الأحد, نوفمبر 24, 2024
Homeمقالاتالدائرة المغلقة منى سالم الجبوري

الدائرة المغلقة منى سالم الجبوري

منذ فترة طويلة تتعالى الاصوات في داخل المنظومة الدينية الحاکمة في إيران من المخاطر الکبيرة للفساد المستشري والمتفشي في کافة مفاصل النظام بحيث قد وصل الى أعلى المستويات لکن ومع إقرار يجنح أحيانا الى صراحة فجة وحينا الى إعترافات ضمنية بالفساد، ولاغرو من إن کل الدلائل والمٶشرات والمعطيات تٶکد بأن الفساد قد أصبح ظاهرة تفرض نفسها وتترك آثارها بالغة السلبية على النظام والشعب على حد سواء رغم إن سلبياته المفرطة تقع على کاهل الشعب.

التحذير من الفساد في إيران في المرحلة الحالية الصعبة والحساسة التي تواجه المنظومة الدينية الحاکمة، لم يعد مجرد تحذير عادي يمکن تجاوزه أو تدارکه کتحذيرات أخرى، بل إنه يکتسب أهمية إستثنائية ذلك إنه يمس جانبين حيويين أساسيين في إيران وهما المجالين الاقتصادي والسياسي من جانب والساسة المتنفذون في کلا جناحي النظام، بحيث صار هناك إعتقاد بأن حالات الفساد في النظام صارت کأورام سرطانية وشبکات مافيا، والاخطر من ذلك إن الشعب الايراني قد صار يتحدث علنا عن هذه الحالة بل وحتى وإن واحدة من الشعارات التي صارت تطلق في الاحتجاجات الشعبية المتواصلة في سائر أرجاء إيران هوو شعار: “لا للظلم ..لا للفساد”.

التقارير الاعلامية الاخيرة الواردة من إيران أشارت الى أن الفساد المستشري في أجهزة الدولة وصل الجامعات، حيث يتم بيع مقاعد في كليات الطب. حيث كشف النائب، محمود صادقي، عضو اللجنة التربوية بالبرلمان الإيراني، في تصريحات لموقع “تابناك” السبت إن هناك تقارير تشير إلى أن بعض المقاعد في كليات الطب يتم بيعها بسعر ما بين 400 و500 مليون تومان إيراني (32 إلى 40 ألف دولار تقريبا). وعندما يصل الفساد الى الجامعات فإن لذلك معاني ودلالات وعبر ذات مغزى عميق، فهي مٶشر على إن الفساد بدأ ينخر ليس بالنظام وإنما بالدولة ککيان حيث إن منظوماتها السياسيـة والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية قد صارت مهددة بالانهيار، ومن هنا فإن التحذير من الفساد يمثل تهديدا وخطرا جديا ماثلا على النظام، لکن المشکلة إن الدعوات للتصدي له ومکافحته هي دعوات يمکن وصفها بالسطحية وغير العملية والمٶثرة ذلك إنه وکما قد حذر حذر النائب الإيراني أمير خوجسته، في تصريحات في 2 نوفمبر الجاري، من أن مسؤولين كبار بالدولة هم من ينشرون الفساد. ولذلك فإن الفساد قد أصبح دائرة مغلقة أو حالة لايمکن المساس بها، ولاريب فإنه ومع الاخذ بنظر الاعتبار المشاکل والازمات الحادة الاخرى التي تواجهها المنظومة الدينية الحاکمة وخصوصا الاحتجاجات الشعبية ونشاطات وتحرکات المعارضة الايرانية النشيطة المتواجدة في الساحة والمتمثلة فيڤ المقاومة الايرانية، الى جانب التأثيرات الکبير للعقوبات الامريکية، فإن المستقبل المنظور للنظام يمکن إعتباره على کف عفريت خصوصا وإن تدارك الامور قد صار في حکم المستحيل.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular