وجد النفط الروسي طريقًا ممهدًا إلى الهند، الراغبة في الاستحواذ على أكبر قدر من الخام بأسعار مخفضة لتأمين احتياجاتها من الوقود التي شهدت ارتفاعًا كبيرًا خلال المدة الماضية.
وانضمت شركة ريلاينس إندستريز المحدودة المشغلة لأكبر مجمع لتكرير النفط في العالم، إلى شركات النفط الهندية التي أعلنت استحواذها على شحنات ضخمة من النفط الروسي.
وطلبت شركة ريلاينس ما لا يقل عن 15 مليون برميل من النفط الروسي منذ غزت روسيا أوكرانيا في فبراير/شباط، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
شحنات ريلاينس
قالت المصادر إن ريلاينس اشترت في المتوسط 5 ملايين برميل شهريًا للربع الثاني من العام الجاري (أبريل/نيسان- يونيو/حزيران).
وتعمل شركات التكرير في الهند -ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم- على شراء النفط الروسي من خلال صفقات فورية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط، مستفيدة من الخصومات الكبيرة مع تراجع المشترين الآخرين.
ومع الأزمة الروسية الأوكرانية، عُرِضَ خام الأورال بخصم يصل إلى نحو 30 دولارًا أقلّ من سعر خام برنت القياسي، لجذب المشترين بعد أن رفضت العديد من شركات التأمين والمصارف منح شركات النفط خطابات ضمان بنكية لشراء النفط الروسي.
موقف الهند
قبل حرب أوكرانيا، نادرًا ما كانت المصافي الهندية، بما في ذلك ريلاينس، تشتري النفط الروسي بسبب ارتفاع تكاليف الشحن.
لكن العقوبات الغربية على روسيا منذ غزوها لأوكرانيا، الذي وصفته موسكو بـ”عملية خاصة”، دفعت العديد من مستوردي النفط إلى تجنب التجارة مع موسكو، ما أدى إلى انخفاض أسعار الخام إلى مستويات خصم قياسية.
واستحوذت المصافي الهندية على ملايين البراميل الرخيصة، إذ تضررت الهند بشدة من ارتفاع أسعار النفط، خاصة أنها تستورد نحو 85% من احتياجاتها النفطية البالغة 5 ملايين برميل يوميًا.
وفي الوقت الذي دعت فيه نيودلهي إلى وقف فوري لإطلاق النار في أوكرانيا، لم تدن صراحة تصرفات موسكو، كما امتنعت الهند عن التصويت على عدة قرارات للأمم المتحدة بشأن الغزو.
شحنات النفط الروسي
تظهر بيانات تدفق ناقلات رفينيتيف إمدادًا بنحو 8 ملايين برميل من النفط الروسي، معظمها من الأورال، في ميناء سيكا الذي تديره شركة ريلاينس في غرب الهند، للوصول بين 5 أبريل/نيسان و9 مايو/أيار.
وتكشف بيانات رفينيتيف أن معظم هذه البراميل تُورّد من قبل التاجر الروسي ليتاسكو.
وقال التجار إن ريلاينس تشتري النفط الروسي على أساس التسليم، وتظهر بيانات رفينيتيف أنه من المقرر أن تحصل ريلاينس على أول طرد لها من نفط إسبو الروسي في أوائل مايو/أيار المقبل.
وتدير ريلاينس المملوكة للملياردير موكيش أمباني مصفاتي تكرير في مجمع جامناجار في غرب الهند، يمكنهما معالجة نحو 1.4 مليون برميل يوميًا من النفط يوميًا.
إغراءات الخصومات
يبدو أن ريلاينس قد غيّرت موقفها السابق بفعل إغراءات الخصومات الكبيرة التي يقدمها بائعو النفط الروسي، بعد أن أعلنت في بداية الأزمة الأوكرانية تجنبها شراء الخامات الروسية.
وقال نائب الرئيس الأول، رئيس قسم الأعمال في الشركة، راجيش راوات: “حتى لو تمكنّا من الحصول على بعض الوقود من روسيا، فمن المحتمل أننا سنخرج منها بسبب العقوبات”.
وتشتري ريلاينس عادة من روسيا خام الأورال وزيت الوقود، في حين تشتري شركة التكرير الخاصة في الغالب لَقيمها البتروكيماوي من الشرق الأوسط والولايات المتحدة.