يواجه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أوضاعا عصيبة ويبدو التخبط والانفعال وعدم الاتزان أوضح مايکون على تصريحات ومواقف وتصرفات قادة ومسٶولي النظام خصوصا في ظل الاوضاع المتردية على مختلف الاصعدة وتزايد الاحتجاجات الشعبية والتخوف من إندلاع إنتفاضة عارمة وبسبب هذا الخوف وصل الامر الى تزايد حدة الانقسامات والاختلافات داخل النظام بسبب محادثات فيينا ووصولها الى طريق مسدود بسبب إصرار النظام على مطالب وأمور لاعلاقة لها بأصل القضية، وذلك لأن رئيسي ومنذ تنصيبه رئيسا فإنه وکبقية قادة النظام يتخوف کثيرا من إندلاع الانتفاضة بوجه النظام مالم يتم تغيير الاوضاع وإيقاف ترديها وسيرها نحو الاسوأ، والذي يضاعف من حالة الخوف والارتباك والتخبط لدة قادة النظام الايراني هو إنهم يعرفون جيدا بأن التغيير قادم ولامحال منه أبدا.
أکثر شئ يرعب النظام ويثير ذعره في هذه الفترة الحساسة هو إن ظلال إنتفاضتي 28 ديسمبر2017، و15 نوفمبر2019، اللتان لعبت منظمة مجاهدي خلق دورا قياديا فيهما تحدقان ککابوس مرعب على رأس قادة النظام خصوصا وإن الاحتجاجات الشعبية ونشاطات وفعاليات وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة مستمرة ومتواصلة ضد النظام على قدم وساق، وإن الذي يحرج النظام کثيرا ويجعله يشعر بالخوف هو إن العالم کله صار يعلم بأن سبب عدم التوصل للإتفاق في محادثات فيينا هو تعنت النظام الايراني وسعيه عبر الطرق الملتوية من أجل المحافظة على برنامجه النووي المشبوه من جهة والسعي للمطالبة بشرط مرفوض دوليا وهو إخراج جهاز الحرس الثوري من قائمة الارهاب.
السلطات الحاکمة في طهران والتي تلطخت أياديها بدماء أبناء الشعب الايراني في سائر أرجاء البلاد، تتصور بأن القمع والاعدامات والسجون والتعذيب من شأنه إرعاب الشعب وثنيه عن مواصلة نضاله ضدها وإجباره على فك إرتباطه بالمقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق، والذي يلفت النظر کثيرا ويثير السخرية ويظهر جهل وغباء هذا النظام هو إنه لايلتفت الى کل الجهود واسعة النطاق التي بذلها طوال 42 عاما وصارت هباءا منثورا بعد الانتفاضتين الاخيرتين والاحتجاجات الاخيرة التي أعقبتها، وإن مايسعى إليه اليوم هو المستحيل بعينه إذ لايمکن لشعب أن يفك إرتباطه بتنظيم شعبي کرس کل جهوده من أجل خلاص الشعب الايراني بإسقاط النظام الاستبدادي الحاکم.
ماعانى منه الشعب الايراني طوال 42 عاما على يد هذا النظام أذاقته الويلات وکل أنواع المصائب والبلاء، تجعل من هذا الشعب يسابق الزمن من أجل التعجيل والاسراع بإسقاط هذا النظام وجعله عبرة لکل الطغاة والمستبدين ولکافة الانظمة الديکتاتورية وإنه إذ يقف اليوم الى جانب المقاومة الايرانية ومنظمة مجاهدي خلق في جبهة واحدة للنضال من أجل الحرية والتغيير ومستقبل أفضل، فإنه يعلن بذلك إنه يعقد الامل على هذه القوة الثورية الانسانية التي أثبتت على الدوام وطوال العقود الماضية إخلاصها وإنتمائها الکامل للشعب ونضالها من أجل تحقيق أهدافه وطموحاته.