زار أمس العاصمة البريطانية لندن مسرور البارزاني رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان العراق ، حيث آعترض موكبه الكثير من الكرد وقذفوه بالبيض الفاسد وقنينات الماء ، مع إطلاقهم شعارات تنديدية ضد سياسة حكومته وحزبه بشأن الأوضاع الداخلية المتأزمة منذ أعوام طويلة في إقليم كردستان العراق ، وهكذا تعاونهم مع الحكومة التركية والجيش التركي ضد قوات حزب العمال الكردستاني المتواجدة في جبال قنديل ، ووصف المعترضون الغاضبون الكرد مسرور البارزاني بالخائن والإرهابي والقاتل ! .
في السادس عشر من هذا الشهر قام مسرور البارزاني بزيارة الى تركيا وآلتقى بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مكتبه بأسطنبول وآجتمع معه وبحضور ومشاركة رئيس المخابرات التركية حاقان فيدان ، وبعد عودته للإقليم بأقل من ثلاثة أيام أقدم الجيش التركي بالهجوم على مناطق واسعة من إقليم كردستان العراق في عملية عسكرية واسعة النطاق سماه ب[ مخلب القفل ] ! . وصرح وزير الدفاع التركي خلوصي آكار بأن العملية العسكرية هذه تمت [ بالتنسيق مع أصدقائنا ] ، وذلك في إشارة الى حزب البارزاني وحكومة الإقليم التي يترأسها مسرور البارزاني .
كما أكد الكاتب التركي إسماعيل ياشا ما ورد أعلاه في التنسيق بين حزب وحكومة البارزاني والحكومة والجيش التركي في الهجوم الأخير على إقليم كردستان العراق ضد قوات العمال الكردستاني ، يقول إسماعيل ياشا بأن : [ العملية العسكرية الواسعة التي تشارك فيها مروحيات الهجومية والمسيّرات المسلحة ، بالإضافة الى الطائرات الحربية ، جاءت بعد اللقاءات التي جمعت المسؤولين الأتراك والأكراد . وكان رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان إستقبل يوم الجمعة رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني في مكتبه بأسطنبول ، وكان رئيس الإستخبارات الوطنية التركي حاقان فيدان حاضراً في ذلك اللقاء ، ما يؤكد إن الجيش التركي يقوم بهذه العملية بعلم حكومة الإقليم وموافقتها والتنسيق معها ] ! . يُنظر الموقع التركي [ ترك برس ] ، مقالة [ أهداف عملية المخلب القفل للجيش التركي ] للكاتب التركي إسماعيل ياشا .
منذ عام 2019 وتركيا تقوم بآكتساح إقليم كردستان العراق عسكرياً وتشن عمليات واسعة النطاق ضد القوات الكردية التابعة لحزب العمال الكردستاني وبأحدث وأفتك الأسلحة الحربية ، مع عمليات القصف المدفعي والصاروخي شبه المستمر لتركيا على مناطق واسعة من إقليم كردستان العراق . وبهذا تعرض الشعب الكردي في تلكم المناطق المستهدفة تركياً الى الكثير من الأضرار والخسائر البشرية والنفسية والمادية ، مضافاً لتركيا أكثر من ثلاثين قاعدة عسكرية مدججة بمختلف الأسلحة الثقيلة في مناطق مختلفة من إقليم كردستان العراق ! .
إن تركيا تتخذ من العمال الكردستاني كذريعة لها في هجماتها المستمرة والمتكررة على إقليم كردستان العراق ، كما تدخلاتها في سوريا وهجماتها على القوات الكردية في كردستان سوريا ، فتركيا بالحقيقة تهدف الى تركيا الكبرى في المنطقة ، فهي حتى اليوم طامحة في ولاية الموصل ، حيث كردستان العراق ، ومن ضمنها مدينة كركوك الغنية بالنفط ، فتركيا تسعى الى آسترجاعها وضمها اليها ، بالإضافة الى مناطق أخرى من كردستان سوريا . لهذه العوامل تسعى تركيا وتحاول الى كسر المقاومات الكردية في كردستاني تركيا وسوريا لكي تصفو لها الأجواء وتمهد الأرضية في التوسع والإمتداد في المنطقة . ومن ضمن محاولاتها هو دعم وإسناد الجماعات المتطرفة والتكفيرية ، مثل داعش والنصرة وأمثالهما بالسلاح والتمويل في سوريا والعراق ، هذا الى جانب تدخلاتها في ليبيا ودعم المجموعات الإرهابية هناك كما في سوريا والعراق .