الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeمقالاتالانسان مطاردا حرا أو مسجونا : منى سالم الجبوري

الانسان مطاردا حرا أو مسجونا : منى سالم الجبوري

مفارقة غريبة من نوعها تلفت النظر أکثر لما يتسم به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من سلبيات، وهذه المفارقة هي إنه وکما تتزايد التقارير الدولية الصادرة بشأن إنتهاکات حقوق الانسان في إيران ولاسيما من حيث تزايد الممارسات القمعية وإتساع دائرتها، فإن تقارير أخرى مماثلة تتزايد هي الاخرى بشأن إنتهاکات النظام الايراني لحقوق السجناء الإيرانيين، وهذا يعني بأن الفرد الايراني لن يتخلص من إنتهاکات حقوق الانسان التي يمارسها النظام ضده سواءا کان حرا أم أصبح مسجونا فهي تلاحقه أينما کان!

الحديث عن الاوضاع السيئة للسجناء في السجون الايرانية حديث ذو شجون ولاسيما وإن هناك الکثير من المعلومات الصادمة بهذا الشأن والتي سبق وأن تم طرحها من خلال تصريحات صحفية أو بيانات رسمية والتي تعترف في خطها العام بسوء الاوضاع في السجون وخصوصا إذا ماعلمنا بأن أغلبية السجون الايرانية ووتواجد فيها أضعاف طاقتها الاستيعابية من النزلاء وحتى إن ماقد سبق وإن تم الکشف عنه من إن النوم والتمدد والجلوس في بعض من هذه السجون بالمناوبة، هذا ناهيك عن أوضاع سلبية أخرى من حيث سوء الرعاية والاهتمام بالسجناء وبشکل خاص من الناحية الصحية، ومع إن السلطات الايرانية سعت للتأکيد على حسن رعايتها للسجناء وإن أوضاعهم أفضل من أوضاع نظائرهم في البلدان الاخرى، لکن لايبدو إن هناك من يصدق بذلك بل ويعتبرونه مجرد زعم لا أساس له في الواقع.

عدم تحسن أوضاع السجناء في إيران وحتى إنها تتفاقم أکثر وتتجه للأسوأ، هو السبب وراء قيام منظمة العفو الدولية بإصدار تقريرا بحثیا يحذر من أن مسؤولي النظام الإيراني يرتكبون انتهاكا مروعا للحق في الحياة من خلال منع السجناء المرضى عمدا من الحصول على الرعاية الحيوية.

التقرير الصادر في الثاني عشر من نيسان الجاري، ويتکون من 108 صفحة، هو تحت عنوان:” فی غرفة انتظار الموت الوفيات في الحجز إثر الحرمان المتعمد من الرعاية الصحية في السجون الإيرانية”، ويقوم هذا التقرير من ضمن مايقوم به بفحص تفاصيل مقتل 96 شخصا في السجون الإيرانية على مدى السنوات الـ 12 الماضية. ويقدم أيضا تحذيرات وثائقية بأن مسؤولي السجون لهم دور في وفاتهم من خلال منع أو تأخير نقل السجناء في حالات الطوارئ إلى المستشفيات. وهم المسببون الرئيسيون لهذه الوفيات.

وبحسب ديانا الطحاوي، نائبة مديرة المكتب الاقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا “إن تجاهل السلطات الإيرانية المروع للحياة البشرية قد حول سجون إيران فعليا إلى غرفة انتظار للموت للسجناء المرضى، حيث تصبح حالات قابلة للعلاج قاتلة بشكل مأساوي”، کما وصفت الوفيات التي نتجت عن الحرمان المتعمد من الرعاية الطبية في السجون الإيرانية بـ “الحرمان التعسفي من الحق في الحياة”، وهو “أحد أخطر انتهاكات حقوق الإنسان في القانون الدولي”.

وذكر التقرير أيضا أنه من بين 96 حالة تم التحقيق فيها، توفي 64 سجينا داخل السجن. “مات الكثير منهم في الحجز، مما يعني أنهم لم يتلقوا حتى رعاية طبية أولية في الساعات الأخيرة من حياتهم”. كما ذكرت منظمة العفو الدولية أن السجناء من “الأقليات المضطهدة” لديهم معدل وفيات أعلى ؛ ومن بين 96 حالة وفاة مسجلة، وقعت 22 حالة في سجن أورمية “حيث ينتمي معظم السجناء إلى الأقليات الكردية والتركية في أذربيجان”، ووقعت 13 حالة وفاة في سجن زاهدان المركزي، حيث ينتمي معظم السجناء إلى أقلية البلوش المحرومة.

وکنماذج حية تدين النظام الايراني وتفضح معاملته السيئة من الناحيـة الصحية للسجناء، فقد أشار التقرير الى بكتاش أبطين، الشاعر والكاتب والمخرج الوثائقي، توفي أخيرا في 8 يناير 2022، بعد إصابته بمرض كورونا في السجن، وإثر مماطلة مسؤولي السجن. وکذلك أشار الى بهنام محجوبي، درويش مسجون، سجن لفترة طويلة على الرغم من تحذير الأطباء من عدم قدرته على تحمل السجن بسبب مرضه، وبعد غيبوبة بسبب تسمم دوائي في السجن، توفي أخيرا في المستشفى في مارس 2021.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular