الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeمقالاتحامد الحمداني:دراسة تربوية علموا ابناءكم الحياة الحلقة التاسعة

حامد الحمداني:دراسة تربوية علموا ابناءكم الحياة الحلقة التاسعة

 

مشاكل التأخر الدراسي

يتشكى الكثير من الآباء والأمهات من حالة التأخر الدراسي التي يعاني منها أبناءهم ، غير مدركين للأسباب الحقيقية وراء هذا التأخر وسبل علاجها، وقد يلجأ البعض منهم إلى الأساليب غير التربوية والعقيمة، كالعقاب البدني مثلاً في سعيهم لحث أبنائهم على الاجتهاد، ولاشك أن الأساليب القسرية لا يمكن أن تؤدي إلى تحسين أوضاع أبنائهم، بل على العكس يمكن أن تعطينا نتائج عكسية لما نتوخاه .

إن معالجة مشكلة التأخر الدراسي لدى أبنائنا وبناتنا تتطلب الاستعانة بالأساليب التربوية الحديثة القائمة على العلم، فهي المنار الذي يمكن أن نهتدي بها للوصول إلى ما نصبوا له لأجيالنا الناهضة من تقدم ورقي وهذا بدوره يتطلب منا أن الإجابة على الأسئلة التالية:

1 ـ كيف نحدد التأخر الدراسي؟

2 ـ ما هي أنواع التأخر الدراسي؟

3 ـ ما هي مسببات التأخر الدراسي؟

4 ـ كيف يمكن علاج التأخر الدراسي؟

كيف نحدد التأخر الدراسي:

لكي نستطيع تحديد كون التلميذ متأخر دراسياً أم لا ينبغي الاستعانة بالاختبارات التالية :

1ـ اختبارات الذكاء .

2 ـ اختبارات القدرات .

3 ـ اختبارات التكيف الشخصي والاجتماعي. (24)

وسأحاول أن أقدم لمحة موجزة عن هذه الاختبارات وما يمكن أن تكشفه لنا كل واحدة منها من معلومات هامة ومفيدة تساعدنا على التعرف على مستوى ذكاء التلميذ، وما إذا كان عمره العقلي يتناسب مع عمره الزمني، أم انه أعلى، أم أدنى من ذلك، وتدلنا على الوسائل التي يمكن الاستعانة بها لمعالجة أسباب تأخره، وتوجيهه الوجهة الصحيحة، وملافات الهدرالذي يمكن أن يصيب العملية التعليمية والتربوية إذا ما أهمل هذا الجانب من الاختبارات.

أولاً: اختبارات الذكاء:

الذكاء كما هو معلوم، القدرة على التعلم واكتساب الخبرات، وكلما زاد الذكاء، كلما زادت القدرة على التعلم، وطبيعي أن الأطفال جميعاً يختلفون بعضهم عن بعض بنسبة الذكاء، كاختلافهم في القدرة الجسمية سواء بسواء. ولقد كان العلماء فيما مضى يهتمون بكمية الذكاء لدى الطفل بصورة عامة، إلا أن الأبحاث الجديدة كشفت أن للذكاء أنواع متعددة، فقد نجد تلميذاً متفوقاً في الرياضيات، ولكنه ضعيف في الإنشاء والتعبير. إن لاختبارات الذكاء أهمية قصوى وينبغي أن تأخذها مدارسنا بالحسبان لكي تستطيع أن تؤدي عملها بنجاح.

ماذا تكشف لنا اختبارات الذكاء ؟

1ـ تعرفنا هذه الاختبارات إن كان تحصيل التلميذ متفقاً مع قدراته ، أم أن تحصيله أقل من ذلك ، وإلى أي مدى؟

2ـ تساعدنا على تقبل نواحي النقص، أو الضعف لدى التلميذ فلا نضغط عليه، ولا نحمله ما لا طاقة له به، فيهرب من المدرسة، ويعرض مستقبله للضياع .

3ـ تساعدنا على تحديد نواحي الضعف وامكانية معالجتها.

4ـ توضح لنا الفروق الفردية بين التلاميذ، ولهذا الأمر أهمية بالغة جداً، لا يمكن لأي معلم ناجح الاستغناء عنها.

5ـ تساعدنا هذه الاختبارات على تحديد نواحي القوة والتفوق لدى التلميذ ، والتي يمكن الاستعانة بها على معالجة نواحي الضعف لديه .

6– تساعدنا هذه الاختبارات على توجيه التلميذ الوجهة الصحيحة، فلا يكون معرضاً للفشل وضياع الجهود والأموال. (25)

وهكذا يتبين لنا أن الاهتمام بمثل هذه الاختبارات يتسم بأهمية كبيرة إذا ما أردنا النجاح في عملنا التربوي، وتجنبنا إضاعة الجهود، وحرصنا على أحوال التلاميذ النفسية، وجنبناهم كل ما يؤدي إلى الشعور بالفشل، وضعف الثقة بالنفس، وعدم القدرة، والشعور بالنقص، وربما يلجأ التلميذ إلى الهروب من المدرسة إذا ما وجد نفسه غير قادر على القيام بواجباته المدرسية شأنه شأن بقية زملائه في الصف. وتضم اختبارات الذكاء نوعين:

1 ـ نوع يقيس القدرة العقلية بصورة عامة: (26)

ويوضح لنا العلاقة بين [العمر العقلي]و[العمر الزمني]للتلميذ، وتعبرعنه هذه النتيجة بـ [ نسبة الذكاء ] حيث تقاس نسبة الذكاء بحاصل قسمة العمر العقلي على العمر الزمني مضروباً في 100، فلو فرضنا أن طفلاً عمره الزمني يعادل 10 سنوات، وأن نتائج اختبارات الذكاء بينت أن عمره العقلي يعادل 9 سنوات فإن نسبة الذكاء لديه تساوي 90% . ومن الواضح أن التلميذ المتوسط تكون نسبة ذكائه 100 %،

فمن كان نسبة ذكائه ما بين 80 إلى 90% كان ذكاء ذلك التلميذ دون المتوسط. ومن كان نسبة ذكائه من بين 90 إلى 110 فهو متوسط الذكاء .

ومن كانت نسبة ذكائه ما بين 110 إلى 120 كان ذكياً

ومن كانت نسبة ذكائه ما بين 120 إلى 140 كان ذكياً جداً .

ومن كان نسبة ذكائه ما فوق 140 كان التلميذ عبقرياً.

2 ـ نوع يقيس الأنواع المختلفة للقدرات العقلية:

وهذا النوع يبين لنا موطن الضعف،وموطن القوة،إلى جانب الذكاء الكلي، وطبيعي أن هذا النوع أدق من الاختبارالأول.

كان علماء النفس يعتقدون أن نسبة الذكاء ثابتة، وغير قابلة للتغيير، ولا زال البعض منهم يأخذ بهذه الفكرة، غير أن الدلائل تشير إلى أن النمو في قدرة الطفل العقلية لا تسير على وتيرة واحدة، ولا بشكل منتظم، بل تتخلله حالات من البطء، وحالات من السرعة، وهي تتوقف على طبيعة النمو وعوامله المختلفة.

إن الذكاء يتأثر حتماً بالتفاعل بين عاملي [الوراثة] و[البيئة] وإذا ما تبين أن ذوي التلميذ لا يعانون من أي عوق أو تخلف عقلي أو اضطرابات نفسية، وإذا ما توفرت البيئة الصحية والطبيعية الملائمة، فإن النمو يجري على أحسن الوجوه.

غير أن هناك حقيقة لا ينبغي إغفالها أبداً وهي أن اختبارات الذكاء قد لا توصلنا إلى حد الكمال وذلك لوجود عوامل مختلفة تؤثر على مدى دقتها كالمرض والاضطراب النفسي والخبرة التي اكتسبها الطفل من بيئته لأنها تلعب دوراً مهماً في الموضوع.

وعلى كل حال يمكننا أن نحصل على النتائج المفيدة إلى حد بعيد إذا ما كانت الاختبارات التي أجريناها دقيقة، وإذا ما أخذنا في الاعتبار جميع العوامل المؤثرة في هذا المجال، وينبغي لنا أن نؤكد على أن نجاح التلميذ في اختبارات الذكاء لا يعني أنه لن يفشل في دراسته العليا، إذا ما اجبرالتلميذ على دراسة فرع لا يرغب به، وليست له القدرة عليه.

ولذلك لابدّ أن تكون هناك اختبارات أخرى تحدد لنا الاتجاه الذي ينبغي للتلميذ أن يسلكه.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular