يتبع ما قبله
قول و تعليق:
القول هو: ان هناك سببين رئيسيين لارتفاع حالات الطلاق في العراق هما:
1ـ زيادة عدد السكان.
2 ـ زيادة حالات الزواج.
اما التعليق فهو: السبب الأول يؤدي الى ازدياد عدد من هم في سن الزواج وهذه الزيادة تؤدي الى زيادة حالات الزواج وزيادة حالات الزواج يرافقها حتما زيادة حالات الطلاق وايضاً زيادة عدد السكان.
وهذه الارتفاعات يصاحبها حتماً ارتفاع في معدلات البطالة و معدلات الانحراف الجنسي ومعدلات الانتحار و معدلات جرائم القتل و معدلات الامية و التسرب من المدارس وغيرها الكثير.
السببين أعلاه لا تستطيع أي دولة السيطرة عليهما مهما امتلكت من امكانيات فقط المجتمع يستطيع تحديدهما او كسر تلك الدائرة (سكان زواج سكان طلاق)
حتى الصين رغم ما بذلت من جهود وفرضت عقوبات قاسية جداً لم تتمكن من إيقاف النمو السكاني انما تمكنت من الحد منه لأن هناك ارتفاع في معدلات عمر الانسان وارتفاع في عدد من بلغ و يبلغ عمر الزواج..
اما الأسباب المؤثرة الأخرى فيجب التفكير بها اولاً لأن تأثيرها هامشي ويمكن وضع بعض الحلول للتقليل من تأثيراتها وهي التي تُساهم في تنظيم المجتمع لتكون هي الأداة التي تؤثر في السببين أعلاه.. ومع ذلك يمكن القول بأنه لا يمكن منع ارتفاع حالات الطلاق بل يمكن القول ان هناك بعض الامكانية في تخفيض النسب المئوية بين الطلاق و الزواج وعدد السكان و السنة.
عند ظهور أي حالة غريبة او تفاقم أي حالة موجودة يهب البعض (كُتاب وأساتذة ومحللين) لوضع الفقر كأول سبباً لها…الطلاق ،الزنا بالمحارم ،زواج القاصرات، الدكَات العشائرية، المخدرات، الانتحار، العنف ضد الأطفال و النساء، انتشار الازبال في الشوارع، التحرش الجنسي، الالحاد، المثلية الجنسية، الهروب من المدارس، و ال”تنقيب” في النفايات، و”التسكع” في الإشارات الضوئية… ويسبق كل ذلك قولهم “العتيد” المستل مما تركه الراحل علي الوردي: [ ( المجتمع العراقي/ العراقيين ينفرد/”يتفردون” عن المجتمعات/ الشعوب الأخرى في كذا وكذا وكذا)].
وانا اجد ان لا جديد في ذلك ولاهُمْ ولا غيرهم قادرين على التأثير فيه… والفقر ليس بجديد علينا ولا نزل علينا فجأةً من السماء وتأثيره معلوم للجميع العالم منهم و الجاهل …وللتوضيح او لأثارة نقاش اطرح عليهم الأسئلة التالية:
1 ـ هل لدى احدهم دليل علمي على ما يقول ام كل اقوالكم هذه ترديد لما سطره السابقون؟
هل اجرى احدهم دراسة/إحصائية حول نسبة الطلاق بين الميسورين و نسبتها بين الفقراء؟
اليوم لو يُطلب من الف “كاتب/عالم/متخصص” عراقي ان يكتب شيء عن أي ظاهرة من الملموسات اليوم في المجتمع العراقي وحسب رغبته باختيار الظاهرة ماذا سنجد/نتوقع؟
شخصياً أتوقع انها ستكون متشابهة حد التطابق و الخلاف فقط في “عنوان الظاهرة” حيث سيشتركون جميعاً بالأسباب التي هي: الفقر و الامية والبطالة و فساد أحزاب الإسلام السياسي وغيرها و اخيراً ادخلوا عليها “مواقع التواصل الاجتماعي و الانترنيت”… ربما سيختلفون فقط في موقعها من التسلسل…تلك الأسباب التي لا قبل لأي دولة او حكومة في العالم على اختلاف أنظمة الحكم و اختلاف حالها الديني والاقتصادي ان يقضي على تلك الاسباب او يُحَجِّمُ تأثيرها… ولن يكون لها أي حل في بلد مثل العراق على المدى القريب او البعيد.
والفرق بين كاتبيها (كُتابنا/متخصصينا/علمائنا) ودارسي نفس المشاكل/ الظواهر من علماء الدول “المتحضرة/الاخرى” أن “علمائنا/كُتابنا/ متخصصينا” يرددون اقوال من قال وعلمائهم يبحثون/يدرسون كل حالة على حِدَه و يعطون البحث حقه و يوثقون ذلك وينظموه في دراسات ويناقشوه في مؤتمرات وهؤلاء يتبعهم الصحفيون والناشرون بعكس “علمائنا/كُتابنا/متخصصينا” الذين يركضون خلف “الصحفيين و المراسلين” ليعتمدوا ما يقدمون و ينشرون. وفرق اخر بين علمائهم و “علمائنا” ان من يخطأ من علمائهم يُنبذ و يطالب بالتوضيح و يُلصق الخطأ في جبينه أين ما وقف ويقف أمام مرآة العلم يراه و يلمسه لمس يد… اما من يخطأ من “علمائنا” فيكون محط اهتمام الصحافة والقنوات الفضائية و يتصدر الندوات و يلقي المحاضرات وتكون هناك متابعة متبادلة “”هذا يتبع هذا وذاك يتبع ذاك””لسبب بسيط ألا وهو أنه مس المجتمع وشتم أحزاب الإسلام السياسي.
عند متابعة حالات الطلاق في دول الإقليم والعالم بكل أنواع/اشكال/الوان أنظمة الحكم وكل المستويات الاقتصادية للدول و الافراد نجد ان هناك تصاعد في حالات الطلاق وتصاعد في الانتحار وتصاعد في الإدمان وتصاعد في التحرش الجنسي و العنف الاسري وتصاعد في الفساد المالي والاداري ولكل المستويات العمرية وعلى اختلاف الانحدارات.
يا “علمائنا/كُتابنا/ متخصصينا” اضع امامكم التالي لنناقشه ونطلب من الشباب المشاركة …لم اُحْسِنْ تنظيمه او ترتيبه بشكل يليق لكن كما أتصور فيه بعضُ رأي و فيه بعضُ مزحة/فرفشه تعمدتها فتقبلوها مني لطفاً:
اولاً: هناك أسباب جديدة لارتفاع حالات الطلاق في العراق اقترحها عليكم عسى ان تتركوا السابقات وهي:
((1 ـ ان الطلاق يتناسب طردياً مع عدد عجلات التكتك التي تسير في شوارع العراق و ان العراق ينفرد عن كل دول العالم في عدد التكتك حتى أكثر من الهند او الصومال او الباكستان ((كما أكدت مصادر رسمية وتقارير صحفية))
2 ـ الطلاق يتناسب طردياً مع عدد الجامعات الأهلية وعدد الحاصلين على الشهادات الجامعية من البكالوريوس و الماجستير و الدكتوراه حيث يُعْتَبَرْ العراق الأول في العالم في ذلك حسب نفس المصادر.
3 ـ ان الشباب العراقي اكثر الشباب في العالم في استعمال “جل” الشعر و العدسات اللاصقة وعمليات التجميل و “حف” الحواجب “”كما اكدت مصادر مطلعة”” وهذا الحال يؤثر على العلاقات العائلية ويدفع لارتفاع حالات الطلاق.
4 ـ الطلاق يتناسب طردياً مع عدد المشاركين في المسيرات و التظاهرات المليونية لأن العراق اكثر بلدان العالم في تنظيمها.
5 ـ ينفرد العراقيون عن كل العالم في حماستهم لفريقي ريال مدريد/النادي الملكي وبرشلونا/ البرشا وما يحصل في متابعة مباريات الفريقين الكثير من الأمور التي تتسبب في ارتفاع حالات الطلاق فالزوجة تحب البرشا و الزوج من مشجي الملكي.
6 ـ يتناسب الطلاق عكسياً مع نسبة مشاركة الناخبين في انتخابات أعضاء البرلمان وهذا ما لُمِسَ في السنوات الأخيرة حيث انخفاض نسبة المشاركين في الانتخابات رافقه ارتفاع حاد في نسبة الطلاق…حسب تفسير مصدر مسؤول رفض الكشف عن اسمه.
7 ـ تتناسب حالات الطلاق طردياً مع اعداد حمايات و رواتب أعضاء الرئاسات الثلاث.
8 ـ الطلاق يتناسب طردياً مع عدد أيام العطل الرسمية والدينية. حيث يتسبب ذلك بمشاكل عائلية أدت الى ارتفاع حالات الطلاق.
9ـ لوحظ ان هناك ترابط بين عدد الفضائيين في مؤسسات الدولة من المدنيين و العسكريين و عدد حالات الطلاق حيث التناسب بينها ثبت بالملموس انه تناسب طردي.
10ـ يتناسب الطلاق طردياً مع اعداد السيارات في شوارع العراق.(حسب ما صرح به مدير المرور العام اللواء طارق إسماعيل يوم الجمعة 22 كانون ثاني 2021 ان عدد المركبات في العاصمة بلغ مليونين وخمسمائة الف سيارة [2.500.000سيارة].
وتعليل علم النفس لذلك هو انها تتسبب بزحام كبير يؤثر على الروح المعنوية لسائق المركبة وهذا يترافق مع ارتفاع نسب التلوث والحالتين تؤدي الى مشاكل صحية تؤدي الى مشاكل عائلية…الخ]
11 ـ يتناسب الطلاق طردياً مع عدد حوادث الطرق في العراق.
12 ـ يتناسب الطلاق طردياً مع عدد المتقاعدين في العراق حيث لاحظت مراكز الدراسات و الجمعيات النفسية ارتفاع كبير في عدد المتقاعدين في السنوات الأخيرة صاحبه ارتفاع كبير في حالات الطلاق.
13 ـ لوحظ من قبل منظمات محلية وغير محلية ان هناك علاقة طردية بين كمية الأزبال “الزبالة” في شوارع العراق وعدد حالات الطلاق.
14 ـ لوحظ ان هناك علاقة لم تتم دراستها بين الارتفاع الكبير في درجة الحرارة وارتفاع حالات الطلاق.
15 ت لوحظ ترابط غير مفهوم بين ارتفاع ساعات القطع الكهربائي وارتفاع حالات الطلاق.
16 ـ طرح البعض ان هناك علاقة طردية بين عدد حالات الطلاق وعدد الأحزاب المجازة في العراق.
17 ـ لوحظ هناك علاقة غير مفهومة بين انفلات السلاح (السلاح غير المرخص) وارتفاع حالات الطلاق.
ثانياً : أسئلة ل”بعض علمائنا الأجلاء” أتمنى الإجابة عليها لأنتفع وينتفع غيري:
1 ـ لماذا يَتَعَلَقْ/تَتَعَلَقْ الفتى/الفتاة بالفتاة/ الفتى حد الوصول للخطوبة و الزواج ثم يتحول هذا الاعجاب و ذلك العشق وهوس الحب في بعض/كثير من الحالات خلال اقل من سنة او خلال السنة الأولى من الزواج الى عداء وكره وقطيعة تدفع الى الانفصال و الطلاق؟
2 ـ هل لموضوع شمول المطلقات بالرعاية الاجتماعية تأثير كما يحصل في بلدان الرعاية الاجتماعية؟؟؟
3 ـ أتصور ان لكل حالة طلاق سببها الخاص بها حالها في ذلك حال خارطة أصابع اليد “طبعة الأصابع” أي ان هناك أسباب للطلاق بعدد حالات الطلاق.
وهذا مرتبط بشخصية الفرد سواء كان الزوج او الزوجة…وهذا ينسحب على موضوع الشخصية التي تعني ان لكل شخص على وجه البسيطة شخصية خاصة به تختلف عن أي شخص اخر حتى من افراد عائلته أي ان هناك اكثر من سبعة مليارات شخصية أي بعدد سكان الكرة الأرضية. فما رأي “بعض العلماء” في ذلك؟
4 ـ على فرض ان للنظام السياسي في أي بلد تأثير في موضوع الطلاق كما قارن/أشار السيد قاسم حسين صالح بين الطلاق في “الزمن الدكتاتوري” و الطلاق في ” الزمن الديمقراطي”. أسأل :ماذا عن حالات الطلاق في بلدان الديمقراطية و بلدان الدكتاتورية؟ او لماذا ترتفع حالات الطلاق في كل بلدان العالم على اختلاف نظم الحكم فيها؟ وهل اجرى “بعض علمائنا/كُتابنا/متخصصينا” دراسات في ذلك؟
ثالثاً: صور و تصورات:
ان الزواج قد ينتج عن فعل شخص واحد هو من يتقدم لخطبة الفتاة ويتزوجها لكن الطلاق ينتج عن فعل الاثنين أي الزوج/ الفتى والزوجة/الفتاة وعائلتي الزوج والزوجة…يعني ان كانت للفتى/الزوج عشرة أسباب تدفعه للزواج من الفتاة فهناك ربما عشرين سبب للطلاق عشرة هي أسباب الزواج عند الزوج والعشرة الثانية هي رد الفتاة على أسباب الزواج يضاف لها عشرة أسباب ربما لكل فرد من افراد العائلتين…[أرجو ان أكون قد وفِقْتُ في إيصال الحالة بشكل جيد…اتمنى تنبيهي الى مواقع عدم الدقة واكون شاكراً]
قد لا يمر على بال احد ان تكون الأسباب بسيطة وهي في بدايتها بسيطة مثل رائحة القدمين او استعمال المناشف او التمخط”” او استعمال المناديل الورقية سأحاول بيان بعض من تلك البسيطات في التالي:
1 ـ الزوج وعائلته او الزوجة وعائلتها نادراً ما فكروا أو يفكرون او انتبهوا او ينتبهون قبل الزواج وبعده الى ان الزواج تم بعد عشرات السنين (على عمرهما) قضاها الزوج والزوجة لا يعرفون بعضهم وهم في/من عائلتين مختلفتين ربما في كل شيء أي من نموذجين حياتيين مختلفين في غير المنظور اجتماعياً من السلوك والعلاقات ولم يفكروا بأن مغادرة نمط حياة البنت/ الزوجة والولد/ الزوج السابقة تحتاج وقت طويل…عليه فالصدمة الأولى تأتي من اختلاف الطباع “”هذا ياكل بيده وهي تأكل بالخاشوكَه/الملعقة””…هذا ينام متأخر وهي تنام باكرا…هذه تتقزز من رائحة الشراب ” الجواريب”/ الحذاء وذلك تعود عليها…هذه تستحم مرتين او ثلاثة في الأسبوع وهذا يستحم بالمواسم وغيرها من الأمور و السبب في ذلك ان التعارف بين الزوج والزوج في الغالب تم عن بُعد او وفق “”الطلاء الخارجي للزوج/الفتى او الزوجة/الفتاة””…””مكياج ، ملابس، سيارة ،وسامة…الخ””
2 ـ الزوج يُعَّنِفْ اخته عندما تتصل مع حبيبها عبر الهاتف وباسم مستعار وربما يقتلها ولكنه سمح ويسمح لنفسه بذلك واكثر… وهذا يستدعي منه مراقبتها و هذه المراقبة تستدعي من عقله الباطن حالته مع حبيبته التي أصبحت زوجته ويسأل ربما تفكر بآخر كما فكرت به يوماً فيذهب في مراقبة هاتفها النقال او استراق السمع الى مكالماتها.
3 ـ الزوج يذهب لوالدته ليخبرها برغبته بالتقدم لخطبة فلانه لأنه يحبها و متفقين على الزواج فتفرح الام لكنها ان علمت ان ابنتها تحب شاب واتفقوا على الزواج تعنفها وتغلق عليها باب الدار و تمنعها حتى من الذهاب الى المدرسة او الجامعة…إن تمكنت طبعاً…فتذهب الأخت/ البنت الى زوجة اخيها التي تبحث عن صداقتها أي الى صاحبة التجربة المماثلة لتستشيرها أو تساعدها في مساعيها في علاقتها وهنا يُضَعْ اللوم على زوجة الأخ حيث تُزاح الاغطية عن الثقة و الاحترام ويبدأ الشك بالزوجة.
4 ـ زوجته محجبة وهو يبحث عن أفلام الدعارة ويتبادلها مع اصدقاءه.
5 ـ يقال ان الزوجة تتعرى امام زوجها ولا تتعرى امام ابيها واخيها وحتى أمها و نفس الشيء بالنسبة للزوج… التعري هنا ليس بخلع الملابس فقط انما بكل شيء عليه يبدأ الموضوع هنا حيث يكتشف كل من الزوج والزوجة العيوب الخلقية و النفسية في كل منهم ويبدأ التفضيل وما سيرافقه مع الزمن مع ضغط الحياة الداخلية و العائلية و الحياة العامة.
6 ـ نسبة عالية من ازواج اليوم تَعَّوَدَ على استعمال العادة السرية وربما يفضلها أي لا يتركها بعد الزواج.
7 ـ زواج أيام زمان كان من محيط العائلة وفق : ( بنت العم لبن العم جبناها وهاي الرادها وهاي التمناها) ثم تطور للعشيرة ثم للمنطقة السكنية ثم للمدينة والاغلب في هذه الحالات ان الأزواج (ذكور واناث) يعرفون طباع بعضهم نوعما و يعرفون خصال بعضهم و يعرفون الحالات المرضية التي يحملها الزوج او الزوجة اما اليوم فاختلف الحال و طريقة الزواج هي نفسها. يعني : ( يشوفها تعجبه يودي اهله على أهلها خطابة واهل البنت يسألون عن اهل الولد وووو)
رابعاً: الحب و الطلاق وعلم النفس :
……………………….
الى اللقاء في الخاتمة التي ستبدأ ب:[ رابعاً: الحب و الطلاق وعلم النفس].
عبد الرضا حمد جاسم