تعمل السيدة ميسون بالعاصمة بغداد، في مجال صيانة السيارات، وترى أن تلك المهنة ليست حكراً على الرجال، وأن هدفها مساعدة النساء بصيانة سياراتهم.
ودعت ميسون عبر “ناس” النساء الراغبات بتعلم هذه الحرفة لزيارتها، وأنها مستعدة لاعطاء دورات مجانية لهن.
عراقية تقتحم عالم صيانة السيّارات وتروي قصتها مع “مهنة الرجال”
تعلمت المهنة منذ صغرها (ألترا عراق
على غير المعتاد، ميسون حسن، سيّدة عراقية تسكن في أطراف العاصمة بغداد وتحديدًا في منطقة جسر ديالى، خلقت جدلًا واسعًا في الشارع بعد اختيارها لمهنة لم يسبق لقريناتها العمل بها.
تملك “ميسون حسن” شهادة بكالوريوس في اللغة العربية لكنها تسعى لإثبات أنّ مهنة صيانة السيارات ليست حكرًا على الرجال
وعلى جانب آخر، يتظاهر مئات الآلاف من الخريجين على مدار سنوات وفي عموم المحافظات احتجاجًا على عدم توفير فرص عمل سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص بعد تخرجهم من الجامعات.
الحكاية
“والدي بدأ بتعليمي صيانة السيارات منذ أن كنت في عمر الـ 14 عامًا، وبعد وفاته وتخرجي من الجامعة، أقدمت على فتح المحل الخاص بي”، هذه الكلمات الأولى لميسون التي تروي قصتها مع مهنة صيانة السيارات لـ”ألترا عراق”.
اقرأ/ي أيضًا:
التخطيط تقدم إحصائية بنسبة مشاركة المرأة في مؤسسات الدولة
وأضافت حسن أنها “تملك شهادة بكالوريوس في اللغة العربية، لكنها تسعى لإثبات أن هذه المهنة ليست حكرًا على الرجال، مؤكدة أنّ “الهدف من فتح محلها الخاص بغسيل وصيانة السيارات جاء لمساعدة المرأة العراقية”.
ومحل الصيانة موجود في منطقة زيونة (شرقي بغداد)، في حين بلغ سعر إيجاره 700 دولار، وهو بسعر مرتفع نسبيًا رغم صغره، وفقًا لحسن.
اختارت ميسون حسن مهنة صيانة السيارات بعد أن عجزت على الحصول من وظيفة في القطاع العام (ألترا عراق)
وتقول حسن، إنّ “المدخول المادي للمشروع ضعيف بسبب عدم وجود زبائن كثر”، مشيرةً إلى أنها “تسعى إلى تطوير المشروع وجعله أكبر ويعرفه الزبائن”.
الاختيار
وبشأن اللجوء إلى هذا العمل، تبيّن حسن أنّ “اختيار هذا العمل جاء لعدم حصولها على فرصة للعمل ضمن القطاع الحكومي رغم امتلاكها شهادة جامعية جيدة”.
وبحسب وزارة التخطيط العراقية، فإنّ آخر الإحصاءات تشير إلى أنّ نسبة البطالة وصلت لـ 13.8% في البلاد، مؤكدةً أنها “ستجري مسحًا جديدًا للبطالة في العراق خلال عام 2022”.
الإحصاء الأخير لوزارة التخطيط أظهر أن محافظة الأنبار غربي البلاد سجلت أعلى نسبة بطالة بواقع 32.4 في المئة، فيما بلغت النسبة في محافظة كركوك 6.3 في المئة وهي الأقل مقارنة بباقي المحافظات العراقية، كما بلغت نسبة البطالة في الريف 14 في المئة، مقارنة بـ13.2 في المناطق الحضرية.
دعوة إلى النساء
ومحل الصيانة هو الدخل المادي الوحيد لحسن، وهو المعيل الرئيس لـ”عائلتها التي تعاني الفقر”، فيما تطالب الحكومة بـ”توفير محل لها يكون بإيجار سنوي لكن بأسعار مدعومة من أجل تخفيف العبء المادي عليها”.
وتقول حسن إنّ “الحكومة في العراق لا تقدم أي مساعدة ودعم حقيقي للعنصر النسوي رغم المناشدات العديدة لهم على كافة الأصعدة”.
وتدعو حسن في ختام حديثها النساء الراغبات بتعلم هذه الحرفة إلى “زيارتها من أجل إعطاء دورات مجانية لهن”.
ووفق بيانات وزارة التخطيط العراقية، فإنّ 7% من النساء المستعدات للعمل ينجحن في الحصول على عمل فعلًا، إذ يسجل العراق رقمًا قياسيًا في غياب المساواة بين الرجل والمرأة، فهو يأتي في ثاني أدنى مرتبة بنسبة العمالة النسائية من بين 130 دولة.