* الشعر مشعل للتنوير وشحن الهمم
بقلم : الأديب والإعلامي أحمد لفته علي – بغداد
لكل عصر شعراؤه ومفكريه وعلماؤه وبين جدلية الإرتقاء والإبداع يسمو عصمت شاهين الدوسكى ليصبح في محراب ومصابيح الكلمات ومشاعلها….. سموت ” عفرين ” الجميلة التي ذاقت الأمرين في كلماتك تواسيها وتحبها وتداريها وتمسح عنها غبار الحروب …عفرين تأبى أن تكون مطواعة للأوغاد والطغاة والسراق وترمى بهم في “افا رهش”ولا تطهرهم لأنهم سراق ولأنهم قساة ولأنهم باعوا كل شيء فهم سماسرة في سوق النخاسة هناك …عصمت الدوسكى غنى للثكالى للفقراء للانقياء للعذارى ..صوتك مزمار سحري ينعش الروح ويداري العصافير في أزقة عفرين وتزقزق ..لأنهم يعتاشون على الكلمات نعم ” من يبيع الأرض يهون عليه بيع السماوات ويغتال القمر المشهود “……….
قصيدة جميلة تسبح فى أجواء نزار قباني ثوري تمردي قولي شيئا …..ولكن اليوم نحتاج إلى تثوير طاقات المرأة في البناء والوقوف بوجه الظالمين كتفا بكتف مع الرجل ،المرأة التي فقدت زوجها ابنها وحبيبها وبيتها ووطنها المرأة المفكرة الملهمة في بناء وطن مدمر وإنسان مهجر في وطنه ،الشعر مشعل نار يحملها الرجل والمرأة للتنوير والتثوير ونقول لسارق القوت قف هنا تراجع ونصب اللعنات في وجه القمع والديكتاتورية في وجه سارق القوت ومهدم الدار والوطن وخراب الإنسان في كل الميادين عصمت الدوسكي مهمتكم اكبر من التأوهات والأوجاع لقلب موازين الظلم بوجه المزيفين من أية طينة كانوا حكاما أفرادا وعملاء في وطن اسمه العراق ،أنا معك في الحق والعدل والجمال وبناء عالم جميل يعيش فيه الكل بالتسامح والمحبة والعدالة وبناء وطن جنة للكل ….. غنى الأغنياء بحكم قانون الأمم المتحدة الذي يتصدره الكبار والعظام وأصحاب الفخامة والسيادة باطلا وزيفا وبهتانا… لأنها أمم تتحكم بالضعفاء وتقتل المريض والمعوق ..والجريح والكسيح وتهدم البيوت بإشارة منها ..وماذا فعلت …باحتلال العراق من قبل التحالف الشيطاني الماكر…. جوعوا الشعب وهتكوا الأعراض ورملوا النساء وسرقوا النفط وخلقوا الأزمات ومثلما قالت كوندا ليزا رايس ” الفوضى الخلاقة ” أي أزمة بعد أزمة نصيب الفقراء والجالسون عملاء عند السيد الآمر والناهي لقاء بيع العراق بثمن بخس في سوق العبيد والنخاسة ومات الضمير لقاء دراهم معدودات وان ربك بالمرصاد لفراعنة العصر… وأتذكر أن نورى السعيد لبس العباءة النسوية من تاريخ العراق الحديث القريب ونورى كان وطنيا يريد خير العراق ولم يكن يملك دارا باسمه وكان رئيسا لوزراء العراق ولكن الشعب الجائع الغاضب سحلوه بعد ربط الجثة بالسيارات…وفى فترة السقوط وجدوا بنت نورى في ملجأ دار العجزة …وأباطرة العصر ألا يتعظون ويلعبون بمصائر شعب فقير يريد لقمة شريفة من موارده الكثيرة وبلغت أسعار النفط الى١٤٠ و//١٢٠ دولارا… والحصة التموينية تنقص ولا تزيد يسرقون قوت الشعب ويرفع عقيرة الإعلام المأجور بزيادة الحصة في الشهر الكريم منة وتبرعا من أصحاب الفخامة ودولة الرئيس…. لن يدوم عرش الطواغيت في ظل نشر التسول والدعارة والمخدرات والسرقات والاغتيالات والرشاوى والكومنشنات بأفواه المسؤولين وكلهم يؤكدون تقاسمهم الكعكة علانية وقافلة الشهداء من الشباب العاطل في ازدياد والتظاهرات السلمية تقمع ، لك اليوم يا ظالم ….استمر في النشيد الإنساني الوطني عصمت شاهين الدوسكي لقافلة الفقراء الرصيد الباقي في ارض أوروك الحضارات والمدنية والتاريخ العتيد…..
” اكتب والسطور تنزف من كلماتى اكتب والشجون مقيدة في ذاتي …اكتب وكل الأوراق تتمرد من آهاتي” … نعم لا يعرف الجراح إلا من يعانيها ولا يعرف الألم إلا من عانى من الألم …ولا يعرف النزف إلا من تعرض لقطع كل شرايين الجمال ….ستظل عصمت الدوسكى تنزف الدم في هيئة الكلمات ولقد قال محمد صل الله عليه وسلم “ الدنيا جنة الكافر وسجن المؤمن “……وقالها الشاعر العراقي الكبير المتنبي الخالد …. ” وذو العقل يشقى في النعيم بعقله ….واخو الجهالة في الشقاوة ينعم” ….. متى نبصر النور في نهاية النفق ..؟ لقد كتب العرب أجمل الأشعار لأن الشعر ديوان العرب وكانت لكل قبيلة شاعرها ولسانها …وقد كان في الجاهلية شعراء وشعرهم هناك المعلقات السبعة أو العشرة …التغير نحو الجمال جاءت في أوربا ولم يأت من العرب وبقت العرب لحد اليوم ترفل في تأخرها وتناحرها لليوم انظر إلى ليبيا واليمن ومصر وسوريا اليوم ضرب شعبها في أدلب بالكيمياوي وترك ضحايا من الأطفال والشيوخ والشباب والصبايا ونحن نعيش خريف الحضارة العربية نحن نتقن بشكل جيد هز البطون وإثارة الغرائز الجنسية أما العلم والثقافة وتطور ميادين الحياة لا زلنا نحبوا ،وبناء الإنسان مهمل لا احد يأبه والشعر زفرات الكائن المثقل بالألم والوجع لا يحصل بها تغير البنية الاجتماعية وبناء علاقات إنسانية سليمة وصناعة متطورة وزراعة متقدمة وسياحة جميلة من أوطاننا الرقى في الإنسان والتباهي بها هذا لا يجرى..عذرا في كلماتي إن وجدتم القسوة لأن شبابنا يهربون من أوطانهم هربا من جحيم التهميش والبطالة ويغادرون الوطن أما غرقا في البحار أو لاجئين يخدمون الناس في الأعمال الحقيرة عفوا كلماتكم الشعرية ومعاناتكم سبب هذه الشطط في قسوة كلماتي لا أطيل اكتب لتزيح جبل الهم عن صدور الناس ونفسوا عنها ….. وانتم المحللون تعرفون لماذا اكتب. بهذه القسوة وعدم الرضا …؟
متى يصحو صاحب السيادة من غفوته وينظر يمينا وشمالا ماذا حل بالرعية والوالدان ويقول الشاعر عصمت الدوسكي بلسان صدق “ربي جئتك بلهفة مع الأحزان ..ربى أشكو لك ضعفي مع الأشجان ..ربى جئتك باكيا على دم الأوطان ….ربى …أستغفرك في كل مكان وان ” لو كان لحجر قلب ونبض لأجاب واستجاب لطلب المواطن الجوعان ….
كلاب القصور ترمى إليهم ما طاب ولذ من الزاد والمواطن الجوعان في بلد الأغراب ،ووطن السراق والفاسدين الذين جاءوا وحكموا وداسوا المواطن والأوطان لأنهم أكثر شراسة من الحيوان لأنهم يأكلون حصة المواطن لأنه ليس له لسان ….وداسوا حرمة المقدس وبلا استغفار ولا رحمة لأنهم من جنس الوحوش والغاب وغرباء عن الأوطان ….ومن هنا القول الغنى في الغربة وطن ..والفقر في الوطن غربة …..متى نصحو ومتى نفيق وبلسان فصيح ….؟ الأمر عندي لا العروش باقية ولا دولة الرئيس سائد بل القبور كتب على لحده هنا مكان الفراعنة وهنا مقبرة الملاعنة …..عصمت شاهين الدوسكى أيها المجروح عش كما أنت فالنصر قريب بين رمشة عين وتنهيدة طفل بائس ….والله يقول ” أليس الصبح بقريب ” .…