هذه القضية لم تأتي من فراغ أو مجاملة ،بل هي ما حصدته من معزة وأحترام وتقدير لشخصها نتيجة نضالها وشخصيتها وحبها للناس والوطن وعموم العالم وذلك الدرب الطويل الذي سارته بكل حيوية ووجدان ولم تهادن أو تضعف أو تيأس طيلة هذه المسيرة زليتذكر جميع من زارها في بيتها أو التقاها بساحات النضال كيف كانت تغني بحب الوطن والحزب والناس.
لم تتذمر أو تشكو أو تتضايق من أية أفعال حتى تلك التي مورست بحقها ،بل كانت تعطيها التبرير الذي يجعل دواخلها هادئة ونظيفة ولا تحمل أية ضغينة على مرتكبي تلك الأعمال.
سعاد خيري التي لم تمنعها أو تؤذيها سنوات الأعتقال الطويلة التي قامت بها السلطة الملكية والتهجير وأسقاط الجنسية ومن ثم تغيير دينها اليهودي الى السلام لكي تتزوج شريك حياتها زكي خيري وتحمل أسمه ولامضايقات الحكومات اللاوطنية وعذابات الغرية والمرض ، كل هذه المصائب لم تثنيها عن أداء دورها النضالي في شتى المجالات سواء داخل الحزب أو مع المنظمات النسوية .
لم تسترزق من كل تضحياتها الجسام ولم تطالب بأي منها بل حتى أعادت للحزب جميع الممتلكات المسجلة بأسم زوجها ومن ثم بأسمها وأسم أولادها .
لم تنثني في يوم من الأيام بل كانت على الدوام شعلة من الحماس والثقة بالوطن وشعبه ونضال جماهيره لهذا تجدها تساهم بكل الفعاليات بكل رغبة ونشاط.
لكن ما أوجعها هو نكران الحزب لكل هذا التاريخ والحاضر (كتبت هي مقالة بعنوان -أصعب يوم في حياتي-) وأصدار قرار بسحب عضويتها من الحزب .
السبب هو أنها بدأت تصرح وتعبر بشكل علني عن موقفها الرافض لسياسة الحزب في القبول بالعمل داخل العملية السياسية بعد 2003 تحت وصاية المحتل الأمريكي .
يومها وقفت المنظمة التي تعمل معها (منظمة ستوكهولم ) ضد هذا القرار .
منظمة السويد أدعت بأنها هي صاحبة القرار(ليتذكر نائب سكرتير الحزب الأن هذا الكلام وكذلك مسؤول الأعلام بالخارج منذ ثلاثين عام ولليوم وكذلك مسؤول العمل الفكري ووو).
في أجتماع منظمات الخارج عام 2011 طرحت الموضوع على الكونفرنس وطالبت بمحاسبة من اصدر القرار دون أية مرتكز قانوني ينص عليه النظام الداخلي .
أجاب جاسم اللبان وكان حينها عضو المكتب السياسي:
أنا من أصدر القرار وليس هؤلاء(حينها نظرت بمن يمثل لجنة السويد وقلت بداخلي ما تقولون الأن وقد بان كذبكم) وأكمل ثم لماذا تدافع عنها وهي مخبولة هذه المرأة أضافة الى أنها تكتب في جريدة العهد البعثية (يعني غير الخبال أنوب عميلة للبعث) وتسب الحزب وقيادته.
أجبته : من تكون أنت
أجاب أنا سكرتير لجنة التنظيم المركزي (لتم )
حينها أكمات وقلت له ما يلي :
أولا لا يصح نعت هذه المناضلة بهكذا صفة حتى وأن أختلفنا مع أفكارها خاصة ونحن نعرف جيدأ من تكون سعاد خيري .
ثانيأ لا يمكن تصديق كلامك كونها تكتب في جريدة البعث والتي حتى وأن نشرت (ما أعرف منين جاب هاي المعلومة) فالقضية بسيطة بسبب كل ما ينشر في الأعلام العلني من الممكن للأخرين نقله ونشره بأماكن أخرى وهذا لا يعني بأن الشخص نشر عندهم مباشرة.
بالتأكيد كلامي لم يعجبه وجائتني فيما بعد رسالة فيها نقد وكانت معنونة للجنة التي أعمل فيها لكن لجنة السويد قررت أن تقرأها في أجتماع عام من باب التشهير وكذلك تخويف الأخرين .
لم نترك القضية عند هذا الحد (قدمت اللجنة التي أعمل فيها ورفاق أخرين العديد من الرسائل ضد هذا القرار) حتى جرى أرغام القيادة على تغيير قراراها وأعادة العضوية لها بعد عدة سنوات .
كانوا طيلة هذه الفترة (قيادة الحزب) يشعرون بالخجل (البعض منهم) لهكذا موقف ولهذا لم يرغبوا بأن يجري تداوله ونشره بين الرفاق.
اليوم ونحن نودع هذه الأنسانة التي أشعر بأني تعلمت منها أشياء أنسانية وسياسية كثيرة أفتخر بهذه المعرفة والصلة معها وما قدمته للأجيال من نموذج سياسي وأممي لا يكل ولايمل من النشاط لأجل قضايا الشعب وكل الشعوب المضطهدة .
نامي أم الشيوعيين وأنت مجللة بالعز والغار والمجد
نامي ولترقد روحك بسلام يا من أعطيتي كل شئ ولم تنتظري أوتطلبي مقابل
نامي وانت لا تملكين أي شئ بداخل الوطن وخارجه لكنك تملكين ركنأ خاصأ بقلب كل شيوعي أصيل ووطني عرفك وسمع عنك
نامي يا من عشتي حياتك كلها فقط لصالح الناس والدفاع عن حقوقهم
.
نامي فأنت نبراس مشع بدرب السائرين على خطاك، خطى مناصرة الحق والشجاعة في الدفاع عن الحرية والكرامة وحقوق المعدمين.
نامي يا من كانت لك ثقة كاملة بشعبك وحزبك حتى في أشد لحظات الأنكسار والتراجع وكم أفرحك ثوار تشرين وما قدموه من أمثولة.
لك التذكار الدائم بطيب المودة
17/4/2022