك البلاد قبل أن يتوجه برفقة قديب البان إلى بلاد الهكار في 528 هجري أو نحو ذلك .
و الشيخ صخر أبو البركات لم يُرافق عمه لأن عمه جاء إلى بغداد في مهمة مع الخليفة ثم تركها بصحبة قضيب البان وتعرف على الداسنيين الاكراد ( علي الهكاري ) , وليس على عائلة ئيزدينة مير الهاربة إلى عمق الجبال، أيّاً من العائلة الشمسانية لم يتعرّف على الشيخ عدي الأول ولا أبي البركات فليس لهما معاصر بين الخاسين , و بعد ذلك إلتحقت به أسرته كلها قال ذلك القوال المرحوم ح ز قائلاً ( شيخ عادي بعدو جا من الشام ) .
الشيخ عدي الثاني ميلاده متفق عليه 557 هجرية ووفاته بين 619 ـ 625 ) بحسب راميشوع وإبن المستوفي
الشيخ ملك فخردين ئادياني وليس الآداني والفرق بين اللقبين كبير قد ولد بين 560 ـ 570 هجرية وتوفي في حدود 630 هجرية أي أثناء الإنتفاضة وقبل وفاةالشيخ حسن ب14 عاماً يظهر ذلك واضحاً في قول هسني جلي , وإبنه شيخ مند بعمر الشيخ حسن إن لم يكن أكبر منه, وكان باشا في حلب أثناء الدولة الأيوبية وإبنه ملك عرب أيضاً حكم إلى أن مات في 652 هجرية . وملك فخردين هذا ليس إبناً لشيخ شمس إنما أخوه الأكبر ( والبعض يقولون أصغر منه ) فهما من أم واحدة ومتقاربين في العمر لكن تطرّف شيشمس ونشاطه جعل إسمه يبرز كزعيم معارض و مفر( حامي) للئيزديين بحسب الشهادة .
من مِن رجال الدين قد قال بحذر أو بدونه, أن الشيخ فخردين و الشيخ سجادين هم أحفاد الآدانيين / أبناء بناتهم خوارزا ؟ وإذاكان الشيخ فخرالدين خوارزا للآدانيين فكيف هو شقيق أصغر للشيخ حسن ؟ الجميع يقولون وبأعلى صوت : شيشمس و ملك فخردين إخوة من زوجة ئيزدينةمير الكبرى, المتوفية وسجادين وناسردين هما أولا ئيزدينة مير من زوجته الآدانية ستيا عرب , تزوجها في العقد التاسع من القرن السادس الهجري وهم عائلة أبيار تشيّخ الإخوة الأربعة في إنتفاضة الشفبراة وهم من عشيرة والآدانيون من عشيرة أُخرى نعم سجادين وناسردين هم خوارزا حقيقيان وشيشمس وملك فخردين خوارزا بالتبني للآدانيين وفي عرف الئيزديين التبني هو كالصحيح في جميع الأحوال . وإن إتخذتَ من قةولي (شيخ حسن / شيخي من شام ب ناسينة) دليلاً على أُخوّته فذلك يُؤكد العكس ، التواضع المفرط لا يكون للأخ إنما للشيخ, والإمام الديني بالنسبة لذلك الزمن, وكان الشيخ حسن في ذلك الوقت (626) أو نحو ذلك, هو الشيخ العام الوحيد وكانت فترة مشادّة بين الأُسرتين وملك فخردين الحكيم كان حريصاً على تهدئة التوتر ,.
وأنا لم أر ما يُشير إلى أن الشيخ فخر الدين كان يُنوّر الئيزديين بتعاليم الشيخ حسن, فأقوال ملك فخردين كلُها تتناول الخليقة والعلم التكويني والخرقة وليس تعليمات الدين ولا الأقوال الدينيّة ولم ينطق بإسم يزيد بن معاوية أبداً, وكل تعليمات الشيخ حسن متعلقةٌ به, في قولي بطشاي يذكرملك فخردين الأنبياء والأولياء وحتى محمد وعلي, لكنه يقفز على يزيد بن معاوية إلى الشيخ عدي , والشيخ حسن كان قد سلّم الزعامة إلى القاطانيين قبل إستشهاده ، هذا مُؤكّد في مشورا ختي بسي الذي إطلع عليه كل قارئ ئيزدي .
ثم كيف بالكاد يتعدى نسب ملك فخردين أبعد من الأمير ئيزدين وهو أبوه ؟ , هذا إذا كان ئيزدينة مير والداً للشيشمس ؟ بالتأكيد أنت أعلم منا بالحقيقة لكنك تسأل . شمس و فخر إخوة أولاد ئيزدينة مير هل تريد تفسيرات إضافية مموّهة ؟ وسؤالك عن أسماء آباء الشمسانيين والقاتانيين , وهسلممان فهذا دليلٌ كافٍ على دينهم الزرادشتي المحظور المُكفّر وقوميتهم العجمية المنبوذة حتى لو أسلموا ، فلا يتجرّأ أحدٌ يتجنّب الإسلام من الظهور والشهرة والإنتساب, و مُعظمهم بغير أسمائهم الحقيقية فكيف بإدعاء الأجداد المجوس وفي المحيط الإسلامي ؟ لكن العائلة الآدانية لم تكن كذلك ولذلك إحتفظت بنسبها دون خوف . عبدالقادر الكيلاني لم يعرف إسم جده, أبوه جنك دوست غيَّره إلى صالح أو عبدالله, وهو شيخ كبير في بغداد, أما هسلممان من أسرة خانزاده, فجميع الشخصيات من خانزادة وبالعربية (عائلة عريقة ) وهل هذا بخافٍ على أحد ؟ وأنا أعتقد أن هسل ممان هو من عمومة ئيزدينةمير إنفصل عنهم بعد أن تشيَّخ أولاد ئيزدينةمير الأربعة, وهو لم يتعرّف على الشيخ عدي الأول بدليل (قولي هسلممان,) وهو معاصر محمد رشان وهاجيال وشيشمس و عدي الثاني . لكن الشيخ عدي الثاني يذكر والد ئيزدينةمير فيسميه الأمير إسماعيل .
معركة عين جالوت حدثت في 1260 ميلادية , حينها غضب هولاكو من حلفائه (بقايا الأيوبيين والئيزديين) وبعدها إلتحق شرف الدين بالسلاجقة وقُتل .
زين الدين هذا هو زينل بك القاطاني هو رابع مير من السلالة القاطانية المنحدرين من شيخوبكر المنحدر من سلالة مير براهيم الخورستاني , ولس من ذرية شقيق أبو البركات, تسلّم القاطانيون الزعامة قبل إستشهاد الشيخ حسن ب 14 عاماً وإستمرّوا في الحكم حتى اليوم, لكن لقب البصمير لم يتسمّو به إلاّ في نهاية القرن الثامن عشر إعتباراً من حسن جول 1791 م ولم تنتقل الولاية في القرن السابع عشر من الآدانيين إليهم, بل من عهد الشيخ حسن وهو على قيد الحياة .
ثم التركيز الكبير على إبن العربي المسلم المغربي الأمازيغي ما الهدف منه وما شأننا به ؟ إذا كان الشيخ حسن قد آمن بالحلول والأخذ من أيّة مدرسة قديمة, فمن الداسنيين قد أخذ, الئيزديين الذين أيّدوه وآمنوا به في الموصل وليس من إبن العربي المسلم المغربي البربري المُنتحل الطائي , الأدانيون تقبلوا الدين الشمساني الكوردي على يد والد الشيخ حسن وربما قبل ذلك بكثير فهم عاشروا الكورد قبل قرون من الحراك الئيزدي الذي حدث بعد صلاح الدين الأيوبي, والشيخ حسن وضع الحد والسد مع الشيخ شمس, وربما يكون هو مُصوّغ الشهادة , وليس مع إبن العربي الذي لا علاقة للدين الئيزدي به .
وإذا كانت هناك مراجع ئيزدية مدونة مثل مشور ختي بسي و كتابا ملك شيخسن المقدس والجلوة الموجودان تحت اليد في بحزاني فما الحاجة إلى كتب الأعداء, ومراجعنا المدوّنة تحت اليد ففيها ما يضع النقاط على الحروف ويكفينا عناء البحث عن المراجع التي كتبها الأعداء ولا تحوي شيئاً صحيحاً . على الأقل شجرة النسب مثلاً , أو تارخ الأحداث الدقيق , ( مخطوط إعتقاد أهل السنة والجماعة ) سواءٌ أكان للشيخ عدي الأول أو الثاني, لا يتطرّق إلى أيٍّ من هذه الأحداث ولا ذكر فيه الإسم الئيزدي ولا لالش ؟ فقط يُنوّه عن مهدر بوزان دون ذكر إسمه الصريح .
حاجي علو
25 , 11 , 2018