باءت جهود نقل دبابات مضادة للطائرات من ألمانيا، إلى أوكرانيا بالفشل بعد أن كشفت وكالة Bloomberg الأمريكية، الخميس 28 أبريل/نيسان 2022، أن برلين لا تملك ذخيرة كافية لهذه النوعية من الآليات.
ونقلاً عن صحيفة Bild الألمانية، فإن برلين لا يوجد فيها حالياً سوى 23.000 طلقة، وهو ما يكفي لتغطية 20 دقيقة فقط من القتال المكثف، بينما ستحتاج عمليات نشر 50 دبابة من طراز “جيبارد” في أوكرانيا إلى مئات الآلاف من الرصاصات التي تمر عبر مدافعها المزدوجة.
تحاول برلين التواصل مع البرازيل وقطر والأردن، حيث إنها الدول التي سبق لها شراء تلك الدبابات في السابق وما تزال تمتلك ذخيرتها، وفقاً لمسؤولٍ حكومي ألماني طلب عدم الكشف عن هويته؛ لسرية المداولات.
وصُمِّمَت دبابات جيبارد، التي تعني “الفهد” بالألمانية، أثناء الحرب الباردة في السبعينيات، وذلك لإسقاط المروحيات والطائرات على بعدٍ يصل إلى ستة كيلومترات. لكن الجيش الألماني لم يعد يستخدم تلك الدبابات، وتركها مخزنةً داخل مستودع مملوك لشركة Krauss-Maffei Wegmann المُصنّعة لها.
ربما تكون البرازيل هي المورّد الأكثر أرجحية، إذ اشترت البلاد تلك الدبابات لحماية ملاعب كرة القدم من الطائرات المسيرة والتهديدات الجوية الأخرى في أثناء استضافة كأس العالم 2014، واشترتها قطر للغرض نفسه.
ضغوطات على برلين
يشار إلى أن خطوة ألمانيا المبدئية لإمداد أوكرانيا بأسلحةٍ ثقيلة قد جاءت عقب الضغوطات المكثفة عليها من أجل دعم دفاعات البلاد بشكلٍ أفضل.
وقد أشاد وزير الخارجية الأمريكية، لويد أوستن، بتلك الخطوة المفاجئة، واعتبرها إسهاماً كبيراً يُضاف إلى قدرات الجيش الأوكراني. لكن نقص الذخيرة يهدد بتقويض سمعة ألمانيا من جديد.
إذ قال أندريه ميلنيك، سفير البلاد لدى ألمانيا، لقناة n-tv الألمانية، الأربعاء 27 أبريل/نيسان 2022: “من المحتمل أن تضطر أوكرانيا إلى رفض العرض إذا فشلت وزارة الدفاع الألمانية في توفير الذخيرة خلال الأيام القليلة المقبلة”.
يمكن ألا تتم الصفقة في النهاية، بعيداً عن مسألة توفير الذخيرة. ويرجع ذلك إلى إنتاج الرصاصات في سويسرا، وهي دولةٌ أخرى يجب أن توافق على الصفقة.
وقد تسلمت سويسرا طلبي استفسار من ألمانيا حول تمرير الذخيرة سويسرية الصنع إلى أوكرانيا، لكنها رفضت الطلبين تماشياً مع وضعية البلاد المحايدة، وفقاً لما أفادت به أمانة الدولة للشؤون الاقتصادية.