الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeمقالاتاللعبة المکلفة : منى سالم الجبوري

اللعبة المکلفة : منى سالم الجبوري

 

من الصعب جدا على القادة والمسٶولين في النظام الايراني ومهما بذلوا من مساعي، أن يخفوا حقيقة أن إيران بأمس الحاجة للتوصل الى الاتفاق النووي لأن الاوضاع العامة في البلاد لم تعد تتحمل وإن التظاهرات الکبيرة والواسعة لشرائح مهمة من الشعب الايراني نظير المعلمين والعمال بشکل خاص، باتت تعم أرجاء إيران وذلك بسبب الاوضاع بالغة السوء وعدم تمکن حکومة ابراهيم رئيسي من إيجاد أية حلول ومعالجات ولو طفيفة ونسبية للمشاکل والازمات التي تسود البلاد.

تظاهرات المعلمين التي إجتاحت أکثر من 50 مدينة إيرانية، والتي هدد خلالها المعلمون بالانتفاضة في حال لم تستجب السلطات الايرانية لمطالبهم، الى جانب مئات الاحتجاجات الشعبية المختلفة الاخرى والتي تعکس حالة الغليان التي يعيشها الشعب بسبب من تفاقم الاوضاع، کل هذا بمثابة قرع ناقوس الخطر للنظام ومن أن يسعى لمعالجة الامور قبل أن تقع الفأس بالرأس، وإن القادة والمسٶولون في النظام والذين سعوا ويسعون من أجل تهدئة الشعب الايراني والتلويح له بقرب التوصل لإتفاق وبالتالي معالجة الاوضاع السيئة المختلفة، ولاريب من أن التصريحات الاخيرة التي أطلقها أمير عبداللهيان، وزير الخارجية والتي أناح فيها باللائمة على الولايات المتحدة في عدم إبرام الاتفاق ومن إنها تتلکأ وتکثر في المطالبات وإن عليها أن تسير على الطريق والواقعي والحل، وحتى إنه ولکي يثبت للشعب الايراني براءة النظام من العمل على إعاقة وعرقلة محادثات فيينا من حيث عدم توصلها لإتفاق نهائي بأن أضاف:” الدول الأوروبية الثلاث، وروسيا والصين، مستعدة الآن لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية”!

کلام عبداللهيان هذا بطبيعة الحال يتعارض ويتناقض تماما مع مايقوله ويٶکد الامريکيون، خصوصا بعد أن صار العالم کله يعرف بأن موضوع”إزالة الحرس الثوري الايراني” من قائمة المنظمات الارهابية، قد أصبح ليس المطلب الرئيسي لطهران فقط وإنما حتى شرطا أساسيا لها أمام التوصل لأي إتفاق، وهذا الاسلوب الذي يتبعه النظام بإلقاء اللائمة على الامريکيين والسعي من أجل التنصل من المسٶولية عن إطالة المحادثات وإشغالها بأمور ومسائل جانبية کما أکد ذلك لأکثر من مرة ليس الامريکيون بل الاوربيون وحتى إن الروس والصين أيضا قد ضاق بهما الذرع في بعض الاحيان من وراء المراوغة ولعبة اللف والدوران لطهران في المفاوضات.

ماقام ويقوم به النظام الايراني خلال الجولات الثمانية لمحادثات فيينا ومابينهما، أشبه بلعبة يقوم بها ليس مع مفاوضيه فقط بل وحتى مع الشعب الايراني نفسه، وهو يحاول من خلال هذه اللعبة أن يحافظ على الامن والاستقرار في الداخل من جانب، وعلى التواصل مع المفاوضين من جانب آخر، لکن الحقيقة المهمة جدا والتي يجب على النظام أن يضعها في الحسبان هو إن هذه اللعبة مکلفة وقد تکلفه أکثر مما قد يتصور بکثير وعلى مختلف الاصعدة!

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular